IMLebanon

فرنسا تضغط لتأليف حكومة متجانسة مع متطلبات الحراك

كتب أنطوان غطاس صعب في صحيفة “اللواء”:

بدأت عملية شد الحبال قبل اللجوء إلى حسم خيار التكليف من خلال الرسائل السياسية المتعددة والتي سُجلت من بعبدا إلى ساحات الشهداء ورياض الصلح وطرابلس عبر الشوارع والساحات وحيث بلغت ذروتها، في وقت أن كل المعلومات تؤكد أن التكليف قد يكون محسوماً وبات في لمساته الأخيرة لتظهيره خلال الاستشارات النيابية الملزمة، ولكن العقبة والخلافات ستبرز على خط التأليف إذ هناك أجواء حول سلسلة اقتراحات وصيغ يتم التداول بها، ولكن يمكن القول أن ليس هناك من شيء محسوم حتى الساعة لأن الضغط في الشارع مستمر والخلافات قائمة وليس هناك ما يوحي بأن تشكيل الحكومة سيكون في وقت قريب، فالاتصالات جارية على قدم وساق وثمة لقاءات تحصل بعيداً عن الإعلام والأضواء في أكثر من مقر رئاسي لا سيما في بيت الوسط حيث يكثف رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري من لقاءاته واتصالاته مع المعنيين، وبمعى آخر لا يمكن «سلق» المرحلة أو التأليف على اعتبار أن الوضع في الشارع فرض نفسه أمام أي حل مرتقب لا يرضي هذه الجماهير التي قالت كلمتها وبات من الضرورة أن تلجأ الطبقة السياسية إلى خياراتها وما طالبت به.

وفي المقابل، تشير أكثر من جهة سياسية إلى أن الدور الفرنسي في سياق الدعم الخارجي للبنان قد يكون الأبرز في هذه المرحلة، الأمر الذي عبّر عنه وزير الخارجية الفرنسي، إلى سلسلة مواقف صدرت من أكثر من مسؤول في باريس وفحوى ذلك ضرورة تشكيل حكومة تحظى بقبول ودعم الذين تظاهروا في الشارع لا سيما وأن هناك استحقاقات مهمة للبنان وتحديداً على الصعيد المالي والاقتصادي لا سيما مؤتمر سيدر والدول المانحة وسواهما من المؤتمرات التي سبق وعُقدت في بروكسيل إلى أبو ظبي، إذ لا يمكن أن يكون هذا الدعم فاعلاً أو تنفَذ هذه الالتزامات في حال لم تأتِ الحكومة المرتقبة متجانسة مع متطلبات الشعب والحراك الذي يحصل في الشوارع والساحات لأن هناك تقارير كثيرة تُرفع من السفارات الغربية لحكوماتها تُظهر كل ما يحصل وبالتفاصيل إن على مستوى الموقف السياسي وما جرى في الساحات، وهذا ما تأخذه هذه الدول بعين الاعتبار لأنها تدرك وفق أنظمتها الديمقراطية أهمية الاستماع إلى المتظاهرين والمعتصمين.

وأخيراً، فإن هذا الأسبوع سيكون حاسماً على غير صعيد وتحديداً حول التكليف وتظهير صورة التأليف، وهنا الأهمية لتلبية مطالب الشارع، إنما يبقى وفق المعلومات أنه ليس في الأفق حتى الآن أي حلول أو أي صيغة نهائية لهذه المسألة.