IMLebanon

إحذروا المكمِّلات على صحّة السلامة!

كتبت سينتيا عواد في صحيفة “الجمهورية”:

من المعلوم أنّ كلّ نوع من الفيتامينات والمعادن يملك خصائص صحّية معيّنة لا يستطيع الجسم إتمام وظائفه على أكمل وجه من دونها. ولحسن الحظّ، فإنّ هذه المغذيات متوافرة طبيعياً في المأكولات، وبما أنّ الإنسان قد يتعرّض لنقص فيها لأسباب عدة، يأتي دور المكمّلات للتعويض ومنع حدوث أيّ اختلالات. لكن ماذا في حال سوء استخدامها؟

أشارت إختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي، لـ«الجمهورية» إلى «ظاهرة انتشار تناول المكمّلات الغذائية بِلا وصفة طبية لأسباب عدة أبرزها صحّية وجمالية. ولكن إستناداً إلى آخر الدراسات فإنّ كثرة هذه المتمّمات قد تكون ضارّة جداً وتُهدّد الصحّة».

مخاطر كثرة الفيتامينات 
وتحدّثت أولاً عن الفيتامينات التي تذوب في الدهون، فقالت إنّ «تناول كمية عالية من الفيتامين A مثلاً قد يؤذي الكبد، ويسبب جفاف الجلد، ويؤدّي إلى تراكم السوائل في الدماغ. لذلك يجب عدم تخطي 10 آلاف وحدة دولية من الفيتامين A. وبالنسبة إلى الفيتامين D، يجب عدم تخطي 4000 وحدة دولية في اليوم كمعدل عام، والأشخاص الذين يعانون نقصاً فيه عليهم استشارة الطبيب لتحديد الجرعة الملائمة لهم. تبيّن أنّ المبالغة في هذه المادة قد تسبّب ترسب الكالسيوم في الأنسجة، وقد تملك مفعولاً رجعياً على العظام لتؤدي إلى انتزاع الكالسيوم منها بدل حمايتها من الهشاشة. في حين رُبطت كثرة الفيتامين E بفقر الدم، والنزيف الداخلي، والوفاة نتيجة أمراض القلب، علماً أنه يجب عدم تخطي 1500 وحدة دولية منه يومياً».

أمّا في ما يخصّ الفيتامينات الأخرى التي تذوب في المياه، لفتت أبو رجيلي إلى أنّ «الجسم يستطيع عادةً التخلّص منها، ولكن توجد استثناءات خطيرة. فكثرة الفيتامين B3 قد تضرّ الكبد، والـB6 قد تؤذي الأعصاب، والـB9 قد تمنع ظهور نقص الفيتامين B12. كذلك ثبُت أنّ تراكم الفيتامين C في الجسم، والذي يلجأ إليه العديد من الأشخاص لتعزيز نشاطهم وتقوية مناعتهم، قد يسبّب اضطرابات هضمية كالإسهال، ومشكلات في الكِلى مثل تشكّل الحِصى فيها».

ماذا عن هذه المعادن؟
وتعليقاً على الحديد، أفادت خبيرة التغذية أنّ «الأشخاص الذين يعانون من الإرهاق قد يجدون أنّ الحلّ يكمن في تناول مكمّلات هذا المعدن لاعتقادهم أنهم يشكون من فقر الدم. غير أنّ الحصول عليها عشوائياً أو تخطي المدة الزمنية التي قد حددّها الطبيب يؤدّي إلى تجمّع الحديد في الجسم حتى بلوغ مستويات سامّة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بمشكلات في القلب خصوصاً تسارع دقاته، وأوجاع في البطن، ومشكلات في الكبد».
وأضافت: «من الشائع أيضاً اللجوء إلى مكمّلات الزنك لتعزيز المناعة، ولكنّ كثرتها قد تلعب دوراً مُضاداً لوظيفتها وبالتالي تؤدّي إلى تعطيل وظائف جهاز المناعة، جنباً إلى قدرتها على التسبّب بفقر الدم».

متمّمات البروتينات 
ولا يمكن التحدّث عن المكمّلات الغذائية من دون التطرّق إلى متمّمات البروتينات التي يستعين بها الرياضيون لتحسين لياقتهم البدنية. وفي هذا السِياق، أوضحت أبو رجيلي أنّ «الشخص الرياضي الذي يبني عضلاته يجب أن يأخذ ما بين 1,5 إلى 2 غ من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن جسمه. ولكن يتمّ غالباً تخطّي هذه الكمية وبالتالي حدوث مشكلات في الكبد والكِلى، والتعرّض للكآبة، وهشاشة العظام، وزيادة الوزن، وعدم بلوغ النتيجة المرجوّة».

وخِتاماً، أوصت بـ«عدم اللجوء إلى المكمّلات الغذائية» على «صحّة السلامة». الطبيب وحده الذي يصف هذه الأدوية بعد اطّلاعه على نتائج اختبار الدم. تذكروا أنّ تناول المتمّمات بِلا أيّ سبب سيضرّكم بدل أن ينفعكم. يبقى التمسّك بالنظام الغذائي الذي يتضمّن مختلف أنواع المأكولات وألوانها، من لحوم ودواجن وسمك وحبوب وفاكهة وخضار، هو المفتاح الأسلم لاستمداد جرعات صحّية من كافة المغذيات التي لا يستطيع الجسم العيش من دونها».