IMLebanon

الذكرى 6 لتفجير المسجدَين في طرابلس

كتب أنطوان عامرية في صحيفة “الجمهورية”:

ينتظر أهل واحد وخمسين ضحية وأكثر من 500 جريح «عدالة السماء لأنّ عدالة الأرض لن تعيد لهم حقوقهم»، على ما قال (ابو عشير) أحمد عبوس «الذي حفرت مجزرتا مسجدَي التقوى والسلام في قلبه جرحاً لن يندمل وعلى وجنتيه خطت دموعُه مجرى لا يمحى»، في الذكرى السادسة للتفجيرين اللذين هزّا ضمير اللبنانيين يوم الجمعة 23 آب 2013 لحظة خروج المصلّين من المسجدين بعد أداء صلاة الظهر.

النائب محمد كبارة قال: «إنّ طرابلس تنتظر تحقيق العدالة ليرتاح الشهداء في عليائهم، وليطمئن أهلهم الى أنّ القتلة لن يكونوا بعد اليوم قادرين على تكرار جريمتهم»، مشيراً الى «أنّ ست سنوات، وطرابلس ثكلى، ومساجد المدينة تزدحم بالتقوى، لكنها تفتقد الأمان كي يعود السلام».

وسأل: «كيف يمكن أن تمرَّ جريمة بهذا المستوى من دون حساب وعقاب؟ وكيف تستقيم عدالة من دون محاسبة المجرمين؟ هل مجزرة بحجم تفجيرَي مسجدي التقوى والسلام هي مجرد ملف؟ إننا في الذكرى السادسة لتلك اللحظات الدموية والمؤلمة والحزينة، نستحضر صراخ الضحايا ليسمعه المسؤولون، ولنقول إنّ العدالة ستبقى منقوصة في لبنان حتى ينطق المجلس العدلي بالحكم في جريمة لا يكتنفها أيّ غموض في شخص الفاعل وهوية المحرّض وجهة التخطيط. في الذكرى السادسة، نعود لنترحّم على شهداء التقوى والسلام، ونلعن القاتل الذي لا بد أن ينال عقابه».

وقال النائب السابق مصطفى علوش لـ«الجمهورية»: «بعد سنوات من تفجير التقوى والسلام لا يزال المجرم فارّاً من وجه العدالة. صحيح انّ هناك موقوفين ومتهمين، ولكنّ المجرم الاساسي يبقى نظام بشار الاسد الذي أرسل الرسائل الإجرامية الى هذه المدينة، كما فعل في السابق مع هذه المدينة، لذلك نحن نعتبر انّ الإسراع بالمحاكمة وكشف كل المتورّطين بالأسماء ومحاكمتهم على اساس انّ الجريمة عابرة للحدود واعتبارها جريمة متعلقة بإرهاب الدولة هي الطريق الوحيد لرد الاعتبار لارواح الشهداء وبانتظار ذلك اليوم فما علينا ابناء طرابلس الّا الصبر والترحم على الشهداء».

ويبقى السؤال: هل سترتاح انفس الضحايا ام ستذهب دماؤهم هدراً ويستمر الغموض وطمس الجرائم وعدم كشف مرتكبيها كما حصل في باقي التفجيرات التي أودت بحياة قادة من 14 آذار حتى صدور قرار المحكمة الدولية في التفجير الكبير الذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