IMLebanon

عزالدين: لضبط الهدر والفساد

أكدت النائبة عناية عزالدين، أن “لبنان اليوم أمام تحديات اقتصادية جدية، والأولوية الرئيسية إيجاد المعالجات المناسبة لتحصين مالية الدولة وتخفيض العجز فيها لكي نتمكن على الأقل من تثبيت الاستقرار النقدي وتحقيق أرضية مناسبة لاستعادة عملية النهوض، وهو الأمر الذي يتطلب جدية وإخلاصا وعملا دؤوبا وتضامنا وطنيا، اضافة الى رؤية اقتصادية شاملة تقوم على الاعتماد على الذات والانتاج الوطني وتقليص وضبط مزاريب الهدر والفساد، واذا كانت الدولة تطلب من ابنائها المواطنين تفهم واقعها الاقتصادي واجراءاتها التقشفية المعتمدة، فعليها ايضا مسؤولية بناء الثقة مع الناس الذين يعانون نتيجة الاداء الضعيف للكثير من المؤسسات الحكومية.”

وتابعت: “إذا اتخذت الدولة قرار تنشيط هذه المؤسسات وتلبية الامكانات الاساسية للمواطن وتفعيل الادارة العامة فإن استعادة الثقة وترميمها بين المواطن والدولة تصبح أمرا ممكنا ومتوقعا. ومن أهم ما يمكن فعله في هذا المجال هو الاستمرار في دعم البلديات وتأمين الاموال المستحقة لها والتعاون مع مختلف الجمعيات الاهلية والمحلية لاطلاق مجالات التنمية الريفية المختلفة”.

وجاء كلامها خلال افتتاح لجنة “سنابل الخير”، “معرض الإمام الصدر للمنتجات الريفية والحرفية” الثالث في كفرا، في حضور النائب أيوب حميد وعدد من الفاعليات والأهالي.

ولفتت عز الدين إلى أن “التنمية الريفية مسألة شديدة الأهمية ولها أبعاد متنوعة وتأثيرات مختلفة، اجتماعية واقتصادية وثقافية وبيئية، ومن أهم فوائدها إطلاق عجلة الإنتاج بالاعتماد على المصادر الذاتية والمحلية في الزراعة والصناعات الحرفية التقليدية، وبالتالي خلق دورة اقتصادية داخلية، وهذا ما عرفه الجنوب لسنوات طويلة على شكل أسواق محلية على مدار الأسبوع في ساحات القرى والبلدات والمدن حيث تعرض المنتجات التي تستقطب المشترين من مختلف المناطق”.

وأشارت إلى أن “هذه الظاهرة التي لا تزال حاضرة الى الآن وإن بحجم ووتيرة اقل، شكلت حيوية خاصة ومناسبة لتعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية بين الاهالي والسكان، بما يحافظ على الروح الاهلية والطيبة وشد الأواصر ويعزز الوحدة والتلاقي، ومن شأن هذا الحراك الريفي ان يؤمن مداخيل مالية مقبولة تعطي الفرصة للأسر ذوي الامكانات الاقتصادية المتواضعة لتأمين حاجاتهم الاساسية، وبالتالي تمكينهم من تأمين متطلبات العيش الكريم، واكثر من يستفيد من ذلك فئة النساء وخصوصا اللواتي فقدن المعيل وبتن مسؤولات عن رعاية أطفال وناشئة”.

أضافت: “ومن الفوائد خلق فرص عمل متنوعة وتعزيز المهارات والكفاءات لدى الشباب وهي مسألة هامة جدا، فالكثير منهم يحتاج لأكثر من مصدر مالي لتكوين أسرة، وهذا ما يتوفر من خلال الأعمال الحرفية والمنزلية والزراعات المحلية. وهذه البيئة الإنتاجية ستساعد على كل حال في التقليص من الهجرة الداخلية التي أدت في سنوات التهميش الغابرة الى تشكيل أحزمة البؤس حول المدن، وهي كانت من الدوافع الاساسية التي دعت الامام الصدر لاطلاق حركته في وجه الحرمان وخصوصا ان تفريغ القرى في الجنوب كان هدفا اسرائيليا دائما لأنه سيكشف هذه البقعة من الارض امام العدوان ويجعله لقمة سائغة سهلة المنال لقواته العسكرية، وهو الطامع منذ البدايات بخيراتها وميزاتها الجغرافية وثروتها المائية، وعندما نتحدث اليوم عن الشعب كأحد الاضلاع الثلاث في المعادلة الذهبية نقصد هذا الشعب المتمسك والمتجذر بأرضه الثابت فيها والعامل على إحيائها وإعمارها كبيئة ومجتمع متماسك وموحد وصابر ومقاوم”.