IMLebanon

مخاطر “المزايدة وصبّ الزيت على النار”

قال مرجع سياسي لـ«الجمهورية»: أجواء البلد اليوم أشبه بأجواء العام 1974 السابق لاندلاع الحرب الاهلية، بفارق خطير، أنه في العام 1975 دمّرت الحرب الدولة، أمّا الآن فإنّ كل المفاصل مُهترئة في البلد، وتحديداً في المجال الاقتصادي الذي يُشارف على الانهيار الكامل. لذلك، وعلى الرغم من انّ الوقائع المحيطة بملف التأليف لا تبشّر بقرب حصوله، الّا انني أميلُ الى افتراض العكس، إذ انّ أحداً من اطراف هذا التعطيل، وفي ظل هذه الأجواء، لا يستطيع ان يتجاهل الخطر المُحدق بنا، ولا يستطيع ان ينتظر اكثر، أو يستمر في هذا التعطيل طويلاً، او يتحمل مسؤولية ما قد يحصل، او بالأحرى لا يستطيعون ان يتحمّلوا ذهاب البلد الى الخراب. لذلك، انا أرى انّ الحكومة ستتشكّل، ولا أرى ذلك في وقت بعيد.

ولفتَ المرجع الى انّ المستويات الرسمية اللبنانية، تلقّت في الفترة الاخيرة نصائح متجددة من بعض العواصم الاوروبية وكذلك من بعض المستويات والمحافل الاممية، تَحثّ لبنان على الاستعجال في تشكيل حكومته.

ومن هنا يقول المرجع انه «لا يَتّفق مع القائلين بوجود عامل خارجي لتعطيل الحكومة، واتهام إيران من جهة بأنها أوحّت الى «حزب الله» بهذا التعطيل، او اتهام الرئيس المكلف بتلقّي إيحاءات سعودية لتأخير تشكيل الحكومة. ومع ذلك فإنّ الاتهامات والشائعات مستمرة، من دون ان يبرز من اطراف الاتهامات دليل واحد يؤكّد بوضوح وجود مثل هذه الايحاءات. ومن هنا، فإنّ كل هذا الذي يجري ما هو سوى جزء من لعبة التوتير الداخلي، وهناك أطراف همّها الاول هو المزايدة وصبّ الزيت على النار، كل الخلاف الحاصل هو على جبنة الحكومة. ونقطة على السطر».

ونقل المرجع عن سفير دولة اوروبية كبرى، قوله انّ ما عبّر عنه وزير خارجية الفاتيكان قبل ايام أمام بعض الشخصيات اللبنانية، يجب أن يعتبر جرس إنذار ينبغي أن يسمعه جميع السياسيين في لبنان، بأنّ بلدهم في خطر كبير وعليهم إنقاذه بتشكيل حكومته لتقوم بالعمل الضخم الذي ينتظرها على طريق إنعاشه. لكن مع الأسف، يبدو انّ اللبنانيين لا يريدون أن يساعدوا أنفسهم، هذه هي مشكلتهم. وعليهم الّا ينتظروا ان يتلقى لبنان مساعدة من أي دولة، خصوصاً في ظل التطورات التي تتسارَع على غير صعيد إقليمي ودولي، والتي تشكل أولوية الاهتمام لدى الدول المعنية بها.