IMLebanon

شدياق تَغلبت على القدر فلَملمت جروحها وأكملت المسيرة

كتبت سمر فضول في “الجمهورية”:

 

«لَملمت جراحها وأكملَت المسيرة»… إختصرت بضع كلمات وَجّهها رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع حالة «وزيرة القوات» مي شدياق بعد مرور 14 عاماً على محاولة اغتيالها.
السادسة مساء 25 أيلول 2005، «جيب» يحترق وامرأة تصرخ بأحد المارّة: «خَلّصني». كان صوت الاعلامية مي شدياق (يومها) وهي تحت «مصيدة» عبوة الـ 500 غرام من المتفجرات التي ألصقت بسيارتها، وانفجرت بمجرد أن أدارت المحرك… ساعات «صعبة» مَرّت كسنوات على محبّي شدياق، قبل أن يعلن «اوتيل ديو» ببيان مقتضب «انها على قيد الحياة، لكن بُترت ساقها ويدها اليسرى».

عادت شدياق بعد 10 أشهر من الجراحات والعلاج وبرامج إعادة التأهيل… وعاوَدت الظهور في المجتمع من دون أن تغيّر في مواقفها، بل زادتها محاولة القتل إصراراً وتصميماً و«معارضة»… بقيت هي نفسها تواجه النظام الأمني اللبناني السوري، كما كانت تفعل في السابق، وصمدت في نهجها السياسي الذي أوصلها الى وزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية في الحكومة الحالية.

حمادة

زميل شدياق في «الشهادة الحية» النائب مروان حمادة، أشار الى أنّه «اتّصل صباحاً (أمس) بشدياق، ليُشاطرها الألم والأمل. الألم مما حدث معها لأنني واكَبتها عن كثب وأعرف ما عانَته، وكيف كانت تضطرّ لرفع بعض أعضائها لتتمكّن من الدخول والخروج من منزلها. والأمل، كما قال الدكتور جعجع، لأنها لَملمت جراحها واستمرّت… استمرّت بتجسيد آمال اللبنانيين بإصلاح حقيقي وبارتقاء دور المرأة الى ما يجب أن يكون عليه».

وقال لـ«الجمهورية»: «يؤسفني بعد كل هذا الوقت أنّ التحقيق في قضيتها لم يتقدّم». ووجّهَ سؤالاً الى القضاء المحلي والدولي عن «أسباب التباطؤ في قضايا سمير قصير ومي وجبران، المشمولين بقرار مجلس الأمن الدولي، خصوصاً بعد صدور القرار الظني في قضيّتي أنا ونائب رئيس الحكومة السابق الوزير الياس المر والشهيد جورج حاوي».

مضيفاً: «أفهم أنّ القضايا الأخرى تحتاج الى موقف جريء من الحكومة اللبنانية، التي لن تجرؤ على أيّ موقف، ففي الأساس هي حكومة فاشلة كالعهد الذي تَتظَلّل تحته».

وخَتم: «أدرك أنها تجاوزت كل ما مرّت به، لكننا نحن لم نتجاوز لا موضوع الحقيقة ولا موضوع العدالة في ما يتعلّق بهذه السيّدة المميّزة».

ندى البستاني

اليوم، شدياق وزيرة الى جانب زميلاتها اللواتي استذكَرن، عبر «الجمهورية»، «مَي المناضلة». فقالت وزيرة الطاقة والمياه ندى البستاني خوري: «لا شك في أنّ ما مرّت به زميلتي الوزيرة مي شدياق صعب جداً، ويعتبر أمراً لا يُستهان به».

وأضافت: «في ذكرى محاولة اغتيالها، أحَيّي فيها المرأة القوية والصبورة التي استطاعت أن تتغلب على أوجاعها وآلامها، ولو حتى في العلن، وأحترمها وأقدّر جداً شجاعتها وقوتها».

فيوليت الصفدي

وزيرة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للشباب والنساء، قالت إنّ مي شدياق «هي مثال للمرأة الصلبة التي لم تنكسر حتى أمام محاولة اغتيالها. تحيّة لها امرأة مقاومة ومتمسّكة بالحياة مهما اشتدّت صعابها، مي شدياق صاحبة الارادة والتصميم، أتمنى لها دوام الصحة والنجاح والتألّق».