IMLebanon

علوش: تدني نسبة المشاركة في فرعية طرابلس رسالة إلى “المستقبل”

كتب عمر البردان في صحيفة “اللواء”:

لا يمكن لـ«تيار المستقبل» إغفال النتائج التي أفضت إليها الانتخابات الفرعية التي جرت في طرابلس التي أعادت مجدداً مرشحته الدكتورة ديما جمالي إلى المجلس النيابي، حيث لم تتجاوز نسبة المقترعين الـ13 بالمائة، وهي نسبة متدنية قياساً إلى حجم التحالف العريض الذي أقامه «التيار الأزرق» مع الحلفاء، دفعاً باتجاه إنجاح جمالي ورفع نسبة المشاركة. وإذا كان نجح في هدفه الأول إلا أنه لم يستطع إقناع الناس بخوض هذ الاستحقاق، رغم الجهود التي قام بها على هذا الصعيد، والتي استدعت قضاء رئيس الحكومة سعد الحريري يوماً طرابلسياً طويلاً لشحذ الهمم والحصول على أكبر دعم لمرشحة تياره، الأمر الذي طرح العديد من الأسئلة عن أسباب عزوف الطرابلسيين عن الاستجابة لنداء الحريري و«المستقبل»، وهو ما تمثل بهذه المقاطعة الواسعة للاستحقاق النيابي الفرعي.

لا يبدو الأمر مفاجئاً بالنسبة للقيادي في «المستقبل» الدكتور مصطفى علوش الذي يقول لـ«اللواء» أنه «على الرغم من فوز مرشحتنا، إلا أن الناس قالت للرئيس الحريري أنه ليس بإمكانه ترشيح من يريد، وأنها ستحمله أعباء أكبر، بعدما ظهر وفقاً لنتائج الانتخابات أن هناك حاجة لإعادة تسويق فكرة تيار «المستقبل» ورفيق الحريري وسعد الحريري بطريقة مختلفة عن تلك التي جرى تسويقها، الأمر الذي يحتم إعادة التواصل مع الناس والنخب، لا أن يقتصر الأمر على اللقاءات مع الفاعليات الشعبية وإقامة المهرجانات، لأن الجمهور لم يعد مقتنعاً بالخطابات، ولا بد من إعادة قراءة واقعية لما جرى لنتمكن من خوض الانتخابات المقبلة».

وإذا كان الطرابلسيون قد وجهوا رسالة مدوية بهذه المقاطعة للانتخابات الفرعية، فإن علوش يرى أن هذه «الرسالة تتطلب من قيادة «المستقبل» أن تضغط باتجاه البحث عن أسباب إحجام أبناء المدينة عن المشاركة في الانتخابات كما كنّا نأمل، بانتظار الموقف الذي سيتخذه الرئيس الحريري والمكتب السياسي للمستقبل»، لافتاً إلى أن «النهج العام لتيارنا في الشمال وفي طرابلس بالذات، بحاجة إلى إعادة تقويم لتصحيح مكامن الخلل، وبما يعيد الاعتبار وبقوة للقاعدة الشعبية في المدينة التي أرادت في الانتخابات الفرعية أن توجه نفس الرسالة التي قامت بتوجيهها في الانتخابات النيابية العامة التي جرت في أيار الماضي، عندما لم تتجاوز نسبة المشاركين في هذا الاستحقاق الـ37 بالمائة، بالرغم من حماوة المعركة في حينه، في مؤشر واضح على أن الأمور بحاجة إلى تغيير».

ولا يجد القيادي في «المستقبل» أن تياره قادر على التغيير «إذا لم يقنع الناس بانتهاجه سياسة جديدة قائمة على خلق فرص جديدة للطرابلسيين الذين يعانون ظروفاً بالغة الصعوبة، ولا بد من وجود قوة قادرة على انتشالهم من الضائقة الاقتصادية التي تخنقهم، ما سيعيد التواصل بشكل أكبر بين القيادة والقاعدة، وعلى نحو سيدفع أبناء المدينة إلى الالتفاف مجدداً تحت «العباءة الزرقاء». وإذا كانت الانتخابات الفرعية قد فتحت باب المصالحة بين القوى السياسية، إلا أن هذه المصالحة لم تنسحب على الناس، وهذا ما عكسته نتائج الانتخابات».

وفي الإطار، تعرب أوساط نيابية طرابلسية عن اعتقادها أن «نتائج الانتخابات وعلى الرغم من أنها أعادت مرشحة «المستقبل» إلى مجلس النواب، إلا أنها بالتأكيد لا ترضي قيادته التي كانت تتوقع أن تكون نسبة المشاركة أكبر، وبالتالي فإن التيار سيعيد قراءة الأمور بشكل أكثر واقعية، ويحلل نقاط الضعف التي دفعت إلى هذه النتيجة ويعمل على معالجتها في وقت قريب، بالتعاون مع الفاعليات الطرابلسية، لأن أهل المدينة يحتاجون إلى خطوات استثنائية لرفع الحرمان عنهم».