IMLebanon

أمين عام “الحزب”: 200 ألف تظاهروا فقط.. والشتائم معيبة!

أوضح الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله أن “عندما قلت للمتظاهرين إن مطالبهم محقة ويجب أن يحذروا من أن يركب موجتهم أحد ومن حقهم أن يبحثوا عن أموال الممول إذا ما كان هناك من يمولهم، بعد دقائق العديد من المراسلين قال للناس إن السيد قال عنكم عملاء سفارات وتمولكم سفارات وأنا لم أقل هكذا”.

وقال نصرالله، في كلمة في ذكرى أسبوع العلامة السيد جعفر مرتضى في مجمع المجتبى: “بعد مضي أسبوعين على بدء الاحتجاجات وما حصل فيها من أحداث أود أن ألفت اللبنانيين إلى أنهم تجنبوا الوقوع في ما كان يخطط له البعض من الذهاب إلى الفوضى أو الصدام الكبير في الشارع وصولا إلى الاقتتال الداخلي”.

وأضاف: “المعلومات تؤكد أن كان هناك من يدفع باتجاه الفوضى، والكم الهائل من الشتائم المعيبة الذي حصل في الاحتجاجات لم يكن عفويا بل كان موجها، ويدان الشاتم وبعض وسائل الإعلام الذي فتح الهواء مباشرةً لكل شتم وتعرض للكرامات والأعراض بل كان بعضها يحرض على ذلك”.

وجزم نصرالله بأن “بعض من دفع إلى الشتم كان يريد استدعاء الشوارع الأخرى من أجل الفوضى والصدام والاقتتال الداخلي، وجميعنا يعرف أن الكل في لبنان لديه سلاح وليس المقاومة فقط”.

ورأى أن “من العناصر التي كانت تدفع إلى الفوضى والصدام قطع الطرقات وإقامة الحواجز وإذلال المواطنين وأخذ الخوات والتعرض للمواطنين ومراسلي القنوات التلفزيونية، وقطع الطرق استهدف طريق الجنوب بشكل أساسي”، معتبرا أن “الكلام عن مليون ومليوني متظاهر في الشارع غير علمي، يمكننا القول مئة ألف أو مئتي ألف”.

وإذ لفت نصرالله إلى “حصول خروقات في الحراك وحصول ردات فعل وخروج بعض الأمور عن السيطرة”، قال: “إنها أحداث محدودة أمام مشهد كبير ومهم وإيجابي جدا وهو مشهد الانضباط والالتزام وعدم الخضوع للمشاعر”.

وتابع: “من يريد أن يواصل العمل الاحتجاجي فهذا حقه الطبيعي والصحيح ونحن نقدّر ونحترم أهدافه الوطنية بخلاف راكبي موجة الحراك، ولكن عليهم أن ينزّهوا منصاتهم وخطاباتهم، كما على وسائل الإعلام عدم نقل الشتائم والسباب لأن ذلك ليس صوت الناس”.

وشدد على أن “كل من يريد الفوضى والصدام بين الشوارع وبين القوى السياسية وقواعدها وكل من يريد أن يدفع إلى الاقتتال الداخلي يجب أن نواجهه بالصبر وألّا نحقق رغبته بالرضوخ إلى أهدافه”، معتبرا أن “اليوم لا يجوز أن يدفع أحد باتجاه حراك لديه عناوين طائفية، بل يجب أن نبني على الحراك الذي كان عابرا للطوائف وتميز بالوطنية”.

وأشار نصرالله إلى أن “كل همنا خلال الأسبوعين الماضيين كان وما زال، مع التقدير والاحترام لكل المطالب الشعبية المحقة، منع إسقاط البلد في الفراغ والفوضى، خاصةً أمام راكبي الموجة”، لافتا إلى أن “من كان يريد إسقاط العهد والحكومة والمجلس النيابي غير قادر على تعبئة هذا الفراغ، ولم يستطع تشكيل وفد لمناقشة المطالب وتأمين البدائل، فيما نحن لم نركب الموجة ولم نرفع شعارات مضللة وأخذ “الحزب” بصدره هذه المسؤولية لمنع انهيار البلد”.

وقال نصرالله: “خلال السنوات الماضية كان هناك من يطلق على الحكومات المتعاقبة بأنها حكومات “حزب الله” وهي لم تكن كذلك على الإطلاق، كما أن “حزب الله” لم يكن العنصر الأقوى في الحكومات”، مؤكدا أن “في كل الحكومات كانت تؤخذ قرارات لم نوافق عليها لكن لم نستطع أن نفعل شيئا”.

