IMLebanon

الحريري: ليس على المواطن دفع ثمن خلافنا الإقليمي مع “الحزب”

أشار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بعد لقائه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، إلى أن “خلال السنوات الماضية كانت هناك انقسامات بالسياسة بيني وبين الرئيس ميقاتي، وهذا ما أدى في مكان ما إلى تأخير العديد من الأمور في البلد، إضافة إلى الانقسامات التي كانت حاصلة في كل لبنان، حتى وصلنا إلى مكان بات فيه كل البلد مشلولا. اليوم قررنا خلط الأوراق، وأنتم تعرفون المبادرة التي قمت بها، والتي كان أساسها أن ندعم المؤسسات ونعيد العمل السياسي والمؤسساتي إلى الطريق الصحيح، وأن نعمل جميعا معا للنهوض بالبلد”.

وأضاف: “هناك تحديات كبرى تنتظرنا، ولبنان بحاجة إلى تعاون كل الأحزاب مع بعضها البعض لكي نتمكن من الخروج من الضائقة الاقتصادية والمالية التي نعيشها، كما أنه علينا أن نتخذ إجراءات أساسية تقشفية إصلاحية، لكي نشجع العالم على العودة إلى لبنان، ولكي نحث اللبناني أولا على العودة إلى وطنه ويستثمر، خاصة وأن هذا المستثمر موجود في كل العالم، فالأحرى به أن يستثمر في بلده. من هنا، بدأنا ورشة عمل لتحديث القوانين وموازنة تقشفية وسلسلة إجراءات سنتخذها بالمستقبل”.

أما في ما يخص إنماء طرابلس والشمال، فقال الحريري: “هو أمر أساسي في مؤتمر “سيدر”. هناك كلام صدر في الأيام الماضية يشكك في حصة طرابلس والشمال، وكم حصتها من مؤتمر “سيدر”. نحن حين ننهض بقطاع الكهرباء، فذلك لكل لبنان، وطرابلس جزء من لبنان. ليس كما كان في السابق، نقوم بمشاريع وننسى طرابلس والشمال وعكار والبقاع الشمالي، التي لم يكن ينفذ فيها الحد الأدنى من المشاريع الإنمائية. لذلك في مؤتمر “سيدر”، حين وضعنا كل المشاريع على الطاولة، وعملنا مع البنك الدولي، خصصنا مشاريع لكل المناطق اللبنانية تحدث فعليا إنماء متوازنا. دخلنا إلى “سيدر” على هذا الأساس، ولكني أود أن أكرر أمرا أساسيا، وهو الإصلاح ثم الإصلاح ثم الإصلاح. إذا اعتقدنا أن الناس ستأتي وتستثمر في بلدنا بدون إصلاح حقيقي وتقشف فعلي لمنع الهدر والفساد، فإننا سنكون مخطئين، ولن يأتي أحد إلينا ليستثمر، كمن يدخل إلى منزل آيل للسقوط ويريد أن يحوله فندقا. علينا بالبداية أن نحسن وضع المنزل ونجري فيه الإصلاحات اللازمة”.

وعن موضوع المنطقة الاقتصادية، أوضح الحريري أن “في كل العالم، وفي أي بلد، تكون هناك منطقة اقتصادية واحدة، وتكون مبنية على أساس جدوى اقتصادية لكيفية عملها. لو كانت المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم أصلا في صور على سبيل المثال، أو البترون أو أي مكان آخر، فإني، كسعد الحريري، أو الرئيس ميقاتي، لن نسمح لأنفسنا أن نقيم مناطق اقتصادية أخرى لأنه لا جدوى لها. المشكلة الحاصلة اليوم أنه، لأن هناك منطقة اقتصادية في طرابلس، نريد أن نقيم منطقة اقتصادية في منطقة أخرى، وفي النهاية، بدل أن نعمل خيرا للبلد، ننفق أموالا لا فائدة منها ولا مصلحة فيها لا للمنطقة المعنية ولا للبنان”.

