IMLebanon

مطر ترأس قداسًا لراحة نفس صفير في كابيلا “أوتيل ديو”

ترأس راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر في كابيلا مستشفى اوتيل ديو قداسا لراحة نفس البطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير، في حضور رئيس المستشفى الاب جوزف نصار والرئيسة العامة لراهبات القلبين الاقدسين الأم دانييلا حروق ومديرة قسم التمريض في المستشفى الأخت سوزان عيد وعدد من الأطباء والممرضات والممرضين والإداريين والمرضى.

وألقى مطر بعد القداس عظة، قال فيها: “عندما نقل الله إلى جواره البابا يوحنا بولس الثاني احتفل بالذبيحة الإلهية الكاردينال الذي صار البابا بنديكتوس السادس قال للملايين الذين كانوا يشيعون البابا انه ذاهب إلى السماء لكنه ليس ذاهب لوحده بل يرافقه الملائكة والقديسون والمؤمنون بصلواتهم والذين طوبهم قديسين بالمئات كلهم يشكلون موكبا مهيبا واصلا السماء بالأرض وهناك يستقبله الرب يسوع ومريم أمه فاتحة له الطريق بشفاعة وحب ليصل إلى العرش الالهي وينال من ربه زاد الرعاة الصالحين

وأضاف: “هذه الصورة تمر في خاطري اليوم لدى انتقال بطريركنا الكبير القديس مار نصرالله بطرس صفير من الأرض إلى السماء، هذا البطريرك القديس يواكبه القديسون والمالية وشعب مؤمن طالما توجه إليه واحبه وطلب رضاه وصلاته وتوكل على همته كي يصلي له من عاصفة هواء هبت على الوطن وبالكاد أنها استراحة اليوم، يصل إلى الله الذي تاقت إليه نفسه طوال حياته”.

وتابع: “نحن قبل أن ندفن البطريرك الوطني العظيم ننحني أولا وقبل كل شيء أمام هامته المقدسة، أولا كان رجل الله، رجل صلاة ومحبة للرب لا حدود لها، لأجله ترك كل شيء وتبع المسيح ليمجده في حياته ويخدمه وان يؤمن مصير كنيسة من كل اعاصير الدنيا بصلاته ومحبته، وهذه المحبة التي تأصلت فيه لربه هي التي أسست محبته لشعبه وناسه، القريب من الله قريب من الناس والبعيد عن الله بعيد الناس، والطريق كان قريبا من الناس ومن مار شربل ومار مارون وكان لي سرف كبير أن أكون نائبا بطريركيا بقربه طوال خمس سنوات قبل أن أنزل أبرشية بيروت. هناك عرفته عن كثب كيف كان يستقبل الناس كبارا وصغارا بانفتاح واحد ومحبة واحدة يهمه أمر الناس جميعا لأنهم أبناؤه وبناته يريد لهم أن يكونوا بمأمن وسلام وعزة وكرامة أن يكونوا أبناء الله وبناته المنفتحين على الاخرين كل الآخرين لوجه الله. هكذا صرف عمره فاتحا قلبه وصدر للناس ويداه مبسوطتان إلى الآخرين”.

وأشار إلى أنه “كان مكرسا لهذه النعمة، لم يكن عنده هم آخر، كنيسته المنتشرة في الدنيا لتبقى كنيسة واحدة ورسم قداسة واحدا موحدا بكل لغات الأرض ولكن بصلاة واحدة موحدة”.

وأردف قائلا: “عندما ضربت العاصفة لبنان هب دفاعا الوطن بصلاته وكلمته الحلوة والعميقة والواضحة، ما كان عنده عداء لأحد، بل أحب الجميع حتى لمن خاصموه وكان يقول ليس لنا عدو، نريد جميع الناس نريد للاخوة والجيران وأن نكون معهم في السراء والضراء نتعامل مأخوذ متضامنين، أما في الداخل فكان همه أن نتصالح ونتوافق أن نبني الوطن من جديد وطن الآباء والاجداد، وطن العزة والكرامة للجميع، كان رجل مصالحة ورجل خير، عندما تمت مصالحة الجبل كان يقول الجبل هو العمود الفقري للبنان من دون أن ننقص من أي منطقة من هذا الوطن العزيز فكل المناطق هي لبنان وكل لبناني هو من شعب لبنان الواحد، كان يصلي لجميع اللبنانيين ليأتي السلام ليحل في ربوع لبنان. ما كان يميز بين المسيحي وغير المسيحي هو سار في ذلك على درب البطريرك الحويك الذي كان يقول لبنان نريده مستقلا أي محترما من قبل جيرانه”.

ولفت إلى أن “البطريرك حمل الكنز الأول في حياة الناس، كنز الحرية والكرامة لكل انسان، فلا قيمة للانسان من دون حرية، الحرية هي أساس كل الحقوق، واذا فقد الانسان حريته لا يبقى من إنسانيته شيء، كان يقول الحرية أولا ثم العيش المشترك الواحد كان صادقا في هذه الأقوال بدليل الشهادات التي تعطى له من كل العالم أكبر لهذا الإنسان المخلص والمحب والمضحي”.

وأكد أنه “لم ينبض إلا بالحب، يصلي على نية وطنه”، مشيرا إلى أن “عندما تهجر الجبل سألته هل سنعود للعيش معا يوما فقال ستعودون قلت كيف قال بالغفران”.

وأوضح أن “البطريرك صفير علمنا الغفران علمنا أن نسامح علمنا أننا يمكن أن نكون مخطئين في بعض الأمور وأننا أخوة بالنسبة إلى الماضي والحاضر والمستقبل، وكل صراعاتنا يجب أن تكون محكومة بالصفح، نحن أخوة ولا يمكننا أن نكون اعداء”.

وأمل في أن “يبقى شفيعا لنا ولكنيسته ولكل محبيه ولهذا الشرق الحزين الذي ينتظر اكتشافا جديدا للاخوة بين أبنائه وطوائفه ليعم السلام في هذه المنطقة انطلاقا من هذا اللبنان النقي الطيب الإنساني”.