IMLebanon

الراعي: بلدنا يتحدى كل السياسات الدولية بعيش ابنائه

أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أن “بلدنا الصغير يتحدى كل السياسات الدولية بعيش أبنائه”، لافتاً إلى “ان الذين يتعاطون الشأن السياسي يعملون على قطع الحطب و”يقسموا الشعب اللبناني”، متأسفاً أن يكون “العمل السياسي في لبنان مبنيا على الجهل”.

وجاء كلامه خلال مشاركته في اللقاء الثقافي السنوي في الكرسي البطريركي في الديمان، الذي نظمته رابطة قنوبين البطريركية للرسالة والتراث، برعاية وحضور وبمشاركة مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، المطارنة مطانيوس الخوري، جوزيف نفاع، يوحنا رفيق الورشا، والنائب جورج عطالله وحشد من المهتمين.

وقال الراعي: “اليوم بيت الذاكرة والإعلام هو للمحافظة على تراثنا وثقافتنا فإن ما يحمي الدول ثقافتها. عندما ختم السينودس من أجل لبنان ودعنا القديس البابا يوحنا بولس الثاني بهذه الكلمة “مررتم بحرب أهلية مدمرة لكن الذي خلص لبنان لم تكن إرادة دولية ولم يكن السلاح بل ما خلص لبنان هو ثقافته”، ثقافة العيش المشترك، وفي الواقع عندما قيل إنتهت الحرب سنة 90 نسي اللبنانيون كل جراحاتهم وعادوا جميعهم الى أمكنة عيشهم، والثقافة هي التي تحيي الشعب. ثقافتنا في لبنان هو هذا العيش معا في هذه البيئة المشرقية المعذبة، فهذا البلد الصغير يتحدى كل السياسات الدولية بعيش ابنائه”.

وتابع: “يؤسفنا أن نقول ان الذين يتعاطون الشأن السياسي أسميتهم حطابين، يعملون على قطع الحطب “يقسموا الشعب اللبناني” هذا لي وهذا لك هذا ضدنا وهذا معنا، مؤسف أن يكون العمل السياسي في لبنان مبنيا على الجهل”.

وأضاف: “لم يقل القديس البابا يوحنا بولس الثاني كلمة لا عن بلده ولا عن أي بلد آخر بكل شجاعة قال لبنان نموذج للشرق وللغرب وهو نموذج الوطن الصغير، هذه هي أبعاد بيت الذاكرة والإعلام الذي ينطلق من هذا الوادي المقدس من هذا التاريخ لا يمكن ان ننسى تاريخنا من ينسى تاريخه يجهل حاضره ويغيب ولا يدري أين يذهب نحن نتمنى على مسؤولينا السياسيين مرة ثانية أن يتعرفوا الى تراثنا اللبناني، أن يتعرفوا الى ثقافتنا اللبنانية، أن يتعرفوا الى مسؤوليتهم الجسيمة فلا يمكن أن يستمر لبنان في هذا الواقع من الإنحدار المتواصل ثقافيا وسياسيا واقتصاديا ومعيشيا وهذا ما يؤدي الى فقد قوانا الحية الجديدة أجيالنا الطالعة وأنتم تعرفون أكثر مني كيف ان الأجيال الجديدة التي تتخرج من جامعاتنا لا تفكر الا بمغادرة لبنان”.

وأشار الراعي الى “أننا أمام مسؤولية جسيمة بالرغم من كل شيء علينا الحفاظ على هذا الدور وعلى هذه الرسالة، العالم واسع يمكن أن يعيش الإنسان في أي مكان ولكن العيش في لبنان له معنى مختلف”.