وتابع: “صحيح أن هذه المنطقة الاقتصادية موجودة اليوم في طرابلس، لكنها تفيد كل لبنان. ليست هناك منطقة في لبنان لن تستفيد من المنطقة الاقتصادية في طرابلس. قد تكون إفادة أهل طرابلس أكثر بقليل من الآخرين، لكن هذا لا يعني أن كل الصناعيين والتجار الذي سيستخدمون هذه المنطقة سيكونون من طرابلس، يمكنهم أن يكونوا من أقصى الجنوب أو البقاع أول باقي المناطق اللبنانية. لذلك، فإن المنطقة الاقتصادية الوحيدة بالنسبة إلى هي تلك التي في طرابلس. هناك مناطق صناعية أقررناها في مجلس الوزراء في البقاع وعكار ومناطق أخرى، وهذه المناطق علينا أن نفعلها ونستثمر فيها ونزيد من عددها، لأنها تفيد بالفعل المواطن اللبناني والصناعيين وتخلق فرص عمل، كما أنها تخرج الصناعات من المدن الكبرى، حيث العقارات كلفتها مرتفعة جدا، إلى مناطق صناعية، موجودة في كل دول العالم، خارج المدن الكبرى”.

وشدد على أن “الأوان ىلآن، بعد صدور قانون PPP، أي الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، أن نطبق هذا القانون في كل المجالات. فعلى سبيل المثال، معرض رشيد كرامي، الذي هو من أجمل المناطق التي يمكن أن يحصل فيها استثمار، أداره القطاع العام ولم يحقق أي نجاح فيه. لذلك، علينا أن نحدث هذه القوانين لكي ندخل القطاع الخاص إلى هذه المنطقة، وكذلك إلى المرافئ الأساسية في البلد، مثل مرفأ طرابلس وبيروت وجونية وصور وصيدا. كل هذه المرافئ الموجودة، علينا أن ندع القطاع الخاص يشغلها، لأنه يعرف كيف يديرها بشكل عملي أكثر ويخلق فرص عمل ويطلق اقتصادا أكبر. من هنا، الاتجاه بالنسبة إلينا هو أن يبقى القطاع العام، مع شراكة حقيقية مع القطاع الخاص الذي يحسن إدارة هذه القطاعات”.

وأكد أن “وحدة الصف التي نسير بها ليست في وجه أحد، بل على العكس، هي للتكامل مع الآخرين، ولكي نتمكن جميعنا من القيام بمشاريع لبلدنا، الذي يحتاج بالفعل إلى مشاريع تؤمن فرص عمل للشباب والشابات، الذين يتخرجون كل عام من الجامعات ولا يجدوا فرص عمل، فيضطروا للسفر. همنا الأساسي أن يكون هناك استقرار سياسي، وهذا ما يحصل، والرئيس ميقاتي وأنا نتوافق أكثر فأكثر، وكذلك مع اللواء أشرف ريفي والأخ أبو العبد كبارة والوزير محمد الصفدي وكل القوى السياسية الموجودة، لكي ننهض بالبلد. ليس هناك خلاف بينا سيؤثر على النمو. لذلك، اتخذنا قرارا، الرئيس ميقاتي وكل البقية وأنا، أن نبقى مستمرين في هذا المشوار معا، لأنه السبيل الوحيد لإفادة طرابلس من المشاريع التي يمكن القيام بها”.

