IMLebanon

الظفر المغروس… جراحة سهلة تُنهي المشكلة

كتبت جنى جبور في “الجمهورية”:

الظفر المغروس في الجلد حالة طبية بسيطة ولكنها شائعة جداً، وقد تصيب الاشخاص نتيجة بعض عاداتهم الخاطئة. وفي حين يعمد غالبية المصابين الى معالجتها منزلياً بالوسائل المتوفرة لديهم، هناك الجراحات الطبية السهلة التي تخلصهم من هذه المشكلة. فما هي مخاطر العلاجات في المنزل؟ ومن هم المرشحون للجراحة؟

يعتبر الظفر المغروس حالة نمو غير طبيعية، ما يؤدي الى انغراسه في الجلد المحيط له. هذه الحالة يمكن أن تصيب الجميع ويمكن أن تحدث في مختلف أصابع اليدين او الرجلين وعلى مستوى الاطراف او حتّى من الامام. في هذا السياق، حاورت «الجمهورية» الجرّاح الدكتور محمد شفيق رمضان الذي قال: «إنّ الحالة المألوفة والاكثر شيوعاً هي على مستوى طرف الاصبع الكبير في الرجل، ويعود ذلك الى عوامل عدّة كارتداء الاحذية الضيقة التي تمنع نمو الظفر كما يجب، أو بسبب قص الاظافر بطريقة مبالغ فيها خصوصاً على الاطراف، أو بسبب عوامل مصاحبة للالتهابات التي تحفّز انغراس الظفر، لاسيما اذا كان هناك بيئة رطبة في الحذاء او تعرّق داخله لفترة طويلة، إضافة الى عامل الوراثة أو التعرّض لإصابة قوية».

مريض السكري

غالباً ما تظهر الالتهابات بعد نمو الظفر بهذه الطريقة غير الطبيعية، ويوجد بعض المرضى الذين يتعرضون لهذه الحالة اكثر من غيرهم. ويلفت د. رمضان الى أنّ «عدداً من العوارض تواجه المريض المصاب، لاسيما الالم الذي يزيد خلال المشي او بسبب الضغط الناتج من بعض الاحذية، أو احمرار في المنطقة المصابة، وإفرارزات معينة، وورم حول الظفر، واذا تطور الالتهاب يمكن أن يؤدي الى ظهور الخراج والقيح وارتفاع في حرارة جسم المريض.

من جهة أخرى، يعتبر مرضى السكري أو الذين يعانون ضعفاً في المناعة او مشكلة في الأوعية الدموية المحيطية (Peripheral vascular disease)، معرضون اكثر من غيرهم لالتهابات الاطراف، وبالتالي يسبّب انغراس الظفر عندهم عدداً من المضاعفات».

هل الاجراءات المنزلية سليمة؟

يلجأ كثيرون الى العلاجات المنزلية للتخلص من هذه الحالة. فهل الاجراءات المنزلية سليمة؟ يجيب د. رمضان أنّه «يجوز اعتمادها فقط في الحالات الطفيفة كالاحمرار وانغراس جزء بسيط من الظفر، ولا أشجّع ابداً العلاجات المنزلية التي ترتكز على وضع امور معيّنة كالضمادات على الظفر او تحته. في المقابل، يفيد المريض قبل زيارة الطبيب الابتعاد عن لبس الاحذية الضيقة، والاهتمام بنظافة المنطقة المصابة من خلال القيام «بمغاطس» المياه المعتدلة، والانتباه الى تجفيفها جيداً بعد انتهائه».

من جهة أخرى، عند بدء العوارض، على المريض التوجّه الى الجرّاح العام أو جرّاح العظم أو اختصاصي الرجل والاطراف أو اختصاصي جلد متمرّس في هذه الحالة، للحدّ من تفاقم المشكلة. ويفصّل د. رمضان أنه «يتم الكشف على المريض لمعرفة درجة انغراس الظفر ونسبة الالتهاب، وعوامل الخطر التي تعرّض لها والتي سببت هذه المشكلة، وبحسب كل حالة يقرر الطبيب الطريقة المناسبة لإدارتها، فإذا كانت الاصابة جرّاء اصطدام الاصبع مثلاً، يجب عندها التفكير بإخضاعه للتصوير بالاشعة السينية (X-ray) للتأكد من عدم وجود كسور، واذا لم يكن نتيجة الاصطدام فعندها نُدير المشكلة بالطريقة غير الجراحية مثلاً، أي من خلال مغاطس المياه والاهتمام بالنظافة وتغيير الاحذية. ويوجد بعض الاطباء الذين يحاولون تغيير نمو الظفر من خلال وضع قطن مخصص لهذا الموضوع تحت الظفر، اما اذا فشلت هذه الوسائل او في حال وصلَ المريض متأخراً للعلاج، فعندها يجب التفكير بالعمل الجراحي».

الجراحة والكيّ

جراحة الظفر المغروس سهلة وغير مؤلمة وتتراوح مدتها بين 10 و15 دقيقة تحت تخدير الموضعي. ويوضح د. رمضان أنّ «العمل الجراحي يُحدد نسبةً لحدّية الاصابة، فتتراوح من استئصال جزء من الظفر وصولاً الى استئصال جزء من الظفر والجلد تحته (Matricectomy)، ويمكن ان يصل الاستئصال أحياناً الى بداية العظم. ويكون هذا العمل الجراحي غالباً مرافقاً لعملية كيّ كيميائية (Chemical cauterization). ويرتكز هدف الجراحة إلى الحدّ من مراجعة المشكلة، حيث تشير الدراسات الى أنّه بين 10 الى 30 في المئة من الحالات تعاود المشكلة بالظهور حتّى اذا تم معالجتها جيداً. وتجدر الاشارة الى أنّه لا يجب نهائياً استئصال الظفر كاملاً، وأي عمل جراحي لاستئصال الظفر كاملاً هو عمل خاطىء جدّاً».

إرشادات

بعد الجراحة، يمكن ان يسير المريض بشكل طبيعي، وقد يحتاج في الـ48 ساعة الاولى بعد العميلة الى أدوية مسكّنة للوجع، ولكن عدداً من الارشادات الطبية يجب الالتزام بها، ويشير اليها د. رمضان قائلاً: «أولاً، يجب الابتعاد عن الاحذية المغلقة للحد من الضغط او الرطوبة، والطبيب المعالج هو الذي يقرر متى يمكن أن نرتديها مجدداً. كما يجب الخضوع الى مغاطس الماء المعتدل أقله 3 مرات في اليوم، وعندما يعود المريض الى منزله لمدّة 7 ايام الى 10، قبل الجراحة عموماً وبعدها خصوصاً، لاسيما أنّ النظافة هي من الامور الاساسية لمنع الالتهاب. كما أشدد على اهمية الابتعاد عن قصّ الاظافر بطريقة اقلّ من الجلد الموجود، وخصوصاً عند الاطراف، وعدم الاستخفاف بنظافة اليدين والرجلين بشكل خاص، لاسيما بالنسبة لمرضى السكري الذين يجب أن تكون وقايتهم أكثر جدية».