IMLebanon

إسرائيل تعيش هاجس صواريخ “الحزب” الدقيقة

كتبت ماليا العشي في جريدة “الجمهورية”:

هل كنا فعلاً على بُعد أمتار، أو على بُعد 30 دقيقة، وربما أجزاء من الثانية، من حربٍ شاملة؟!.. تساؤلات، طرحها بعض المراسلين العسكريين بتلهّف على المسؤولين الإسرائيليين، في وقت لاحق من ردّ «حزب الله» الصاروخي عصر الأحد الماضي. إذ نُقل عن مسؤولٍ عسكري إسرائيلي قوله: «حقيقةً، أن «حزب الله» لم يُصب ولم يُقتل أيّ من الجنود. أنقذ «حزب الله» من الدمار برنامج صواريخه الدقيقة»، وأضاف «لقد كانت الطائرات في الجوّ بالفعل».

وبحسب تقرير لأخبار القناة «12» العبرية الإثنين، كانت إسرائيل تستعد للردّ بشكلٍ واسع النطاق، على برنامج «حزب الله» للصواريخ الدقيقة في لبنان، وامتنعت عن ذلك فقط، بسبب عدم سقوط إصابات في صفوف الجنود الإسرائيليين في هجوم يوم الأحد.

إسرائيل تهدّد بأهداف مدنية في لبنان

وفيما يكتنف الهدوء الحذر والترقب أجواء المناطق الحدودية، جابت الدوريات الإسرائيلية المؤلّلة الخط الحدودي شمال مستوطنة المطلة قبالة سهل مرجعيون، حيث انهمك المزارعون اللبنانيون بمتابعة أعمالهم الزراعية قرب الحدود، في ظل تسيير الدوريات المصفحة لقوات «اليونيفيل»، بالتنسيق مع الجيش اللبناني على امتداد الخط الأزرق. تحدثت القناة «12» العبرية، عما اعتبرته تقديرات للجيش الإسرائيلي، وتشير إلى أنّ «حزب الله» سيشُنّ هجوماً آخر ضدّ أهداف إسرائيلية»، وأكدت القناة، أنّ الحزب يريد فرض معادلة جديدة في المنطقة.

هاجس صواريخ «حزب الله» «الدقيقة»

وفي وقت، يُقلق هاجس صواريخ «حزب الله» «الدقيقة» إسرائيل، يهدّد وزير الخارجية والإستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بـ«معاودة مهاجمة لبنان مجدداً»، وقال لـ«إذاعة الجيش الإسرائيلي» متوعّداً «حزب الله»: «إذا هاجم «حزب الله» إسرائيل من لبنان، سنهاجم أهدافاً مزدوجة، أي شيء يمكن أن يخدم «حزب الله» والسكان المدنيين اللبنانيين».

«المبنى معّد لتصنيع المتفجرات للرؤوس الحربية»

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلثاء الماضي، اكتشافه منشأة في جنوب لبنان تستخدمها منظمة «حزب الله» لتحويل وتصنيع صواريخ موجهة وعالية الدقة.

وأشار بيان الجيش الإسرائيلي، إلى وجود صور للأقمار الصناعية، أظهرت سابقاً أنّ المصنع معدّ وجاهز لعملية الإنتاج، وأنّ المبنى ينقسم إلى أقسام لإنتاج المحركات، وضمان الجودة، وتصنيع المتفجرات للرؤوس الحربية، واللوجستيات.

وأضاف البيان أنّ «هذه المنشأة ذات أهمية كبرى لمشروع الصواريخ الدقيقة الخاص بـ«حزب الله»، وهو ما دفع به، خشية تعرضه لهجمات، حسب زعم البيان، إلى إخلاء المعدات الثمينة والفريدة من المبنى إلى مواقع مدنية في بيروت»، في ما يبدو كتلميح إلى السبب الذي يقف وراء الهجوم الذي وقع فجر الأحد في 25 آب الماضي، ونُسب لإسرائيل.

