IMLebanon

3 أساليب تمنع فقدان الذاكرة مستقبلاً

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

التقدّم في العمر قد يكون مُخيفاً، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بزيادة احتمال التعرّض للخرف. أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون هذه المشكلة، ومع استمرار هذا الرقم في النموّ، فإنّ احتمال فقدان الذاكرة يهدّد عدداً أكبر من الناس.

لا أحد يريد أن تتدهور ذاكرته أو يواجه أعراضاً أخرى تكون مُصاحِبة للخرف، مثل صعوبة إتمام المهام اليومية أو التقلّبات المزاجية. لكن ماذا لو علمتم بوجود خطوات يمكنكم تبنّيها فوراً للمساعدة على تعزيز صحّة الدماغ وخفض خطر الإصابة بالخرف ومشكلات عقلية أخرى في مراحل لاحقة من حياتكم؟

فقد ذكرت البروفيسورة باتريسيا باول، المتخصّصة في الطبّ النفسي السريري والعلوم السلوكية، ضمن مقالة نُشرت في صحيفة «هافينغتون بوست» البريطانية الأساليب الرئيسة التي تمنحكم مزيداً من السيطرة على صحّة أدمغتكم في المستقبل:

التمسّك بالنشاط البدني

في المرّة المقبلة التي تفكّرون فيها بالتخلّي عن حصّة الرياضة، إبحثوا عن قليل من التحفيز عن طريق التفكير في الحفاظ على ذاكرة مستقبلية سليمة. أظهرت الأبحاث أنّ النشاط البدني غير مهمّ فقط للجسم، إنما يُفيد أيضاً الدماغ، حتى لو اقتصر الأمر على 20 دقيقة من المشي يومياً. تلعب التمارين دوراً مهمّاً في صحّة الدماغ لأسباب عديدة. فإلى جانب الوقاية من السكتات ودعم صحّة القلب والأوعية الدموية، يُعتقد أنّ الرياضة قد تزيد ولادة خلايا عصبية جديدة في الدماغ، خصوصاً في الحصين المهمّ جداً كونه يُعتبر منطقة الدماغ المركزية للتعلّم والذاكرة، وواحداً من أجزاء الدماغ الأوّلية التي تتعرّض للتلف بسبب الألزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.

إضافةً إلى ذلك، أظهرت الأبحاث التي أُجريت على الفئران أنّ الرياضة قد تلعب دوراً في تقليص عدد بروتينات بيتا-أميلويد في الدماغ، والتي تُعدّ المكوّن الرئيسي للويحات المتراكمة بمستويات غير طبيعية في أدمغة مرضى الألزهايمر. يُنصح بالانخراط في تمارين الآيروبك – كالركض، والمشي، والسباحة – جنباً إلى تمارين القوّة مثل رفع الأثقال.

إبقاء الدماغ مُنشغلاً

الجسم الكسول يُلحق الضرر بالصحّة العامة، كذلك الأمر بالنسبة إلى الدماغ الفارغ. المطلوب إبقاء العقل مُنشغلاً ونشطاً مع التقدّم في العمر. تكمن الوسيلة الرئيسة لبلوغ ذلك من خلال الحفاظ على اتّصالات اجتماعية والمشاركة في الأنشطة الفكرية، ما يساعد على تشكّل اتّصالات جديدة في أجزاء الدماغ حيث يقوم مرض الألزهايمر بتآكلها.

البقاء على تواصل اجتماعي قد يتّخذ أشكالاً عديدة، سواء لقاء صديق بانتظام لاحتساء القهوة، أو الخروج للسهر، أو استضافة مجموعة أشخاص مقرّبين. المهمّ الحفاظ على علاقات قويّة، بما أنّ الدراسات الأخيرة وجدت أنّ العزلة الاجتماعية قد تشكّل عامل خطر للخرف.

وبطريقة مُماثلة، فإنّ القراءة، والألعاب الدماغية، والأنشطة الذهنية الأخرى كتعلّم لغة جديدة، قد تكون بدورها فعّالة. توصّلت الأبحاث إلى أنّ هذه التمارين قد تُبطئ أو تؤخر التدهور المعرفي المرتبط بالتقدّم في العمر. الحفاظ على دماغ صحّي في هذه المنطقة سيُصبح على الأرجح أسهل عندما تتمّ متابعة الموضوعات والأنشطة التي تستمتعون بها.

التقيّد بغذاء صحّي

كشفت الدراسات العلمية أنّ الأكل الصحيح مفيد لكلّ جانب من جوانب الصحّة، بما فيه الدماغ. المطلوب تحديداً الالتزام بغذاء البحر المتوسط الصديق للقلب، والذي يحتوي على مأكولات كالسمك، والفاكهة والخضار الطازجة، والحبوب الكاملة، وزيت الزيتون، والمكسرات، وأنواع أخرى من الدهون الصحّية، وفي المقابل خفض كمية اللحوم والألبان. طريقة الأكل هذه ترتبط بذاكرة ومعرفة أفضل مع مرور الوقت. كذلك يوجد دافع آخر لاعتبار الغذاء المتوسطي مفيداً وهو أنه فعّال في السيطرة على ارتفاع ضغط الدم منتصف العمر، وقد وجدت الأبحاث أنّ مرضى الضغط العالي الذين يتحكّمون في مشكلتهم قد ينخفض لديهم خطر التدهور المعرفي.

يُذكر أخيراً أنه يمكن التحكّم في الصحّة المستقبلية من خلال التمسّك بالاجراءات الاستباقية في أقرب وقت ممكن. إستناداً إلى الأطباء، يجب على الأشخاص التفكير في الصحّة المعرفية وشيخوخة الدماغ بالطريقة ذاتها التي ينظرون فيها إلى صحّة القلب والأوعية الدموية. عاداتكم اليومية قد تقي تطوّر الأمراض المرتبطة بالدماغ أو تؤجلها. تأكّدوا أنّ الخرف ليس دائماً نتيجة حتمية للتقدّم في العمر!