IMLebanon

قبلان: البلد يتخبط بالإفلاس والبعض يستثمر بنبش الماضي

رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “الحياة من دون علم واستثمارات عملية ونتائج تطويرية تتحول إلى ساحة صراع لا تختلف كثيرا عن سوق العبيد وفرائس الغابة ومذابحها، ولكن الأخطر من ذلك يكمن عندما نفصل بين العلم كمشروع وعي، وبين الإنسان وحاجاته، وذلك لمصلحة الأنانية، ووثنية المال، بحيث يصبح الإنسان مجرد آلة بلا ضمير، ومعه تتحول الدولة بما فيها من قدرات إلى غاية للافتراس الداخلي، ومشاريع حرب خارجية، كما هي الحال في هذا الزمن المرير، حيث الظلم وافتراس الأمم الضعيفة وتمزيقها”.

وأضاف، في كلمة خلال رعايته احتفال تخريج طلاب فرع صور في الجامعة الإسلامية ممثلا رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الإمام الشيخ عبدالامير قبلان: “ضمن هذا الواقع الصعب، ولتأمين أنفسنا وناسنا وبلدنا، ولبناء دولتنا وحمايتها من الفساد والاحتكار لا بد من العلم، ولا مناص إلا بالتطوير والتنمية البشرية، وهذا بلا شك يمر بالمدارس والجامعات ومراكز الأبحاث والعلوم الإنسانية والفكرية. إلا أن هذا الطموح يحتاج إلى آليات، والآليات قد تكون معقدة في أغلب الأحيان، وخاصة في الدول التي تعيش ضمن بيئات سياسية وحكومية فاسدة، ما يفترض قيام الجامعات بدور الوسيط القوي، بين الكيانات المالية والتقنية، وبين الخريجين من الأجيال، لتأمين نوع نافذ من وسائط الاستثمار بالعقول والإمكانات، من دون مصادرة الأجيال المتعلمة، مما يسمح بتطوير الجامعة وتنمية الاقتصاد، والحد من حالات الفقر المختلفة، وزيادة في قوة الأجيال، والدفع بها إلى لعب دور سياسي اجتماعي مالي مؤثر في نهج السلطة ومشاريعها وقواها السياسية، وتمكين مشاريع التنمية وصناعة العقول”.

وتابع: “نعيش في بلد يتخبط بالإفلاس والأزمات، ويتلطى وراء الأكاذيب الطائفية والمناطقية، فيما البعض يستثمر بنبش الماضي، بكل متاريسه وخنادقه وجنائزه بهدف تحقيق مكاسب خاصة، وتسجيل انتصارات وهمية. فيما المطلوب منا أن نخوض معركة العلم بكل أجيالنا وإمكاناتنا لتأكيد مصالحنا ومصالح أهلنا، وفرص عملنا، ولقمة عيشنا، وقيم بيئتنا الاجتماعية والأخلاقية، خاصة أن هذا البلد بلد مقاومة وتضحيات لا مثيل لها. لذا، فإن حفظنا وحفظ بلدنا وناسنا وجبهتنا ودورنا المحلي وكياننا الوطني، يتوقف على تعزيز مدارسنا وتطوير جامعاتنا، وتطويع أسواق العمل، وبالأخص موضوع التعليم المجاني أو شبه المجاني، لأن التعليم حق الجميع، وطريق للأجيال لتعزيز حقوقها ونشل الدولة ومشروعها من السقوط والفساد والإقطاع”.

وختم: “نطالب ونصر وندعو شعبنا وناسنا إلى الضغط على السلطة وقواها، لتحقيق آمال أجيالنا بالتعليم وفرص العمل وأسواقه، لأن السلطة التي لا تنفق على التعليم ومرافقه أقرب للسقوط وأبعد عن العدالة وأكثر تهديدا للوطن وناسه وأجياله. لذا نريد لبلد المقاومة والعلم والتاريخ أن يبقى بلدا للمقاومة وللعلم وللتاريخ. وندعو الدولةإلى اللقيام بدورها كسلطة عادلة وكمشروع تنمية وإنماء وبخاصة في الريف وجبهات المواجهة. كما نتمنى على الحكومة والقوى السياسية تأكيد أولويات أجيالنا وناسنا، في التعليم وسوق العمل، وفي تكبير الاقتصاد، وإنعاشه، بعيدا عن ظلم الضريبة ولعبة الرسوم وعالم الصفقات”.