IMLebanon

لقاء تضامني لـ”القوات” و”الاشتراكي” في عين دارة: لن يخيفنا أحد

أقيم لقاء تضامني مع الأهالي في بلدة عين دارة في مركز البلدية، بدعوة من النائبين جورج عدوان وأنيس نصار، ضد مشروع إقامة معمل للإسمنت في جبل عين دارة، شارك فيه، الى عدوان ونصار، وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، النائبان جان طالوزيان وزياد حواط، النائب السابق فادي كرم، الموفد الخاص لرئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع في منطقة عاليه جهاد متى، وكيل داخلية الجرد في الحزب “التقدمي الاشتراكي” جنبلاط غريزي وأهالي.

وقال شهيب: “القضية ليست قضية أهل عين دارة ولا المحيط ولا الجبل وحده، ولا قضيتنا كقوى سياسية، انما هي قضية وطنية بامتياز ببعد انساني وبيئي، وكنت اتمنى لو شارك كل نواب الشوف وعاليه وبعبدا والوطن كله، فالمعركة ليست معركة عسكرية ولن تكون كذلك ولن يخيفنا احد، بل هي معركة سياسية شعبية، حق لأهالي هذه البلدة الكريمة والمحيط والوطن كله”.

وتوجه بـ”التحية لصمود رئيس البلدية والمجلس البلدي ومخاتير هذه البلدة الكريمة، هذا الصمود الذي عمره سنوات رغم التهديد والوعيد من جهة والإغراءات من جهة اخرى. تكلمنا كثيرا ووقفنا كثيرا وصعدنا الى الجبل وأتينا الى هنا، ولن نتعب ابدا. في الشق القانوني نحن ذاهبون نتيجة هذا القرار الجائر بأن يصدر خلال اسبوعين حكم ونحن نعرف جيدا واقع القضاء، اضحكوا علينا قليلا واعطونا شهرين او ثلاثة، انما ان يصدر قرار بأسبوع او أسبوعين”؟

وأكد “أننا مكملون، وسنتقدم بشكوى قضائية على بعض “الفتوشيين” في مجلس الشورى”، ذاكرا “عندما كنت وزيرا للبيئة في العام 1997، أتاني ملف انتقال ارض خلال 24 ساعة من الملك البلدي الى ملك خاص اشتراه “فتوش” وأخذ رخصة في كسروان، طبعا اوقفنا الرخصة آنذاك”.

ورأى أن “هناك شيئا لا يقبله العقل في لبنان”، مشيرا إلى “أنني اعول على وزير البيئة الذي يملك حسا بيئيا صادقا، نعول عليه بوقف هذا القرار ولاسيما انه خلال اطلالته الاعلامية الاولى اعطى انطباعا انه وزير بيئة ناجح، لذلك عليه اكمال العمل بالمجمع الصناعي”.

وعن تواجد “مسلحين اعتدوا على أبناء البلدة”، قال: “إن القضاء مستمر بعمله في القضية، ولن يتحقق شيء بالقوة، فالقوة هي قوة الناس، والناس اذا وقفت لن يموت حق، ونحن وكل الناس الموجودة معنا اليوم والتي ستنضم الينا في الغد يجب ان نكون كلمة واحدة لكي نحمي هذا الجبل وعين دارة والمحيط، نحمي لبنان وبيئة لبنان ومحمياته، وخاصة محمية ارز الشوف التي تعتبر آخر موقع بيئي في البحر المتوسط ولن نضحي بها وهذا يتوقف على صمودنا السياسي فقط بعيدا عن السلاح”.

بدوره، توجّه عدوان لأهالي عين دارة بالقول: “عندما نكون جميعنا في الجبل يدا واحدة، فإن ابواب الجحيم لن تقوى علينا ولن تقوى عليكم. المعركة التي بدأتم بخوضها بنجاح هي معركة تحت مبدأين كبيرين: الأول هو الصحة أي صحتكم وصحة أبنائكم وصحة الأجيال التي ستأتي في الجبل، وهذه المعركة ليست معركة عين دارة لوحدها، بل معركة كل الجبل وكل لبنان، لأننا تعودنا في لبنان بأن المصالح الصغيرة والمصالح الضيقة والشخصية تكون اهم من صحة الناس. وهذه المعركة هي لنريهم بأن صحة الناس اهم الف مرة من اي مصلحة مهما كانت محلية او داخلية ومدعومة او غير مدعومة”.

