IMLebanon

أبناء الشمال مستمرون حتى استقالة الحكومة

كتب أنطوان عامرية في صحيفة “الجمهورية”:

رغم أنّ الحشد الكبير للمعتصمين في طرابلس كان له وقع مميّز في الحراك الشعبي الذي لم تشهد المدينة مثيلاً له، لجهة الوحدة الحقيقية بين مختلف مكوّنات المدينة ومحيطها، لم يرضَ أبناء أقضية الشمال الّا أن يعبّروا، كلّ في منطقته، بقطع الطرق من عكار مروراً بالمنية والضنية وزغرتا والكورة والبترون وبشري. وأكد المعتصمون مواصلة الحراك حتى استقالة الحكومة كاملة، رافضين كل أوراق الاصلاحات، مرددين كلمة «مين جَرّب مجَرّب عَقلو مخَرّب»، ومؤكدين ضرورة محاسبة كل المسؤولين وإجبارهم على ردّ أموال الشعب المنهوبة والمهرّبة الى مصارف أوروبية، ومطالبين باستقالة الجميع «كلّن يعني كلّن».

في حلبا، مركز محافظة عكار، شكلت دعوة الحزب الشيوعي – عكار، عبر بيان له، دفعاً إضافياً حيث تخطّت أعداد المشاركين الـ2000 ضاقت بهم ساحة حلبا، مؤكدين الوحدة الشعبية في مواجهة السلطة بكل أركانها، الذين بَدوا اليوم حريصين كل الحرص على هذا النظام ومتمسّكين به، ومُصرّين على البقاء في الشارع حتى رحيل سلطة رأس المال الفاسدة.

وفي زغرتا أكد المعتصمون عند مفترق مجدليا ضرورة عدم استثناء أحد، فليحاسب كلّ من نهب أموال الشعب وشاركَ في الفساد. ولدى سؤالنا عمّا اذا كان الكلام يشمل أيضاً الوزير فنيانوس وزعماء زغرتا؟ كرروا مقولة «كلّن يعني كلّن». الى ذلك، أقيم في كنيسة مار مارون العقبة – زغرتا قداس على نيّة لبنان والمتظاهرين، ترأسه الأب بول الدويهي، وشارك فيه حشد من الشبّان والشابّات المشاركين في الحراك الشعبي إضافة الى الأطفال والمؤمنين.

وألقى الاب الدويهي عظة شدّد فيها على «واجب المسؤولين مراعاة مصالح الوطن والمواطن»، وعلى «أنّ السلطة خدمة»، مستشهداً برسالة للبطريرك إسطفان الدويهي في هذا الإطار. وقال: «وطننا في أزمة، وشعبنا موجوع، وصمتنا شهيد».

وختم: «أمام صرخة الفقراء لا يمكننا أن نقف مكتوفين ولا مبالين وجبناء ندفن رأسنا في التراب، أمام صرخة الفقراء الرب يريدنا أن نُبادر، وعلينا ان نكون صوت الرب».

وبعد القداس، توجّه المشاركون حاملين الأعلام اللبنانية ليعتصموا، كما كل يوم منذ بدء الحراك في منطقة العقبة زغرتا، وقطعوا الطريق على وقع الأغاني الوطنية حاملين العلم اللبناني. وأكد غالب دويهي أنّ التحرك شبيه بما يحصل في كل المناطق اللبنانية، ونحن نتظاهر بشكل سلمي وحضاري على وقع الأناشيد الوطنية، لنقول إننا مستمرون في هذا الحراك حتى محاكمة الفاسدين.

في كوسبا الكورة، شارك الشباب والنساء والاطفال من بلدات قرى الجبّة أبناء كوسبا في قطع الطريق عند مستديرة سالم، رافعين الاعلام اللبنانية، مُرددين: ثورة، ثورة. ومؤكدين أنهم قلب واحد وروح واحدة حتى إسقاط الحكومة. واستغلّ بعض الشبّان خُلوّ الطريق من السيارات، فأحضروا الكرات ومارسوا لعبة كرة الطائرة، في حين تحلّق عدد آخر في دبكة على وقع الأغاني الوطنية.

وفي ضهر العين قطع أهالي البلدة، الذين يشكلون نموذجاً لبنانياً من حيث التعايش بين مختلف المناطق والطوائف من طرابلس والمنية والضنية وبشري وزغرتا والكورة، الطريق ونَصبوا الخيَم وسط الطريق، ورفعوا الاعلام اللبنانية عليها. وقال منسّق الاعتصام روني رحمة: «نقوم بمجهود وبحركة استثنائية في هذا الوضع الاستثنائي لنؤكد أننا نريد لبنان، ونريد عَلمه مرفوعاً دائماً نحو السماء، كما يليق به. ولا نريد البقاء تحت الارض، كما يريد البعض.

وأصررنا على أن يكون الحراك شبيهاً بنا لأنّ الدولاب الاسود والدخان الاسود لا يشبهاننا، ولا التصرف غير اللائق يشبهنا. ونؤكد أننا نُثمّن جهود كل من وصل إلينا وشاركنا لنتكاتف معاً ونعمل سوياً للنهوض بلبنان الذي نريده».

كما عمد عدد من الشبان الى إقفال أوتوستراد بصرما عند المستديرة الرئيسية، رافعين الاعلام وسط الاغاني والاناشيد الوطنية. كما أقفلت مستديرة رأسمسقا – ضهر العين.

وفي البترون لبّى كهنة رعايا الأبرشية المارونية دعوة المطران منير خيرالله للصلاة، وتخصيص قداسات الأحد على نيّة لبنان والمسؤولين فيه. وأقيمت القداديس في كل الكنائس، ورفعت الصلوات لكي يُلهم الله المسؤولين في لبنان اتخاذ القرارات التي تنقذ الوضع في لبنان.

ومن جهة ثانية، أعاد المحتجّون إقفال الطريق البحري القديم في منطقة الهِري بالعوائق والسيارات، بعد أن فتحت ليلاً. وفي شكا أقفل المحتجّون المسلك الشرقي من الاوتوستراد، وأزالوا سياراتهم والعوائق من المسلك الغربي لتسهيل مرور المشاركين في التحرّك الرئيسي في بيروت.

كذلك، فتح المحتجّون جزءاً من المسلك الغربي على أوتوستراد البترون، وتركوا المسلك الشرقي مقفلاً.

وقد أكد جميع المعتصمين أنّ الثورة مستمرة، ولن يتراجعوا مهما حاول المسؤولون إفشال التحرك.