IMLebanon

بولس: كان حريًا بنا أن نحسن الإصغاء الى البطريرك صفير

كتب النائب السابق جواد بولس كلمات مؤثرة في وداع البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

وقال: “عانق البطريرك صفير فكرةً ما عاد يتكوكب حولها سوى حفنةٍ من الموارنة: أن للبنان روحاً. تلك كانت الفكرة..  أكثر من أولئك الذين لم يلمسوا كتاباً في حياتهم، ولامسوا تاريخهم بنسبة أقلّ، كان البطريرك يخشى من رجال الكتاب الواحد!”.

وأضاف بولس: “أبنائي -همس لي ذات يوم في الديمان- هم كحباتِ رمل جاف لشاطئ متكسّر الأمواج، قد تقبض عليها لكن لن يمر وقتا طويلا وستبدأ الحبّات بالتسرّب من بين أصابعك. أظهر لي يده، فتحها ثم تبسّم! وكأني بنفسي كمثلِ تلك الحبيبات لا أريد لنفسي أن أَضيع شاطئي”.

وواصل: “كان يعرف أننا سننجو بالنهاية لأننا على ما نحن عليه، بل رغم ما نحن عليه. لذلك، كان يرعانا كما تدير جمعاً من التناقضات؛ بروحٍ مرحة، بتواضع، بصبر، ولكن من دون ثقة بقدرتنا على إظهار اهتمام بالمصلحة العامة على حساب خبز أنانياتنا العفن!”

واردف: “تحت عباءته خبّأ جراح جنباته وقد أغمدنا فيها الرماح وكما خلّص جان بول الثاني شعبه من سطوة الإمبراطورية كان البطريرك يرفع جانباً من ستار الحديد الذي أُسدل علينا. كم فاجأه أولئك الذين حثّوا الخطى- برضى- لتثبيت الطوق عوضاً عن نزعه!  كم كان حرّاً أسير الحق هذا!!! “.

وختم بولس: “كان حريّاً بنا أن نُحسن الإصغاء إليه. سأبقى أظن أنه مع إغفاء نفَسه الأخير قد استطاع أن يسامحنا. لأنه كان يحبّنا”.