IMLebanon

هل خسرت طهران الورقتين الاوروبية والروسية؟

على مسافة ثلاثة أسابيع من موعد انتهاء المهلة الزمنية (2 أيار) التي حددتها الادارة الاميركية للاعفاءات الممنوحة لثماني دول من العقوبات على النفط الإيراني قبل الشروع في تصفير صادراتها النفطية، وفي تصعيد غير مسبوق، أدرجت ادارة الرئيس دونالد ترامب الحرس الثوري الايراني على قائمة المنظمات الإرهابية.

تمضي واشنطن قدما في محاصرة إيران في رسالة واضحة الى طهران وحلفائها وشركائها الاقتصاديين على حد سواء، بأن لا تراجع حتى رضوخ الجمهورية الاسلامية الى الشروط الاميركية الـ12 التي عاد وذكّر بها وزير الخارجية مايك بومبيو أمس، محذرا كل الشركات والمصارف حول العالم من “التعامل ماليا مع مؤسسات لها علاقة مادية بالحرس الثوري”.

وبموازاة القرار الاميركي، مدد مجلس الاتحاد الأوروبي أمس لسنة كاملة العقوبات على إيران جراء انتهاكات حقوق الإنسان، وتشمل العقوبات حظر السفر وتجميد الأصول ضد 82 شخصا وكيان واحد، إضافة الى  حظر على تصدير معدات مراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية.

الخطوة الاميركية بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” “من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من العزلة لطهران، التي فشلت في نسج آلية تبادل تجاري ناجحة مع الاوروبيين تقيها شر العقوبات”، مشيرة الى أن “المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، وصف آلية “انستكس” التي أنشأتها الدول الأوروبية لتجاوز العقوبات بــ”الدعابة الثقيلة”، وحتى وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وجه إيران الدبلوماسي و”صديق الاوروبيين” تبرأ من الآلية، معتبرا أن “الاتحاد الأوروبي عاجز وغير قادر على الالتفاف على العقوبات”. وتلفت المصادر الى أن “خلفية هذا الموقف الايراني التصعيدي لا تقتصر على الشق الاقتصادي، فأوروبا تكثف ضغوطها السياسية على طهران للخروج من سوريا بعد التطورات الاخيرة واستعادة النظام معظم المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة، ما يفسر النبرة العالية للمسؤولين الايرانيين تجاه “شركائهم الاوروبيين”.

وتضيف أن “السهام المعادية لطهران لم تعد تقتصر على الخصوم، فالعلاقة الروسية-الايرانية ليست في أفضل أحوالها، خصوصا بعد التمدد الايراني العسكري والتجاري نحو الساحل السوري، وتسلم طهران ادارة مرفأ اللاذقية القريب من قاعدة طرطوس الروسية”، اذ بحسب المصادر ان “الاتفاق أثار امتعاض موسكو التي ابلغت النظام بأنها لا يمكن أن تقبل بوجود ايراني على الساحل السوري بالقرب من قاعدتها”. وتضع المصادر “اللحمة” الروسية- الاسرائيلية المستجدة، في إطار التحذير الروسي لكل من طهران ودمشق بأنها هي صاحبة القرار في سوريا، وأي ضرر يمس مصالحها لن تسكت عنه، وسترد “الصاع صاعين”، مشيرة الى أن “موسكو لم تتأخر في الرد، وسارعت الى إعطاء ضوء أخضر لتل أبيب لقصف حلب بعد أن كان نطاق عملياتها محصورا بدمشق، فضلا عن حفاوة الاستقبال لرئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكرملين وتسليمه رُفات الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل الذي كان مدفوناً في سوريا، في “هدية انتخابية” أصر بوتين على الاعلان عن أن الجيش السوري كان شريكا فيها، قائلا إن “العملية حصلت بالتنسيق معه”، الامر الذي أثار امتعاضا كبيرا داخل “محور المقاومة”.