IMLebanon

غراندي: العمل مع سوريا سيعيد الكثير من النازحين إلى سوريا

كشف المفوض السامي في الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيلبيو غراندي أن “زيارته الأخيرة إلى سوريا، التي استمرت لثلاثة أيام وزار خلالها دمشق وحمص وحماه، تركت لديه انطباعا بأن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري هي بشكل عام مستقرة أمنيا، ومساحتها أصبحت أكبر مما كانت عليه منذ عدة أشهر”.

وأشار، في مؤتمر صحافي في مقر المفوضية في بئر حسن، إلى أن “لا تزال هناك بعض النقاط غير المستقرة في سوريا لاسيما محافظة إدلب والتي زار ضواحيها والتي لا يزال الوضع فيها متوترا إلا أن هناك استقرارا في باقي المناطق السورية”، ومبديا قلقه من “الوضع في إدلب ومن سقوط وقف إطلاق النار فيها”، داعيا إلى “التوصل إلى حل سلمي تجنبا لأي نزوح جديد للمدنيين”.

ولفت إلى “وجود أزمة نزوح جديدة في منطقة الباغوز حيث المعارك بين وحدات الحماية الكردية وداعش”، معتبرا أن “هناك هروبا لعوائل مقاتلي “داعش” ما يشكل أزمة إنسانية جديدة بالإضافة إلى مخيم الركبان للاجئين على الحدود العراقية السورية الأردنية، حيث أن عددا كبيرا من النازحين في تلك المنطقة يودون العودة إلى سوريا إلا أن الأمر يصطدم بين السيطرة الأميركية على تلك المنطقة والسيطرة الروسية على المنطقة المقابلة”، وقال: “إن الامور الانسانية تواجه بصعوبات سياسية”.

وأضاف: “هناك عدد كبير من النازحين في سوريا إلا أن هناك عددا كبيرا من العائدين إلى منازلهم خصوصا في المناطق المستقرة في حمص وحماه بالإضافة إلى لاجئين يعودون من خارج سوريا ولو بأعداد قليلة كلبنان وتركيا”.

ورأى أن “هناك تحديات كبيرة تواجه اللاجئين خصوصا بعد 8 سنوات من الحرب في سوريا ولاسيما بعد فقدان الكثير منهم لأوراقهم الثبوتية أو أوراق ممتلكاتهم بسبب الحرب، بالإضافة إلى الدمار في المباني والمنازل ودمار المدارس والبنى التحتية وتأمين المياه خصوصا في حمص وريف حماه”، مؤكدا أن “الأمم المتحدة تعمل على حل هذه المشاكل من خلال العمل مع الحكومة السورية ومع الروس”.

وفي الشأن اللبناني، أشار إلى انه “التقى مع معظم المسؤولين اللبنانيين وأنه سيلتقي الرئيس الحريري خلال مؤتمر بروكسل الأسبوع المقبل وأنه زار بلدة المحمرة في الشمال حيث اطلع على أوضاع مخيم اللاجئين هناك”، مبديا “شكره للبنان وشعبه على حفاوة استقبال اللاجئين”، معتبرا أن “لبنان يريد حلا يعيد اللاجئين إلى بلدهم بشكل آمن وكريم”.

وأكد أن “مباحثاته في لبنان كانت بناءة”، مشددا على “ضرورة العمل على بعض الشروط لتسهيل عملية العودة”، ومعتبرا أن “بعض اللاجئين محتارون في موضوع العودة بسبب الخوف سواء من الأمن أو بسبب منازلهم المدمرة أو عدم وجود عمل لهم”، وقال: “إذا استمر العمل مع الجانب السوري، فإن الكثيرين سيكون لديهم ثقة للعودة بشكل آمن وسيختارون العودة إلى سوريا من دون أن يجبرهم عليها أحد”.

وعن مؤتمر بروكسل، قال إن “هدفه تأمين المساعدات للبنان في ملف النازحين إذ أن الشعب اللبناني بدأ يعاني من أزمة النزوح السوري خصوصا على الصعيد الاقتصادي، والمجتمع اللبناني بدأ يضغط من أجل عودتهم خصوصا مع وجود النازحين في مناطق لبنانية يعاني سكانها صعوبات اقتصادية”.