وأضاف: “المعركة الثانية هي معركة البيئة، فنحن لدينا أجمل وطن وأطرف جبل نعيش فيه وأظرف نزلة في هذا الجبل هي عين دارة، كل هؤلاء يتعذبون بسبب مصالح ضيقة وصغيرة؟ في رأيي نحن هنا لكي يعلم الجميع ان هذه القضية ليست قضية اهالي عين دارة لوحدهم ولا معركة تخوضها بلدية عين دارة لوحدها، فنحن كتكتل “الجمهورية القوية” يدا بيد مع “اللقاء الديمقراطي”، ويدنا ممدودة لكل الآخرين وسنخوض سويا هذه المعركة في الجبل وعلى امتداد الوطن”.

ولفت إلى ان “وزير البيئة فادي جريصاتي سيقدم في 21 حزيران المقبل المخطط التوجيهي الجديد لكل الكسارات في لبنان، وإن هذا مفترق طرق كبير على مستوى الوطن، فحتى 21 حزيران وكما كل مرة تتدخل المصالح والسياسات والطوائف والمرجعيات، هناك مخطط توجيهي واحد لا يتحمل اي استثناء”.

واكد أن “هذه هي معركتنا بوضوح، ومن هنا نحن اليوم نوجه رسالة الى وزير البيئة من عين دارة بالقول: لا استثناءات في قضية الكسارات في اي مكان، لا استثناءات بمعامل الموت في اي مكان، فعندما يصدر الوزير هذا المخطط التوجيهي العام، على مجلس الوزراء ان يتبناه وعندها تكون معركتنا وكل المعارك قد انتهت هنا، لأنه بذلك عين دارة تصبح خارج المخطط التوجيهي”.

كما دعا عدوان القوى السياسية الى “رفع ايديهم عن صحة الناس وبيئة الناس والتوقف عن التدخل لمصالح ضيقة من أجل تخريب صحة الناس وبيئتهم. وإننا كنواب، سواء في تكتل “الجمهورية القوية” وفي “اللقاء الديمقراطي”، ستكون معركتنا الكبيرة في مجلس الوزراء ومجلس النواب. وأتصور اننا طوينا صفحة الحرب وكل الحروب لنبني دولة، ولكن ما نسمعه ونعيشه يخبرنا انه لا توجد دولة وان البعض يعتبر نفسه اكبر من دولتنا وأن مفهوم الدولة يسري على اناس ولا يسري على آخرين، لا بالعكس، فنحن بنينا كل شيء بعد الحرب على الطائف، وبنيناه في الجبل على المصالحة التي تمت بين الموحدين الدروز والمسيحيين، والتكاتف الذي ترونه اليوم هو جزء من هذه المصالحة”.

ودعا الدولة الى “عدم الكيل بمكيالين والحكم بقانونين”، وقال: “ما بيزبط معنا، وإذا كان هناك من يعتقد نفسه فوق الدولة وانه قادر على انتهاك القانون فابن الجبل لديه من الكرامة والعنفوان ما يكفي ليضع حدًا لكل هذه الامور، وعلى الدولة تحمل مسؤولية كل ما يحدث ويهدد السلم الاهلي ويعيدنا الى قرون طوينا صفحتها”.

وختم عدوان: “الاستفراد لم يعد موجودا، وإذا اعتقد احد انه يستطيع ان يستفرد سواء كان بلدة فئة او فريق او جماعة، فهو لم يتعلم شيئا من الماضي، وإذا اعتقد احد انه يستطيع ان يتعاطى بمشكلة تعني عين دارة والجبل بخفة فهو ايضا لم يتعلم شيئا من الماضي. اقول للجميع ان هذه القضية حجمها صحة وبيئة فقط، وأعدكم انه كلما كان اهالي عين دارة والجبل متكاتفين فأبواب جهنم لن تقوى عليهم”.

من جهته، أكد نصار وقوفه “الى جانب أهالي عين دارة والمنطقة في عاليه لوقف هذا المشروع الدموي”، وقال: “نحن والحزب “التقدمي الاشتراكي” لا نخاف من هذا السلاح، فهو ليس له أي قيمة، ولا نتعترف إلا بالرخصة التي تصدر عن اهالي عين دارة والمنطقة، وحتى الساعة ليس هناك من ترخيص من أهالي البلدة والجوار”.

وشدد على انه “ضد المشروع حتى النهاية”، متناولا أضراره الصحية على الاهالي وسائلا: “لماذا هذا الرقم المتزايد في اصابات مرض السرطان في منطقة، أليس بسبب معمل الاسمنت والكسارات؟ وفي حال انشئ المعمل ستصبح المنطقة قاحلة وسينشر الموت”.

ونوّه بموقف أبو فاعور “الجريء” في إلغاء الترخيص، واستنكر “القرار الجائر الذي اتخذه مجلس شورى الدولة”.