IMLebanon

زحلة: قطع طرق.. والحراك يخفّ نهاراً

كتبت ماريان الحاج العوطة في “الجمهورية”:

 

لليوم التاسع على التوالي يتواصل الحراك الشعبي السلمي في البقاع، وإن تراجعت نسبته نهاراً، فإنه بذلك يخفّف قبضة كمّاشته، أقلّه صباحاً، تماشياً مع مطالب أهله وتسهيلاً لتحركاتهم، لتعود فتزداد وتيرته تصاعدياً كالمعتاد ليلاً، في ظل انتشار كثيف لدوريات وعناصر الجيش اللبناني حرصاً على سلامة الحراك والمتظاهرين.
ما زالت طرق البقاع مقطّعة الاوصال، فما أقفل منذ اليوم الاول للثورة ما زال على حاله، كمستديرة زحلة التي نصبت فيها الخيم وأقفلت بالسواتر الترابية في كل الاتجاهات، حالها حال طرق سعدنايل وتعلبايا، وجسر جلالا شتوره.

وتنسحب الحال نفسها على مفترق قب الياس ومفترق جديتا العالي اللذين أقفلا بالحجارة والسواتر الترابية، أمّا طريق ضهر البيدر فهي مقفلة في الاتجاهين، مع الإبقاء على مسرب واحد فقط تحسّباً للحالات الطارئة ولتسهيل مرور عناصر رجال الأمن.

كما شهد تقاطع تعنايل – المرج – بر الياس وطريق المصنع الحدودية، بالقرب من الخيَم الحديدية التي نصبها المتظاهرون، تجمعات شعبية حاشدة حيث أقيمت صلاة الجمعة وأمّها الشيخ خالد كنعان.

وعند أوتوستراد الفرزل في اتجاه رياق، نصبَ شبّان الحراك وشاباته خيمة تَقيهم زخّات المطر، فوقفوا منذ ساعات الصباح الاولى حاملين الاعلام اللبنانية، وتأهّلوا بالمارة بـ»شفّة قهوة».

وما هو غير اعتيادي عن الأيام التي سبقت، كان تأجيل توقيت التظاهرات في زحلة وقضائها، بسبب تزامنها مع كلمة الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله التي بثّت مباشرة عند الساعة الرابعة بعد الظهر. لكن فور انتهائها، انطلقت أعداد كبيرة من السيارات والدراجات النارية من الساحات العامّة في علي النهري ورياق وحارة الفيكاني وبعض قرى شرق زحلة، حاملين الاعلام اللبنانية وأعلام «حزب الله»، وجالوا بها داخل أحياء البلدات، ومن ثم اتجهوا نحو أوتوستراد رياق بعلبك وصولاً الى تل عمارة.

وشهدت مستديرة تل عمارة – رياق كالمعتاد حراكاً باسم «حراك شباب قرى شرق زحلة»، حيث قطعت الطريق لمدة ساعتين تقريباً بالحجارة والسيارات، وأعلن المعتصمون «استمرارهم في الانتفاضة السلمية من أجل إسقاط الحكومة، وتأسيس حكومة انتقالية تستردّ المال العام المنهوب، وتحاكم كل الفاسدين، وتدعو الى انتخابات نيابية مبكرة على أساس النسبية وخارج القيد الطائفي».

ووجّه المعتصمون تحية الى ساحات طرابلس والنبطية وبيروت والى كل ساحات الانتفاضة الشعبية، رافضين أي تدخّل سياسي وأي مظاهر تُسيء الى الانتفاضة وأهدافها.

في المقابل، سجّلت مناشدات من النقابات المعنية لفتح الطرق، ولَو جزئياً، من أجل نقل المواد الأساسية الحياتية، كالطحين والمحروقات والادوية، مع تسجيل احتكار التجار للبضائع وقيامهم برفع أسعار المواد الغذائية بحجّة عدم توافرها ولازدياد الطلب عليها، كالمواد الغذائية والدخان والتنباك، وبطاقات تشريج خطوط الهواتف الخلوية وغيرها.