وفي إحاطة للصحافيين، قال مسؤول إسرائيلي كبير، إنه أعطى توجيهاته للجيش، قبل حوالى خمسة أشهر، بإعطاء الأوّلية لإحباط مشروع مشترك لـ«حزب الله» وإيران، لتصنيع صواريخ عالية الدقة موجهة في لبنان؛ إذ أصبح المشروع ذا أهمية قصوى بالنسبة لأجهزة الأمن الإسرائيلية، وتجاوز مسألة ترسخ الوجود الإيراني في سوريا، وأصبح ثاني أهم القضايا بعد برنامج إيران النووي.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي: «لقد غيّرنا ترتيب التهديدات، بالإستناد إلى إدراكنا، أنه لا يمكننا السماح بوجود صواريخ عالية الدقة، موجّهة إلينا في لبنان». جازماً «أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران، بدأت تجد صعوبة في سعيها لوضع موطئ قدم لها في سوريا، وتعمل منذ ذلك الحين على فعل ذلك في العراق واليمن ودول أخرى مجاورة»، زاعماً، أنّ «المنشأة أقيمت في السنوات الأخيرة كموقع لإنتاج الوسائل القتالية بقيادة إيران و»حزب الله»، حيث تمّ أخيراً رصد عمليات إضافية، تهدف لاستخدامها كموقع لإنتاج وتحويل الصواريخ إلى دقيقة».

وقال الجيش الاسرائيلي إنّ «حزب الله» مهتم بهذا الموقع نظراً لما ينتجه من صواريخ دقيقة، لذلك عمد عناصره إلى إخلاء معدات خاصة وغالية الثمن في الأيام الأخيرة خوفاً من استهدافه، مدّعياً نقل هذه المعدات إلى مناطق مدنية في لبنان، وأخرى في العاصمة بيروت.

ويُعتقد أنّ «حزب الله» يمتلك أكثر من 150 ألف صاروخ، ولكن يمكن توجيه عدد صغير منها فقط الى مواقع محددة. وتخشى إسرائيل من أن يكون الحزب في حرب مستقبلية قادراً على استخدام وابل من الصواريخ عالية الدقة لمهاجمة منشآت حساسة والتغلب على دفاعاتها الجوية.

الإسرائيليون يعيشون تحت تأثير تهديدات «حزب الله»

ووسط وفرة المعلومات، والتضليل الإعلامي، ونشر المعلومات الكاذبة، يعيش الإسرائيليون تحت تأثير تهديدات «حزب الله» التي تتحوّل إلى كوابيس في إسرائيل، وفي أي حرب مستقبلية، سيستفيد الحزب من تأثير تهديداته، عبر بنك من الأهداف، تتمثّل بالتوغّل في الجليل، أو إمطار إسرائيل بالصواريخ الدقيقة، او استهداف حاويات الأمونيا في حيفا، أو مفاعل ديمونا في النقب، وأنّ هذه البروباغندا ستُساعد «حزب الله» أكثر من الصواريخ، وفق رأي المحلّل السياسي في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية دايفيد دايفيد، علماً، أنّه قد يستخدم صواريخ «كاتيوشا» قصيرة المدى، خلال استهدافه شمال اسرائيل.

وقد أشار دايفيد، إلى أنّ «حزب الله» يمتلك كميات كافية من الصواريخ التي يمكنها تخطّي منظومة القبة الحديدية. ومن المتوقع أن يُطلق الحزب 1500 صاروخ «كاتيوشا» يومياً خلال الحرب المقبلة، فيما يتراوح معدّل اعتراض القبة الحديدية للصواريخ بين 86 و92 في المئة، وبذلك يصل ما يقارب الـ120 إلى 210 صواريخ إلى شمال إسرائيل يومياً، الأمر الذي سيعيد الفوضى التي عمّت إبان حرب تموز 2006.

أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية الرسمية، أنّ تحقيقاً داخلياً أجراه الجيش كشف مخالفة عسكريين لأوامر الجيش في التصعيد الحدودي الأخير مع «حزب الله» اللبناني.

وأفاد موقع هيئة البث الإسرائيلي «مكان» أمس الجمعة، بأنّ التحقيق الداخلي أكد أنّ مرور العربة العسكرية التي استهدفها «حزب الله» بصاروخين من نوع «كورنيت» أواخر الأسبوع الماضي على طريق أفيفيم – يرؤون قرب الحدود مع لبنان كان مخالفاً لأوامر الجيش.

ونقل الموقع عن مصادر عسكرية قولها، إنه «سيتم في الأيام القريبة استخلاص العبر من هذا الحادث».