IMLebanon

الملاريا في لبنان… هل من داعٍ للقلق؟

كتبت جنى جبور في “الجمهورية”: 

بعد أن سّجل نهار الخميس اصابة إمرأة في الخمسين من العمر، بداء الملاريا في إحدى مستشفيات صيدا، تناقل اللبنانيون الخبر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، كما أصدرت وزارة الصحة العامة بياناً توضيحياً في هذا السياق. فهل تدعو هذه الحالة للقلق؟

تشير أحدث تقديرات منظمة الصحة العالمية الى وجود 212 مليون حالة اصابة بالملاريا حتى العام 2016، و429000 حالة وفاة. كما أعلنت المنظمة عن انتشار المرض في 91 دولة من العالم، فيما تسجّل غالبية حالات الوفاة في القارة الإفريقية، خصوصاً المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى.

ويوجد فئات اكثر عرضة يمكن أن تتطور الاصابة لديها إلى مرض حاد. وتشمل هذه الفئات الرضع، والأطفال دون الخامسة من العمر، والحوامل والمتعايشون مع الإيدز والعدوى بفيروسه، بالإضافة إلى المهاجرين الذين لا يملكون المناعة اللازمة، والسكان المتنقلين والمسافرين.

عوارض شبيهة بالانفلونزا

في المقابل، وبحسب مستشفى «مايو كلينيك» الاميركية، تبدأ علامات وعوارض الملاريا في غضون بضعة أسابيع (10 الى 15 يوماً) بعد التعرض للدغة من بعوضة حاملة للمرض. ومع ذلك، فإنّ بعض أنواع طفيليات الملاريا يمكن أن تكون خاملة في الجسم لمدة تصل إلى عام. وتتميز عدوى الملاريا بمعاودة الهجمات مع ظهور العوارض التي يتشابه بعضها مع الانفلونزا، وهي كالآتي:

  • قشعريرة ورجفان تتراوح شدتها بين المتوسطة والشديدة
  • حمى مرتفعة الحرارة
  • التعرق
  • آلام في العضلات والصداع
  • مشكلات في التنفس وفشل الكبد والغيبوبة والموت

قد تتضمن العلامات والعوارض الأخرى:

  • الصداع
  • القيء
  • الإسهال

وزارة الصحة

من جهة اخرى، إنّ الملاريا غير شائعة في المناخات المعتدلة، ورغم ذلك سجّل لبنان في اليومين الماضيين اصابة امرأة بالملاريا داخل احدى المستشفيات، ما دفع وزارة الصحة اللبالنية الى اصدار بيان جاء فيه الآتي:

“بتاريخ الـ21 من آذار الجاري، يوم الخميس، سجلّت إصابة إمرأة في الخمسين من العمر، بداء الملاريا في إحدى مستشفيات صيدا، ومن هنا يهمّ وزارة الصحة تأكيد ما يلي:

  • إنّ المريضة تجاوبت مع العلاج، وأصبحت بحال صحية مستقرة
  • تتابع فرق التقصي الوبائي في الوزارة، البحث والتحليل في البيئة المحيطة، وفحص العينات للوقوف على أسباب الإصابة ومصدرها
  • توعز وزارة الصحة إلى جميع الأطباء بوجوب التنبه إلى أيّ حالة قد تكون مشابهة، وإبلاغ دوائر الوزارة المختصة بالأمر لاتخاذ ما يلزم
  • لا وجود لحالات مشابهة آنياً، والعلاج متوفر بفعالية وجودة عالية
  • لا داعٍ للقلق، أيّ مستجد يوضح في حينه».

لبنان… هل من خطر؟

في هذا الصدد، كان لـ«الجمهورية» حديث خاص مع الاختصاصي في الأمراض المعدية والجرثومية ونائب لجنة العلمية والامراض المعدية في لبنان الدكتور زاهي الحلو، الذي اكد أنّ «لا داعي للقلق أبداً، لانه لا يمكن الاصابة بالملاريا في لبنان، والبطبع أنّ هذه السيدة اصيبت في افريقيا او اي بلد استوائي بعد أن تعرضت للدغة البعوض الأنوفيلة، فكل الحالات التي يسجلها لبنان هم اشخاص كانوا في الخارج.

ويهمني ان اوضح للبنانيين أنّ لا يمكن للعدوى الانتقال من شخص الى آخر، كما أنّ العلاج الشافي موجود في لبنان، شرط الحصول على التشخيص والعلاج مبكراً، ويمكن الحصول عليه من وزارة الصحة، وسبب عدم تواجده في الصيدليات يعود الى عدد الاصابات البسيطة في لبنان.

ومن المهم ايضاً أن يخضع سريعاً كل شخض آتٍ من افريقيا لفحوصات الملاريا، وكخطوة وقائية، يجب الحصول على الدواء الوقائي قبل السفر الى هذه البلدان، وطوال الإقامة فيها».