IMLebanon

الإصلاحات تدفع المعتصمين الى الإستمرار

كتبت ماليا العشي في صحيفة “الجمهورية”:

إستثارت مقررات مجلس الوزراء الإصلاحية، التي أعلنها رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، المعتصمين جنوباً لليوم الخامس على التوالي، ورفعت وتيرة حركة الإحتجاجات في مرجعيون والمنطقة الحدودية، رافضين ما ورد فيها، واصفين إياّها بأنّها «ورقة إدانة لهم بعد ثلاثين سنة من الخراب والسرقة والفساد»، مطالبين برحيل كل السياسيين تحت شعار لا تنازل عنه «كلن يعني كلن».

في وتيرة تصاعدية يوماً بعد يوم، وعلى مدى الأيام الأربعة الفائتة، إشتدت حركة الإحتجاجات وقُطعت الطرقات بشكل محكم، وأعلن التحكم المروري عن قطع السير على طريق عام حاصبيا – مرجعيون، ما أدّى إلى شللٍ شبه كلّي في حركة التنقلات إلا للضرورة، والتزود بالخبز والمؤن الغذائية، ترافقت مع حركة خجولة على الطرقات الداخلية، كما يستمر الإقفال التام للمصارف والمؤسسات والمدارس وبعض المحال التجارية في مرجعيون – حاصبيا ومحيطهما.

ولا يزال المحتجون على الأوضاع المعيشية والورقة الإصلاحية، يقطعون الطرقات العامة وبالإتجاهين في المنطقة الحدودية، وأفرغوا الأتربة والحجارة والعوائق الحديدية، واستقدموا بلوكات إسمنتية، عند مثلث ديرميماس – الخردلي، ومثلث الخيام- مرجعيون، ومثلث سوق الخان- حاصبيا، للمطالبة بإسقاط النظام، وركنوا سياراتهم وسط الطريق العام، سامحين فقط للحالات الإنسانية والسيارات العسكرية بالمرور.

أعداد المعتصمين في تصاعد وازدياد مستمر، عند نقاط التجمع في المنطقة الحدودية، ولا سيما على مثلث ديرميماس والخيام وسوق الخان، مع دعوات للحفاظ على سلمية الحراك، مؤكّدين أنّ الحراك الشعبي عنوانه واحد، وهو «المطالبة بالتغيير الحقيقي وتأمين الحقوق والعدالة الإجتماعية»، وهم صعّدوا تحرّكهم من خلال إغلاق كل الطرق بالسواتر والعوائق، ونصب الخيم الكبيرة لاتقاء حر الشمس، وسط انتشار كثيف لقوى الأمن الداخلي والجيش، والأجهزة الأمنية، ورفعوا لافتات كُتب عليها عبارة «كلن يعني كلن»، و»إرحلوا عنا.. كفاكم سرقة وفساداً»، و»ثورة.. ثورة»، و»الشعب يريد إسقاط النظام»، و»ستسقطون.. وستنتصر الثورة الشعبية».

الراهبات والكهنة يشاركون

واستطاعت نقطة مثلث ديرميماس، إستقطاب العشرات من الشبان والشابات من مختلف قرى وبلدات مرجعيون ومحيطها، إلى التجمع وإقامة الأنشطة والإحتفالات نهاراً، وحتى ساعات متقدمة من الليل. وفي مشهد وطني جامع، شاركت الراهبات والكهنة في التظاهرات في الإعتصامات عند مثلث ديرميماس، في اليوم الخامس للحراك الشعبي رفضاً للأوضاع المعيشية.

وسُجل منذ الصباح الباكر، إنطلاق عدد من الحافلات إلى بيروت، للمشاركة في اعتصام ساحة الشهداء. وعند الخامسة من عصر أمس، إحتشد عدد من المعتصمين من مناصري «القوات اللبنانية»، وسط الطريق العام، عند دوار الصليب ما بين بلدتي القليعة وجديدة مرجعيون، ملوّحين بالأعلام اللبنانية، على وقع الأغاني الوطنية والأناشيد اللبنانية الحماسية.

واعتبر بسام فاخوري مقررات مجلس الوزراء الإصلاحية تأخّرت كثيراً، «إذاً هم يعرفون أنّهم كانوا يكذبون على الشعب، وهذه المقررات بمثابة إدانة لهم على كل الفساد والهدر والسرقات المستشرية منذ عهودٍ طويلة، ورقتهم سقطت ولا نؤمن بإصلاحاتهم».

وقال غابي شمعون: «نطالب بالإلتفات إلى فئات الشعب التي تعاني من الفقر والبطالة وانعدام فرص العمل، وحق التوظيف حتى تستطيع أن تستمر وتتحمّل الأعباء المعيشية».

واعتبرت سهاد حداد، «أنّه لم يعد لنا ثقة بهذه الحكومة وبورقتها الإصلاحية. مطالبنا كثيرة، مثل معظم الناس، وتتلخص بأننا نريد أن نعيش بكرامة، ونحن لم يعد لنا ثقة بالسياسيين، وهذه الورقة الإصلاحية لن تقدّم ولن تؤخّر في توفير العيش الكريم للمواطنين».

وسأل جورج شاهين: «ماذا تعني ورقة إصلاحات؟! هي غير نافعة.. منذ ثلاثين سنة وهم يكذبون علينا، ولم نعد نثق بهم ولا نعترف بإصلاحاتهم، فليذهبوا وليريحوا الناس والبلد».

طريق البقاع – الجنوب مقطوعة عند ميمس وراشيا

وقطع المعتصمون الطريق الدولية التي تربط البقاع بالجنوب عند نقطة ميمس ومثلث سوق الخان، بالعوائق والحجارة والأتربة. كما عمدوا إلى قطع الطرق الفرعية، فشُلّت حركة السير بشكلٍ تام، لكن كانت تُفتح الطريق في وجه الحالات الإنسانية فقط.

كذلك أقفل عشرات المحتجين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح إلى الخيمة التي نُصبت على طريق عام راشيا الوادي، الطريق الرئيسية التي تربط طريق الجنوب – بمنطقة المصنع الحدودية. كما اقدم عدد منهم على قطع بعض المفارق بالإطارات المشتعلة.

وأشار عدد من المعتصمين، إلى أنّ «الإعتصام مستمر لليوم الخامس على التوالي، من أجل تحقيق مطالب الشعب اللبناني، وإخراج البلاد من دوامة الفساد المستشري في إدارات الدولة».