IMLebanon

ملكة السويد تزور لبنان للمرة الأولى بعد أيام!

تحقيق حلا ماضي في “الوكالة الوطنية للاعلام”:

تزور ملكة السويد سيلفيا لبنان خلال الأيام المقبلة للمرة الأولى، منذ ان تولت العرش في السويد العام 1976.
الملكة سيلفيا التي تترأس مؤسسة “مينتور” العالمية لتمكين الأطفال والشباب، ستشارك خلال وجودها في لبنان في إطلاق منصة إرشاد الشباب في الجامعة الاميركية في بيروت بالشراكة مع “مينتور” العربية، برعاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وتشارك بتقديم جائزة “مينتور العربية للمبادرين الشباب العرب في دورتها الثانية”، وهي مبادرة شبابية اطلقت العام 2016 لتشجيع رواد شباب عرب حققوا إنجازات استثنائية في مجال العمل الإنساني أو التنموي وتسليط الضوء على الأثر الإيجابي لهم على المجتمع، كما توضح المديرة التنفيذية لمؤسسة “مينتور” العربية السيدة ثريا اسماعيل التي شرحت لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” أهداف ورؤية مؤسسة “مينتور” التي تؤمن بأنه من خلال الاستثمار في التعليم والمعرفة بالإضافة إلى تعزيز دور المؤسسات الحكومية ذات الصلة والجهات العاملة في المجال “فإننا قادرون على الوصول لأكبر عدد من الأطفال والشباب لنؤثر فيهم إيجابا ونغرس في نفوسهم بذور التنمية والوقاية”.

ومؤسسة “مينتور” هي مؤسسة إقليمية غير حكومية بدأت منذ 25 عاما على المستوى العالمي مع ملكة السويد سيلفيا، ثم افتتحت فروع عدة لها في أوروبا وأميركا إلى أن تأسس الفرع العربي لها في العام 2006، وكانت الانطلاقة الفعلية العام 2008 في لبنان، تقول المديرة التنفيذية لمؤسسة “مينتور” العربية: “اخترنا تأسيس الفرع الإقليمي في لبنان والذي يرأسه الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، لاعتباره مركزا للتنمية والحوار لكل الأديان والأطراف ولوجود النبض الدائم في هذا البلد”.
وأشارت الى انه “كان من السهل الإقلاع بالعمل الاهلي في هذا البلد حيث يوجد مجتمع اهلي ومدني قوي جدا، والهدف الأساسي من هذه المؤسسة هو تمكين الأطفال والشباب الوقاية والتوعية من السلوكيات الخطرة التي قد تكون مخدرات، عنف، تدخين، تطرف، تنمر والذي أصبح ظاهرة ملموسة في المجتمعات”.

وعن الأساليب التي تتبعها المؤسسة للوقاية من هذه الآفات الاجتماعية؟ تقول إسماعيل: “أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أهمية الوقاية والتوعية واعتمادها كأسلوب في تربية الطفل في سنواته الأولى، لذلك فإن المؤسسة تتعاون مع الاهل والمعلمين وأصحاب القرار والإعلاميين، فهؤلاء الأشخاص لهم دور فعال في المجتمع ومن خلالهم نستطيع تمكين الشباب بمهارات حياتية ليستطيعوا مواجهة أي موقف يتعرضون له”.
أضافت: “إن ما نستطيع القيام به هو تقوية الشباب وتمكينهم على اتخاذ القرارات والقدرة على قول “لا” لسلوك خطر. ان تعزيز المهارات الحياتية أثبتت نجاحها في العديد من الدول حول العالم، وعندما يكون أساس البرنامج توعوي فاننا نحضر هؤلاء الشباب ضد أي آفة اجتماعية أو صحية”.

وعن الأساليب التي تعتمدها المؤسسة، تشير اسماعيل الى “الاعتماد على الأساليب التفاعلية والتحدث بلغة الشباب، فنحن في زمن علينا استبعاد لغة الخوف او الترهيب او حتى إلقاء مطولات أو محاضرات معقدة، أصبحنا في زمن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، وأفضل ما توصلنا اليه، ان المشاهير من رياضيين وفنانين من أصحاب السمعة الجيدة هم اكثر من يؤثرون في الأطفال، إضافة طبعا الى الأم والأصدقاء، وهذا يعطينا مؤشرات أين نتحرك وعلى ماذا نركز، وعلى هذا الأساس تم إنشاء لجنة من أصدقاء يدعمون المؤسسة وأهدافها، وأطلقنا مبادرات ترتكز على التفاعل، كمبادرة الأفلام القصيرة التوعوية بالشراكة مع اكثر من 30 جامعة في العالم العربي والوزارات المعنية اضافة الى تشكيل لجنة تحكيم تضم اختصاصيين في مجالات متعددة ولا سيما في علمي الاجتماع والنفس، بالإضافة إلى لجنة استشارية تتابع كل برامج المؤسسة التي تجمع بين العلم والمحتوى والأساليب التي تصل الى الشباب عبر وسائل متعددة وبالتالي نفتح امامهم آفاق جديدة”.