واعتبر أن “الإصرار على تسمية الحكومات حكومات “حزب الله” فهو لاستدراج العداء من الخارج على الحكومة كما إلى تحميل “الحزب” ضريبة أي فشل”، موضحا أن “عندما قلنا إننا لا نؤيد استقالة الحكومة ليس لأنها حكومتنا، ونحن لسنا خائفين على أنفسنا لأن المقاومة قوية جدا ولم يكن ثمة وقت من قبل كانت المقاومة بهذه القوة، وإذا أبدينا قلقا أو خشية فهو على البلد وناسنا وليس على أنفسنا”. وأضاف: “حتى لو وصلت الدولة إلى مرحلة اقتصادية حيث لم تستطع أن تدفع الرواتب، فالمقاومة ستظل قادرة على دفع الرواتب”.

كما أوضح نصرالله أن “كنا نقول إننا لا نؤيد استقالة الحكومة وإنه يجب أن نصغي إلى الحراك الشعبي الحقيقي، والصدمة الإيجابية التي كان من المفترض أن تقدم إلى الناس فهي اجتماع الحكومة في وضع طارئ مع بقاء الأشخاص في الطرقات لإقرار قوانين لاستعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد وقانون العفو العام وغيرها”.

وتابع: “كنا نعتقد أن الذهاب إلى تعديل حكومي كان سيزيد مشاعر الغضب والاحتجاج في الشارع، أما عن استقالة الحكومة فكنا نقول إننا نخاف من أن يذهب بنا هذا الخيار إلى الفراغ وتعطيل الحكومة وليس تمسكا بحكومة “حزب الله” وخوفا على أنفسنا”.

ولفت نصرالله إلى أن “مع استقالة الحكومة ورقة الإصلاحات تجمدت ولم يعد من الممكن إقرار القوانين والإصلاحات المطلوبة، ولست متأكدا من أن المجلس النيابي سيستطيع إقرار موازنة 2020″، مضيفا: “من المفترض في الأيام القليلة المقبلة حصول تكليف وبعده يجب أن يتعاون اللبنانيون من أجل التأليف وتضييق مرحلة تصريف الأعمال، وهو جانب من الفراغ الذي تحدثنا عنه”.

ومضى قائلا: “اليوم مسؤولية اللبنانيين جميعا، حزبيا وشعبيا، أن يدفع باتجاه ألّا يكون هناك فراغ في السلطة وأن تشكّل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن، وهذه الحكومة الجديدة التي نطالب بتشكيلها ندعوها من الآن إلى الإصغاء إلى مطالب المتظاهرين الحقيقيين”.

ورأى أن “على الحكومة الجديدة أن يكون عنوانها الحقيقي استعادة الثقة بين الشعب والسلطة، لأن إذا كانت هذه الثقة مفقودة فلن تستطيع هذه الحكومة الجديدة إنجاز شيء، لذا عليها أن تقدّم كل العناصر التي توحي بالثقة”، متابعا: “على الحكومة الجديدة ألّا تعمل ببطء فالوقت الاقتصادي والمالي ضيق كما صدور الناس ضاقت، لذا على الحكومة أن تعمل ليلا نهارا، وأن تعمل بشفافية”.

وأشار نصرالله إلى أن “عند بدء الحراك جميع من في سلطة قال إن المطالب التي تطلق في الشارع كانت مطالبه، لكن إذا كانت هذه مطالب جميع من في السلطة فلماذا لم تتحقق؟ هناك من هو غير صادق”، وقال: “فرض الضرائب في الداخل والحديث ضد الضرائب في الخارج دليل على عدم الشفافية، والشفافية هي أساس الثقة، فلا يجوز أن يقال إن هناك فسادا لكن ليس هناك فاسد”.

ودعا إلى “الحوار والتواصل بين جميع الكتل السياسية والممثلين الصادقين عن الحراك، فنحن لسنا مع القطيعة إذ ما حصل خلال الأسبوعين ترك جروحا نفسية لكن يجب تخطي هذه الجروح وعلى الجميع أن يعمل من أجل البلد”.

وادعى أن “لا أحد يصدق أن للأميركيين دور المنقذ فدورهم تعطيلي في الوضع اللبناني، والأميركي يسد الأفاق أمام اللبنانيين لإصلاح وضعهم الاقتصادي”، جازما بأن “اللبنانيين إذا مارسوا سيادتهم الحقيقية وعملوا بما تقتضي مصالحهم الحقيقية بعيدا عن الإملاءات الأميركية فلدينا من القدرات والإمكانات ما يساعدهم على الخروج من هذا المأزق الاقتصادي وتطوير أوضاعهم نحو الأفضل”.

على صعيد آخر، قال نصرالله: “ما حصل الخميس في الجنوب من تصدي مجاهدي المقاومة لمسيرة إسرائيلية أمر طبيعي وهذه ليست حادثة منفصلة ومن يوم العدوان على الضاحية الجنوبية وأعلنا أننا نسير في مسار والهدف هو تنظيف الأجواء اللبنانية من الخروقات الإسرائيلية”.

وختم: “موضوع المسيرة الاسرائيلية الخميس منفصل ولا علاقة له بالتطورات الداخلية اللبنانية، والمقاومة تعمل بمعزل عن كل التطورات الداخلية والإقليمية”.