وردا على من يقول إنه لا يزور طرابلس إلا قبل الاستحقاقات الانتخابية، قال: “لقد استغرقنا تسعة أشهر لكي نشكل الحكومة، وحتى لو زرت طرابلس في هذه الفترة، ما كنت أستطيع أن أقيم مشاريع فيها. وأنا لم يكن في ودي أن تحصل هذه الانتخابات الفرعية، لأننا كنا منطلقين من مبدأ أن الانتخابات انتهت، وسنبدأ في حكومة إلى العمل، ونبدأ في تطبيق خطة الكهرباء والموازنة التقشفية وسيدر وغيرها. لكن هناك تسعة أشهر ضاعت، وهذه الحكومة عمرها بالكاد شهرين، فهي حصلت على الثقة في 15 شباط الماضي. وعليه، هذه الزيارة إلى طرابلس أتت لأنه حصل أمر طارئ، ولكن لو تم تشكيل الحكومة بعد شهر من الانتخابات، صدقوني، لكنتم رأيتموني أكثر بكثير في طرابلس، ولكانت هناك مشاريع أكثر للمدينة. ولكن ما زال أمامنا ثلاث سنوات، وسترون سعد الحريري موجودا في طرابلس وفي صور وبعلبك الهرمل والبقاع الغربي والمنية والضنية وزغرتا، ولن أترك مكانا من دون أن أزوره في لبنان وأقوم بالمشاريع التي وعدت بها، وأطبق سيدر كما قلت”.

وانتخابيا، توجه إلى كل مواطن لبناني وطرابلسي، قائلا: “إذا لم يتمكن سعد الحريري من إنجاز ما وعد به، فلا تصوتوا له. لكن انزلوا إلى صناديق الاقتراع، لأن هذا ما يحدث تغييرا في البلد ويحدّث الحياة السياسية. بعد استشهاد الوالد رحمه الله، حصل انقسام حاد في البلد، وكنا لا نتحدث مع بعضنا البعض، وكل منا كان يصرخ ولا أحد يسمع الآخر. أما اليوم، فنحن نسمع بعضنا البعض ونعمل معا. هناك خلافات سياسية ما زالت قاسية، الموضوع الإقليمي على سبيل المثال، نحن مختلفون عليه، و”حزب الله” وأنا لا يمكن أن نلتقي إقليميا على المبدأ السياسي نفسه. لكن هذا لا يعني أن المواطن اللبناني يجب أن يدفع الثمن، وقد اتفقنا مع الأفرقاء الآخرين أن نضع هذه الأمور جانبا، وأن نركز على مصلحة المواطن اللبناني”.

من جهته، قال ميقاتي: “تناول اللقاء مع دولة الرئيس الحريري هواجس مدينة طرابلس، والكلام الذي تردد حول حصة طرابلس وأهميتها وكيف يمكن لها أن تلعب الدور الأساسي في السياسة اللبنانية وعملية الإنماء والإعمار الموعودة. وقد أكدت خلال اللقاء أن الخطوة التي قمت بها، والوحدة التي نراها اليوم، هي قوامها أمران: دعم مقام رئاسة الحكومة، من مبدأ حفظ التوازنات في البلد، وفي الوقت نفسه أن تكون طرابلس موجودة في أي برنامج سيوضع في المستقبل”.

ولفت إلى أن “دولة الرئيس وعد بأنه سيكون لطرابلس حيز كبير سواء في المشاريع المطروحة حاليا حيث اتفقنا على عقد سلسلة من الاجتماعات، لاستدراك أي نقص. كما أننا طالبنا أن يكون لشباب طرابلس وشاباتها دور في الإدارة اللبنانية، خاصة وأن هذه المشاركة ضعيفة نوعا ما. فكان الرئيس الحريري متجاوبا جدا، وأكد لنا الإيجابية في عدة مواضيع أترك تفصليها له بلسانه، سواء على مستوى المنطقة الاقتصادية الخاصة، أو أي مشاريع أخرى ستصل إلى طرابلس لاحقا”.

وأضاف: “ليس وجودنا معا وتشابك أيدينا إلا لنطلب من أهالي طرابلس المشاركة الكثيفة في الاقتراع، وأنا أعرف أن اللقاءات التي تحصل سواء لقائي مع الرئيس الحريري أو لقائه مع الوزير أشرف ريفي أو أي لقاء للفعاليات الطرابلسية، فإن هذه الانتخابات ستعبر عن هذه الروح، وأتمنى من أهل طرابلس أن يكون صوتهم لهذه الوحدة التي هي مصدر الثقة والسرور لدى جميع المواطنين”.