وعن المواضيع التي يختارها الشباب في افلامهم القصيرة، أشارت إسماعيل الى انه “كان لافتا جدا خلال العام الأول لإطلاق المبادرة، تقدم ما يقارب مئة فيلم تناولت مواضيع التطرف والارهاب والمخدرات من مختلف الدول العربية، وبعدها وصل العدد الى 200 فيلم تركزت على التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتحرش وزواج القاصرات، وهذا معناه ان الشباب يلاحظون تلك السلوكيات الخطرة في المجتمع ويسعون الى معالجتها، وهذا يعطينا مؤشرا إلى اين وكيف نوجه برامجنا التي نقوم بمواءمتها طبقا لطابع كل بلد. والعام الحالي وصلنا الى 60 فيلما قبل انطلاق المبادرة بشكل رسمي”.

وتشير إلى أن “كل برنامج تقوم به المؤسسة تعطيه ملكية وطنية له حتى يستمر ويحدث فرقا”، وتلفت الى ان “كل برنامح له فئة عمرية معينة”.

وبالنسبة إلى الأسلوب الذي يتبع مع الأهل، تشير المديرة التنفيذية لمؤسسة “مينتور” العربية إلى أن “التركيز على تنمية مهاراتهم وسبل التعامل مع اولادهم وكيف ينتبهون الى احتمال وجود مؤشرات أولية إلى سلوكيات خطرة وطريقة التعامل مع تلك الحالات”، وتحدثت عن “ضرورة إطلاع الأهل على تقنيات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشغل حيزا كبيرا من حياة الأولاد، وبالتالي علينا توجيه الاولاد الى استخدام تلك الوسائل بطرق صحيحة، وعلى الأهل مجاراة اولادهم لا إعادتهم الى الوراء”.

وعن التحديات التي يواجهونها في المؤسسة وبشكل خاص في لبنان، تشير اسماعيل إلى ان “محدودية فرص العمل في لبنان تعتبر أبرزها اضافة الى انتشار آفة المخدرات وتعدد أنواعها، على الرغم من كل الجهود الكبيرة التي تقوم بها الدولة اللبنانية بكل أجهزتها في مجال مكافحة تلك الآفة التي يستمر مروجوها في استعمال أساليب جديدة لترويجها، لذلك فإن دورنا في “مينتور” يأتي مكملا للجهود الحثيثة التي تقوم بها الدولة، فتساهم الوقاية والتوعية في تحضير الشباب ضد أي محاولة للايقاع بهم، من هنا أهمية توجيههم لتعبئة أوقات فراغهم بأمور إيجابية”.

وقالت: “الشراكات مهمة مع المؤسسات في القطاع الخاص وكل المؤسسات القادرة على الدعم، لذلك تكتسب زيارة ملكة السويد للبنان أهمية كبيرة لدعم “مينتور” العربية التي تشعر بالمسؤولية تجاه الشباب، على الرغم من أن مجيئها الى لبنان كان تحديا بالنسبة لنا في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة للبلد، إلا أننا أصررنا على أن تقوم بهذه الزيارة للتعرف إلى لبنان. هذه الزيارة مهمة جدا للبنان على عدة مستويات إذ سيكون لها اثر إيجابي على الصعيدين الاقتصادي والسياحي وبخاصة وأن برنامج الملكة يتضمن جولات سياحية في أكثر من منطقة في لبنان، إضافة الى لقاءات مع بعض كبار المسؤولين في الدولة اللبنانية”.

وتعلق اسماعيل “أهمية كبيرة على دور الاعلام في الإضاءة على المؤسسات التي تعنى بالشباب وتعمل على إبعادهم من السلوكيات الخطرة”، معتبرة ان “من الايجابية التركيز على تلك المؤسسات التي تعمل على الأرض بعيدا من أي اعتبارات مذهبية أو سياسية أو مناطقية”.