IMLebanon

الأسمر: كفى قهرا للشعب في زمن الأزمة الاقتصادية القاتلة

علق رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر على تقرير جريدة الأخبار بعنوان “المصارف تعطل قروض الإسكان”، فقال: “لا تكتفي المصارف اللبنانية من أرباح بمليارات الدولارات تجنيها من المديونية العامة، ولا بالهندسات المالية التي “منحت” لها من المصرف المركزي ولا باستعمال الأموال المدعومة للقروض السكنية لذوي الدخل المحدود من عمال وموظفين وعسكريين ومتوسطي الحال في غير محلها وإقراضها لأصحاب المليارات والمداخيل العالية جدا مما أدى إلى نفاذ تلك الأموال المدعومة من المصارف في فضيحة جرى طمسها كما تطمس فضائح الأغنياء على حساب الفئات المفقرة والشباب والشابات الذين يبحثون عن سقف يأويهم ولو بشروط شبه تعجيزية”.

وتابع: “ما أن أقر مجلس النواب في جلسته قبل الأخيرة تأمين مئة مليار ليرة للمؤسسة العامة للإسكان إلى حين وضع سياسة حكومية مستدامة تحدد آليات الدعم المستخدمة حتى لجأت جمعية أصحاب المصارف إلى استخدام جميع أنواع المناورات في مفاوضاتها مع إدارة المؤسسة العامة للإسكان ووضعت جميع العراقيل التي لا تخطر في بال وذلك برفع الفوائد التي كانت سائدة سواء على المؤسسة العامة أو على الأفراد المقترضين”.

وأشار إلى أن “المصارف اللبنانية التي تفاخر أنها “تأسر” حوالي مليون و700 ألف مواطن لبناني بقروض مختلفة تبدأ بقرض السكن وتمر بقرض التعليم وشراء سيارة وبفوائد عالية ومحكمة وقاسية تستكثر على ذوي الدخل المحدود تحقيق فرصة العمر باقتناء منزل متواضع واضعة نصب أعينها اقتناص أكبر قدر من مبلغ المائة مليار لتضيفها إلى أرباحها غير عابئة بتعب وشقاء ذوي الدخل المحدود وطالبي القروض”.

وناشد الأسمر “حاكم البنك المركزي ووزير المالية التدخل الفوري والعملي لوقف هذا التمادي في استعمال أموال الدولة والمواطنين في غير موضعه وإلزام المصارف على الأقل بالاستمرار بسياسة القروض الإسكانية المدعومة ضمن الشروط السابقة التي كان يجري العمل فيها بانتظار قيام سياسة إسكانية وطنية شاملة وإعادة العمل بوزارة الإسكان واستخدام الأملاك العامة والأوقاف والبلديات لإنشاء مشاريع سكنية شعبية بشروط تتماشى مع الأجور القائمة والعمل على تعديل قانون الإيجارات الحالي والعمل بالايجار التملكي بعيدا عن تحكم المصارف وشركات العقارات الكبرى”.

من جهة أخرى، علق رئيس الاتحاد على قرار المجلس البلدي لمدينة بيروت “بمنح جمعية BEASTS مبلغ وقدره مليون دولار أميركي فقط لا غير!! والسبب: “إقامة قرية ميلادية – شجرة الميلاد والمغارة الميلادية مع الزينة العائدة لهما – حفل رأس السنة – عيد المولد النبوي الشريف – احتفالات رمضان 2019”.

وقال: “جاء التوزيع على قاعدة 6 و6 مكرر! وهذه بادرة خير كبيرة في بلد التوازنات. إفرحوا أيها اللبنانيين فبعدما دفعتم أقساط المدارس وبدل النقل وبعدما أتممتم شراء كامل الكتب والدفاتر والقرطاسية وباقي اللوازم المدرسية وبعدما أمنتم شراء المازوت والحطب لمواجهة موسم الشتاء القادم عليكم، لم يعد لديكم من هموم سوى مشاركة بلدية بيروت وشركة إقامة الأفراح العامة BEASTS أفراحهما فقط بمليون دولار”.

وسأل: “ألم يكن الأجدر بالمجلس البلدي ورئيسه تخصيص هذا المبلغ لوقف مهزلة انسداد مسارب المياه في الطرقات التي تتحول إلى أنهر من المجارير وطوفانات دخلت المنازل والمحال التجارية وأغرقت السيارات والمارة لساعات وساعات عند أي هطول للأمطار؟ ألم يكن الأجدى بهذا المجلس الشديد الكرم على أعمال غير مفيدة للناس لا من قريب أو بعيد أن يخصص هذا المبلغ لتوزيع بعض الدعم لأطفال المدارس الرسمية والمجانية وشبه المجانية من المفقرين ودور الرعاية والمياتم والمؤسسات الاجتماعية؟ ألم ير السيد جمال عيتاني في جولاته في شوارع بيروت منظر أولئك الذين يبحثون عن بقايا أكل في مستوعبات النفايات؟”.

 

وختم: “كفى ظلما للبنانيين. كفى صرفا للأموال العامة في غير موضعها. كفى قهرا للشعب في زمن الأزمة الاقتصادية القاتلة. تعالوا جميعا إلى دولة القانون والإصلاح، إننا في الاتحاد العمالي العام نحذر بأننا لن نسكت بعد اليوم وسنكون بالمرصاد لتطبيق القانون حيث وجدت أية مخالفة”.