IMLebanon

علوش: لا أحد بما فيه مجلس النواب يستطيع سحب التكليف من الحريري

رأى عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش ان “الاحداث التي تحصل في لبنان هي نتيجة طبيعية للتركيبة السياسية التي وقعنا بها منذ العام 1943 بحيث ان كل ما تلى استقلال لبنان لم يؤد الى انشاء مؤسسات دولة ومواطنة، وهو تعبير عن فشل منظومة القيم اللبنانية بأن تحمل وطنا، وان ما حصل في العام 1943 هو تشكيل شركة مساهمة وطنية، وليس شراكة وطنية، بحيث يعتبر صاحب السلطة بأن البلد ملكية خاصة له”.

واعتبر في حديث عيسى عبر “اذاعة لبنان”،  انه “كلما راكمنا الخطأ على الخطأ، فانه من الصعب ايجاد الحلول”، معتبرا ان التركيبة “فشلت في ايجاد وطن ومواطنين، فلا المواطن شعر انه في وطن ولا الوطن أحس ان لديه مواطنين”.

ولفت إلى أن “المشاكل الحالية التي نعيشها ناجمة عن عدم وجود قاعدة متعارف عليها في الدستور لتسهيل الامور، فتصدر عندها الاجتهادات”، معتبرا انه “منذ الاستقلال كان علينا بناء مؤسسات بدلا من الشركة المساهمة”.

واشار علوش الى انه “حتى اللحظة لا يمكنني استيعاب ما هو رئيس الجمهورية القوي ورئيس الحكومة القوي”، معتبرا ان “الرئيس يستند الى الدستور وبمجرد ان يصبح رئيسا يفقد صفته بأنه خرج من قاعدة شعبية ليصبح رئيسا لكل اللبنانيين”، مشددا على ان “قوة الرئيس لا تستند الى قاعدته الشعبية بقدر مدى التزامه الدستور لا الى شيء آخر”.

وأكد ان “حزب الله” يعترف دائما بشكل علني بأن “امواله وسلاحه وعقيدته ترتبط بإيران، في حين ان الرئيس الحريري يتهم بأنه ينفذ السياسة السعودية في لبنان”، معتبرا ان الحزب ذهب الى سوريا “بعد صدور فتوى من الولي الفقيه”، معتبرا ان “الارهاب لم يدخل الى لبنان الا بعد ذهاب الحزب الى سوريا”، لافتا الى ان الحزب “يعترف بشكل علني بتنفيذ القرار الاستراتيجي الذي يتخذ في ايران”.

ورفض علوش “الاتهامات التي اطلقها وئام وهاب بأن شعبة المعلومات كانت نيتها اغتياله”، معتبرا ان “البعض يتصرف وكأن الدولة عبارة عن مجموعة من العصابات وان ادواتها مجرد عصابة”، مؤكدا ان قوى الامن ذهبت الى الجاهلية “بهدف القبض على وهاب استنادا الى الاستنابة القضائية الصادرة عن الدولة، وان قوى الامن تقوم بواجباتها في هذا الصدد”، معتبرا ان “وهاب حين كان وزيرا كان مشاركا في حكومة دولة بوليسية قامت بالتنكيل بالناس”.

ووصف علوش وهاب بـ “الارهابي الذي لديه عشرات المسلحين الذي احتمى بهم لمخالفة القانون”، مستهجنا “تعطل الكاميرات في منزل وهاب وعدم تسليم ثياب القتيل ومنع التحقيق مع الاطباء”، مشددا على ان وهاب “هو من قتل محمد ابو دياب بشكل مباشر او غير مباشر من خلال القرار الذي اتخذه وهاب بمواجهة القوة الامنية”.

واستغرب “المشاهد التي رأيناها في مأتم ابو دياب من خلال المهرجانات والضحك ورفع الايادي وشارات النصر والتعليقات الساخرة”، معتبرا انه “لم يتم احترام حرمة الدم ولا حرمة عائلته الثكلى وان وهاب استغل دماء الضحية”.

وعن الوضع في الجنوب، رأى انه “في كل لحظة هناك مؤشرات حرب جديدة”، لافتا الى انه “وفي كل حرب كان هناك سبب لحدوثها حتى لو كان السبب بسيطا”، معتبرا ان “اسرائيل قد تفتعل حربا مع لبنان او غزة لاسباب داخلية”.

وشدد على ان “تيار المستقبل” يعتبر نفسه جزءا من الدولة اللبنانية، في حين ان “حزب الله” “لا يتناسب مع منطق الدولة والذي يمثل منطق الميليشيات المسلحة والاستتباع الى الخارج”، معتبرا ان “العقدة الحالية في الموضوع الحكومي تعود الى كسر حزب الله قرار اللبنانيين بانتاج حكومة، نظرا لكونه قوة مسلحة خارج نطاق الدولة، وانه يمارس تهديدا دائما في هذا الخصوص، وهو يمنع الدولة من اتخاذ اي قرار سيادي ويجبرها بالخضوع اليه”.

واشار الى ان “كل ما يطرح في الشأن الحكومي ومنها 32 وزيرا عبارة عن لف ودوران وكسر القواعد”، داعيا الى ان “تكون هناك معارضة في وجه الحكم بدلا من ان يعطل النواب الستة الذين ينتمون الى كتل نيابية عملية التشكيل”.

واكد علوش ان “الحريري مكلف بضمانة الدستور، وان احدا بما فيه مجلس النواب لا يستطيع سحب هذا التكليف الا اذا قرر الاعتذار، وانه لن يشكل حكومة الا اذا كان هو بالفعل رئيسها”، مشددا على ان “الرئيس المكلف هو من يشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية”.

وختم علوش قائلا انه “لم يسمع من الرئيس الحريري اي كلمة تسيء الى رئيس الجمهورية”، مؤكدا ان “خيار الرئيس الحريري منذ ما قبل التسوية الرئاسية هو ان نذهب الى الاستقرار بتفاهم مقبول بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”.