IMLebanon

فرنسا في لبنان: الفرنكوفونية تُعزِّز التعاون بين الجيشين

كتبت سابين الحاج في صحيفة “الجمهورية”:

إحتفلت فرنسا في لبنان باختتام النسخة العاشرة لمسابقة الفرنكوفونية في الجيش اللبناني، شارك فيها حوالى 7000 جندي لبناني من جميع الرتب.

أقيم الحفل في قصر الصنوبر في بيروت بحضور ممثلين عن السلطات اللبنانية وضباط في الجيش اللبناني وممثلي المؤسسات الشريكة، حيث تمّ توزيع الجوائز على العسكريين والعسكريات الفائزين والفائزات في هذه المسابقة اللغوية.

وأكّد سفير فرنسا في لبنان، برونو فوشيه أنّ «إتقان، أو ممارسة اللغة الفرنسية جيداً، هو وسيلة أساسية للتعاون الدفاعي اللبناني – الفرنسي». وأضاف: «شهدنا صورة ملموسة الأسبوع الماضي، من خلال التمرين العسكري اللبناني – الفرنسي الجوّي الطّموح «الأرز الأزرق». كذلك، «تُجرى يومياً دوريات فرنسية – لبنانية مختلطة في منطقة عمليات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. وإلى جانب السلام في هذه المنطقة، فإنّ الهدف المشترك هو تفاهم الطرفين المُتبادل، بفضل اللغة الفرنسية ما يساهم يوماً بعد يوم، في تطوير أخوّة سلاح حقيقية بينهما، ويعزّز أمن بلاد الأرز واستقرارها، وبالتالي أمن المنطقة بأسرها واستقرارها».

ولفتَ فوشيه إلى «أنّ مرور 10 أعوام على إحياء هذه المسابقة الفرنسية في لبنان يوضِح ارتباط البلدين والالتزام في خدمة الفرنكوفونية، مهنِّئاً الفائزين وجميع المشاركين على مساهمتهم الشخصية والملموسة في الفرنكوفونية في لبنان وإتقانهم للغة الفرنسية».

وأشار إلى أنّ «اللغة الفرنسية بالتأكيد لغة صعبة ومتطلّبة، لكنها لغة ثرية، وتحمل قيَماً أساسية، هي قيم الفرنكوفونية»، لافتاً إلى أنها «تجمع ما هو أبعد من الاختلافات».

وشدد على انّ «اللغة الفرنسية تفتح أبواب العديد من الثقافات الموجودة في جميع القارات. فهي لغة أساسية في خدمة الدبلوماسية النشطة لتعزيز السلام والاستقرار في العالم». وقال: «مع 275 مليون متحدث، اللغة الفرنسية هي حالياً اللغة الخامسة على سُلَّم اللغات الأكثر تحدّثاً في العالم. ومن المقرّر أن تصبح الثالثة بحلول عام 2050. فالفرنكوفونية هي بوتقة ينصهر فيها حوار الثقافات».

ولفتَ إلى أنّ «جودة العمل التحريري لهذه النسخة العاشرة من مسابقة الفرنكوفونية يوضِح أيضاً جودة التعليم الفرنسي واللغة الفرنسية في لبنان بشكل عام وحيويتهما في جهاز الأمن اللبناني، بما في ذلك الجيش».

وأضاف السفير الفرنسي: «اللغة الفرنسية هي حلقة وصل بين فرنسا ولبنان لا نعتزم فقط الحفاظ عليها بل تعزيزها بشكل خاص. وتقف فرنسا بثبات إلى جانب لبنان والجيش اللبناني».

يذكر أنّ فرنسا افتتحت 15 مركزاً لتعليم اللغة الفرنسية في المدارس الحربية في جميع أنحاء لبنان، وتهدف هذه المبادرة إلى تقوية تعليم اللغة الفرنسية وتطويره في صفوف الجيش اللبناني.

العقيد إلوا

وعن نشر اللغة الفرنسية في صفوف العسكريين اللبنانيين، أكد العقيد في الجيش الفرنسي جان- مالو إلوا لـ«الجمهورية» أنّ «ذلك مهم بالنسبة لفرنسا ولبنان إذ يسمح بتطوير التوافق بين الجيشين، ويمنح كلّاً منهما حليفاً يمكنه العمل معه بسهولة بفضل اللغة المشتركة».

وأشار بدوره إلى أنّ «مناورات «الأرز الأزرق» كانت ممكنة، لأنّ هناك كثيراً من الضباط اللبنانيين الناطقين بالفرنسية تمكّنوا من التحضير للتمرين بالفرنسية مع الضباط الفرنسيين».

وأوضح أنّ «تَحَدّث العسكريين اللبنانيين بالفرنسية يعزّز التعاون الكبير والفعّال مع نظرائهم الفرنسيين، ولذا إنّ المحافظة على اللغة الفرنسية في صفوف القوات المسلّحة اللبنانية هي أمر مهم جداً».

وقَيّم العقيد مستوى العسكريين اللبنانيين اللغوي الفرنسي بالجيّد، خصوصاً أنّ «جميع طلاب المدرسة الحربية اللبنانية يتابعون دورات باللغة الفرنسية المحكية».

وأكّد أنّ «كثيرين كانوا يتحدثون اللغة الفرنسية قبل الدورات التي أتت لصَقل المستوى وإغنائه».

وأضاف: «هدفنا الفرنكوفوني المستقبلي في صفوف الجيش اللبناني هو متابعة تطوير المستوى اللغوي والمحافظة عليه، خصوصاً أنّ كثيرين يتّجهون نحو اللغة الانكليزية».

وأشار إلى وجود نوعين من الدورات أحدهما يتوجّه لمَن لا يتحدث الفرنسية، والثاني لمَن يتحدثها لصَقل المستوى.

كذلك كشف عن أنّ المستقبل سيشهد إرساء دورات فرنسية متخصّصة باللغة العسكرية تكون مدّتها الزمنية قصيرة، ويتابعها العسكري قبل تمرينات أو مهمات معيّنة، منها العمل مع قوات «اليونيفيل» ليتمكّن من التحدّث عن الشِق العسكري بسهولة مع نظرائه الفرنسيين.