IMLebanon

كيف تكشفين مشكلة فقدان السمع عند طفلك؟

كتبت ماري الأشقر في صحيفة “الجمهورية”:

أصبحت اضطرابات السمع كثيرة في ايامنا الحالية، فإذا كُشِفَ عنها باكراً يصبح من الممكن جدّاً معالجتها وتجنّب انعكاساتها السلبية فيما يخصّ نموّ الطفل. ويكون الإنذار لهذه الاضطرابات، عبر حالات عدة، سواءٌ كالبكاء او «التنقز» فجأة خلال النوم أو الامتناع عن الأكل.

من هذا المنطلق كان لـ«الجمهورية» حديث مع الدكتور الياس سعيد صفير طبيب الامراض الداخلية حيث قال: «تعدّدت أسباب الصم وتنوّعت وجميعها مهمّة ويجب التنبّه اليها، ولأهمية هذا الموضوع اصدرت الدولة الفرنسية منذ عام 2012 قراراً للكشف المبكر للسمع عند المولود وإجراء الفحوصات الضرورية في هذا الاطار، والطريقة الاولى عبر فحص OTO Emission acoustique provoques OEAP الذبذبات الصوتية غير الفاعلة لانقنباضات الخلايا في شعيرات الأذن الداخلية رداً بإدخال «Sonde» في أول الأذن اي مجرى الأذن الخارجي، ومن هنا الطفل المعاني تكون النتيجة الحميدة للسمع توازي نسبة 35 db أما الطفل الذي خضع للفحص نفسه ولم يبدِ أيّ تجاوب ابتداءً من 30dB يكون معرّضاً أكثر للصم.

أما التهاب الأذن الداخلية لا يمكن اكتشافه إلّا من خلال تخطيط للسمع والـ Scanner. وينتج عن التهاب الأذن الداخلية مشكلات في الاوعية الدموية وخلل في الأذن وفي عصب الأذن ونزف في النخاع ما يمنع الطفل من السمع والنطق. وفي هذه الحالة لا بد من البحث في العائلة عن امراض وراثية. واذا اصيبت الأم بـ cytomegalovirus أي فيروس في الخلايا اثناء الحمل أو اذا تناولت الأم خلال حملها بعض المضادات الحيوية أو ما يُعرف بالـAntibiotiques أو اذا أصيبت بالحميراء- او بأعراض اخرى تنتقل من الحيوانات الأليفة الى المرأة toxoplasmose».

ويتابع د. صفير: «الصم الملتقط فيما بعد يأتي نتيجة التهاب في طبلة الأذن، حيث تفقد وظيفتها من نقل الأصوات، ولا يجب إهماله إذ إنه يهدّد الأذن، وقد يكون ناتجاً عن «الأبوكعيب» احياناً إذ من الممكن أن يسبّب ضعفاً للسمع، كما أنّ الصفعة على طبلة الأذن قد تؤذي السمع كذلك».

أما عن الطريقة الثانية للفحص، فأوضح د. صفير أنها تكون عبر إخضاع الطفل لفحوصات ضرورية مع اهله واخوته اذا كانت هناك اصابات كما ذكرناها سابقاً. وعلى الطفل البالغ من عمره 11 سنة أن يخضع لفحص «por» بواسطة الريق، وأن يخضع بعدها في عمر السنتين لفحص البول. وبعد عمر السنتين يخضع الأم والطفل معاً لفحص الدم، وذلك لوجود بعض العوامل الخطيرة احياناً على الطفل إذا وُلد ووزنه اقل من 1500 غرام وإذا أصيبت الأم أثناء الحمل بـبعض من الأمراض على سبيل المثال TOXOPLASMOSE SYPHILIS Herpes».

وأشار صفير عن ضعف في السمع الناتج عن الرشح المتكرّر وهو يبدأ في وضع مهويات في حالة التهاب الاذن حتى زرع الطبلة، أي علاج ضعف السمع الناتج عن الرشح المتكرّر فهو: أنّ ثمّة حالات رشح تنعكس على الأذن الوسطى.

وتابع شارحاً «إذ يوجد اتّصال بين الأذن الوسطى والأذن بواسطة قناة ممّا يسبّب ضعفاً في السمع لانتقال السائل المخاطي من الأنف الى الأذن الوسطى بواسطة قناة وينحصر وراء الطبلة. وبعد ثلاثة اسابيع او شهر من العلاج والمراقبة- وإذا لم يعد السمع طبيعياً يضطر الطبيب الى سحب السائل المخاطي من وراء الطبلة بواسطة إبرة وتعليق انابيب في الطبلة بشكل موقت مع علاج الرشح. وتجدر الإشارة إلى أنّ أيَّ تأخير في العلاج غير المبرَّر ومن دون مراقبة من قبل الطبيب المعالج يؤدّي الى تشمّع المخاط ويصبح ضعف السمع شبه دائم ما يؤثر على المدرسة والدراسة والحياة الاجتماعية للطفل المصاب».

أمّا حول ردّات فعل الأطفال المحدّدة للأصوات باختلاف أعمارهم، يجب التنبّه دائماً إذا تعرّض الطفل لصعوبات حقيقية في اللفظ، إذ عندئذ يعمد الأهل الى تصحيح الكلمات المغلوطة وغالباً ما يرافق الاضطرابات في السمع بعض المشكلات المميّزة بالطبع».

وأخيراً يمكن للمشكلات في السمع أن تحمل نتائج سلبية للطفل بحسب د. صفير، إذ إنّ عدم قدرة الولد على التقاط ما ينقل اليهم جيداً قد يسبّب تراجعاً مدروساً وملحوظاً مصحوباً باضطرابات في السلوك، وعليه فمن الضروري والمهم جداً استشارة طبيب مختص في هذه الحالات ويختلف العلاج وفق درجة الصمّ وطبيعة المصاب.

وأضاف «لذلك تقع على الأهل المسؤولية الكاملة لاكتشاف أيّ مشكلات سمعيّة لدى الطفل في هذه السن المبكرة فكلما اكتُشفت حالته مبكراً يكون شفاء الطفل مضموناً. لذا يمكن أن يسمع الطفل الذي يعاني مشكلات في السمع الأصوات المرتفعة وبقدر ما تطول فترة التشخيص، المشكلة تزداد ومشكلة الكلام والتأقلم اجتماعياً تزداد تعقيداً، حيث يجب الكشف المبكر للمولود بإجراء الفحوصات اللازمة والضرورية».