IMLebanon

“الفيلر”… للتخلّص من شيخوخة اليدين

كتبت جنى جبور في صحيفة “الجمهورية”: 

مع التقدّم في العمر تبدأ اليد بالترهّل، وتفقد رونقها وتظهر عليها التجاعيد، ما يؤثر على جمالها. ولعل اليدين من أكثر الأعضاء التي نستخدمها في التعامل مع الآخرين، الامر الذي يفسّر رغبة الكثيرين في تجميلهما. فكيف يمكن أن تعيدوا الرونق لأياديكم؟

تحتلّ عمليات تجميل الجلد والبشرة، لاسيما اليدين، المركز الخامس من بين عمليات التجميل الأكثر شهرة بين النساء في الوطن العربي.

في هذا السياق، كان لـ»الجمهورية» حديث خاص مع اختصاصية الطب الداخلي والدراسات المعمّقة في الطب التجميلي غير الجراحي، الدكتور باسكال أبو سليمان، التي استهلّت حديثها قائلةً إنّ «ترهّل اليدين أمر طبيعي مع التقدّم في العمر، فكما تصيب عوامل الشيخوخة الوجه، تصيب اليدين أيضاً، فتبدو التجوّفات واضحة، ويرّق الجلد وتذوب الدهون وتظهر الأوتار والأوعية الدموية تحته».

عوامل وراثية

لا يقتصر ترهّل اليدين على التقدّم في العمر فقط، فيوجد أسباب أخرى مسؤولة عنه، وبحسب د. ابو سليمان إنّ «فقدان الوزن بشكل ملحوظ في فترة قصيرة يمكن أن يسبّب ذلك، والتعرّض للشمس يساهم ايضاً في شيخوخة الجلد. اضافةً الى العوامل الوراثية، ما يفسّر شيخوخة البعض في عمر معيّن قبل آخرين في العمر نفسه. في هذا الاطار، تتعدّد وسائل تجميل اليدين، وتُعتبر حقن الفيلر إحدى التقنيات الشائعة التي تعيد لهما رونقهما وتحسّن البشرة.
وتجدر الاشارة إلى أنه من المهمّ أن يبتعد عن هذه الحقن بشكل عام الذين يتناولون أدوية مسيّلة للدم أو الذين يعانون السيلان، والمصابون بأمراض نقص المناعة».

التجميل بين اليد والأصابع

يقسّم هذا التجميل ما بين اليد والاصابع، فتختلف تباعاً طريقة حقن كل جزء منهما، وتشرح د. أبو سليمان أنّ «مواد الحقن التي نستخدمها لتعبئة تجوّفات اليد، لا يمكن استعمالها للأصابع، لاسيما أنّ للفيلر أنواع متعدّدة ذات سماكة مختلفة. لذلك، يؤدي حقنه في المكان غير المناسب إلى نتيجة غير مرضية أو طبيعية.

وفي التفاصيل، نقوم بتعبئة الفراغات في اليدين، أمّا الاصابع فيتطلّب علاجها جلسة أو جلسات عدّة بحسب الحالة لترطيب البشرة ومعالجتها. كما يمكن اللجوء الى جلسات «PRP»، اي حقن البلازما بعد تعبئة اليدين، للحدّ من الخطوط الرفيعة وتحسين وتنشيط البشرة وتحفيزها على إفراز الكولاجين والإلاستين (Elastin)، وبالتالي نساهم في تأخير عوامل الشيخوخة قدر الامكان».

يعتبر هذا الاجراء سهلاً ولا يتعدّى الـ15 الى 20 دقيقة لليدين، كما أنه لا يسبّب الألم للمريض، خصوصاً أنه يتم استعمال البنج الموضعي قبل الحقن. وتوضح د. أبو سليمان أنّه «يوجد طرق عدّة للحقن، ولكنني شخصياً أفضّل الطريقة التي ترتكز على الحقن من نقطة واحدة فقط لتعبئة كل اليد. ولا تسبب حقن الفيلر اي عوارض جانبية مهمة، اذا تمّ الحقن بالطريقة والمواد المناسبة، وتختلف الكلفة بحسب حالة كل مريض ونوعية الحقن والعدد الذي يحتاجه كل شخص. ويرتكز تكرار هذا الاجراء بحسب نوعية المواد المستخدمة، فمنها ما تستمر فعاليتها لـ6 اشهر وأخرى لمدة سنة تقريباً».

تحفيز البشرة

تظهر الشيخوخة بشكل ملحوظ على الوجه والعنق عموماً واليدين خصوصاً، ورغم ذلك، نرى أنّ القليلين يعطون أهمية لهما. وترى د. أبو سليمان أنّ «التجميل أمر خاص جدّاً يتعلق بالشخص نفسه، ولكن كل من يرى نفسه بحاجة الى تحسين مظهره، إن كان على مستوى اليدين أو غير اليدين، عليه ألا يتردد عن هذا الاجراء. ومن الناحية الطبية يمكنني أن اقول إنّ الدراسات العالمية الحديثة تتجه نحو التعامل مع الشيخوخة على انها مرض، خصوصاً انه بتنا نرى عوامل الشيخوخة المبكرة، فنلاحظ ترهّل يدين فئة الشباب وكأنهم كبار في السن، ويعود ذلك الى الاكل المصنّع والتلوث الذي يكسّر الحمض النووي في الخلايا ويسرّع عملية الشيخوخة. من جهة أخرى، تحفّز حقن الفيلر الجلد وتحسن نوعية البشرة والخلايا، ويمكننا ملاحظة الفرق على المدى الطويل على مستوى الجلد والبشرة بين الاشخاص الذين خضعوا للفيلر والآخرين الذين لم يخضعوا له، شرط ان تكون النتيجة طبيعية وغير اصطناعية. كما يفيد ايضاً ترطيب اليدين وحمايتهما من الشمس كنوع من الوقاية».