IMLebanon

بعلبك تعمل نهاراً وترفع الصوت ليلاً

كتب عيسى يحيى في صحيفة “الجمهورية”:

“قوم تحرك يا شعبي كسّر هالصمت اللي فيك»، على وقع هذه الأغنية الثورية يتوجّه العشرات من شباب وشابات بعلبك إلى شركائهم في المدينة، علّ الحماسة والانتفاضة على واقعهم تدفعهم الى المشاركة وزيادة عديدهم الذي بات يقتصر يومياً على عدد معيّن من الوجوه التي لم تكلّ أو تملّ منذ اليوم الأول للثورة.

كسرَ حاجز الصمت هؤلاء الشبان ورفعوا أصواتهم في وجه الحرمان الذي طاول مدينة بعلبك والهرمل على مرّ سنوات، ولم تثنهم كلّ الدعوات المطالبة بوقف تحرّكهم أو الاستعراضات التي تمرّ أمامهم يومياً، وأصبحت ساحة المطران مقابل القلعة وجهتهم الدائمة، يتوجهون إليها عند الرابعة كلّ يوم ليستمرّ التجمع حتى ساعات المساء دون تسجيل قطع طرق أو ما شابه، وسط انتشار أمني لعناصر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، فيما سجلت حركة طبيعية في بعلبك اليوم واستمرت المدارس في برنامجها الدراسي ، وفتحت الإدارات الرسمية أبوابها أمام المواطنين.

واليوم وعلى الموعد المحدّد عند الرابعة عصراً بدأ أبناء مدينة بعلبك بالتجمع في الساحة رافعين الأعلام اللبنانية ولافتات دوّن عليها المتظاهرون مطالبهم المتمثلة بأبسط الحقوق المدنية والمعيشية التي ينادي بها اللبنانيون ككلّ، تحت خيمة شيّدها المعتصمون على نفقتهم الخاصة، وعلى وقع الأغاني الوطنية والثورية علت الأصوات المطالبة برحيل النظام السياسي الفاسد والاستعاضة عنه بحكومة جديدة تحضّر لانتخابات نيابية مبكرة ينبثق منها مجلس نيابي من رحم الشعب يكون للحراك الذي بدأ منذ أسابيع في لبنان ممثلون فيه.

ومن ساحة المطران وعبر وسائل التواصل الاجتماعي دعا المعتصمون أبناء المدينة من معلمي بناء، وأصحاب مصالح ومهن مشاركة أبناء مدينتهم في رفع الصوت حيث الفرصة مواتية اليوم، ولاسيّما أن أبناء المدينة أقاموا اعتصامات مراراً وتكراراً تطالب بالأمن والإنماء، ووجّهت الدعوة لإقامة مسيرة شموع تنطلق من ساحة المطران إلى ساحة السراي وسط سوق المدينة لرفع الصوت والمطالبة برفع الغبن والحرمان عن بعلبك وأهلها.