IMLebanon

بو عاصي: لسنا دولة فقيرة بل دولة ذات ادارة فاشلة

أكد النائب بيار بو عاصي اننا “لسنا دولة فقيرة بل دولة ذات ادارة فاشلة، لان الناتج المحلي الإجمالي على الفرد يتراوح بين 15 و16 الف دولار سنويا ما يفوق قيمة الناتج المحلي الاجمالي لدى عدد من الدول من بينها الاردن وايران”، معتبرا انه “من الطبيعي ان نخسر اذا قمنا بدعم الكهرباء بمليوني دولار سنويا في وقت يجب رصد الاموال اللازمة للعمل الاجتماعي الهادف والمراقب”.

ولفت بو عاصي في حوار مع طلاب جامعة الحكمة، عن موضوع “العدالة الإجتماعية أساس تحقيق السلام”،  الى ان المزايدات السياسية تؤدي الى تراجع العمل الاجتماعي، مؤكدا “اننا بحاجة ماسة الى تمويل هذا العمل ووقف طلب المساعدة من الدول المانحة والعمل على تأمين تمويل ذاتي”.

وفي ما يتعلق ببرنامج “دعم الاسر الاكثر فقرا”، أشار بو عاصي الى انه قام باعادة هيكلة المشروع لينطلق بشكل نموذجي، ليطال 44000 عائلة لبنانية تعيش تحت خط الفقر. وأوضح آلية عمل برنامج “التخريج” الذي أطلقه لمساعدة الفقير للخروج من فقره، مشددا على “ضرورة فصل السياسة عن العمل الانساني الاجتماعي والابتعاد عن المزايدات”.

وعن ازمة التمويل، قال: “أتخوف من هذا الموضوع لسببين: الاول لان الشراكة بين القطاعين العام والخاص تخلق اشتباكا سياسيا يمكن ان يؤدي الى كارثة بدأت تظهر مع اقفال مركز الكفاءات، وهذا ما قمت بالاضاءة عليه في كلمتي في جلسة الثقة، اما السبب الثاني فهو الاستخفاف بعمل الجمعيات في لبنان ومهاجمتها والسعي لتخفيض موازنتها”.

وعن المرحلة الصعبة التي تمر بها مؤسسات الرعاية والجمعيات المتعاقدة مع الوزارة، أكد بو عاصي “ألا جمعيات وهمية تابعة للشؤون، فالوزارة تلعب دور المراقب وتقوم بزيارة الجمعيات بشكل دوري. وطلب ممن ينتقد عمل الجمعيات ان يثبت ذلك او ان يسكت او ان يلعب دوره في الاهتمام بذوي الاحتياجات. واوضح ان الجمعيات المتعاقدة مع الوزارة حصلت على اموال عام 2012 منذ اسابيع اي قبل بضعة ايام من تشكيل الحكومة”.

وقال: “من غير المقبول ان الدولة اللبنانية تدعم قطاع الكهرباء بملياري دولار سنويا توازي 12 أضعاف موازنة وزارة “الشؤون الاجتماعية”، علما انه لمشروع “دعم الاسر الاكثر فقرا” قمنا بتأمين تمويل له بـ50 مليون دولار من الاتحاد الاوروبي و21 مليون دولار من البنك الدولي”.

وسأل بو عاصي عن قدرة لبنان على تأمين تمويل ذاتي للاستمرار بدعم هذا البرنامج عند توقف الدعم الخارجي له، موضحا ان “هذا الدعم سيتوقف مع عودة النازحين السوريين الى بلادهم ما يتمناه الجميع البارحة قبل اليوم”، ومركزا على “أهمية الحصول على الاموال من الدول المانحة والمنظمات الدولية، كما لا يجب طلب التمويل لمشروع لن نستطيع تأمين تمويل ذاتي له بعد توقف الدعم”.

وعن ملف النزوح السوري، أشار الى ان “أموال الدول المانحة والمنظمات الدولية كانت تنصب فقط في دعم النازحين، الا انه سعى لتأمين تمويل اضافي للمجتمعات المضيفة ونجح في الحصول على ذلك، فباتت نسبة دعم هذه المجتمعات متقاربة من نسبة دعم النازحين السوريين”.

وختم بو عاصي معتبرا “ان أي بلد يتميز بمدى التزامه بالقيم الانسانية، فاحترام القيم والسعي لترسيخها يساهم في تأمين الاستقرار والازدهار لابناء البلد حتى لو كان هذا البلد لا يتمتع بالثروات الطبيعية وبالموقع الجغرافي الجيد، في وقت يتراجع البلد اقتصاديا في ظل غياب القيم حتى لو وجدت الثروات الطبيعية”.