IMLebanon

السنيورة: عون ما زال يتحدث لغة لا يفهمها الشباب

قال الرئيس فؤاد السنيورة، في حديث تلفزيوني، عن الاوضاع الراهنة في لبنان وتصوره للخروج من المأزق، ان “رئيس الجمهورية ما زال يتحدث لغة لا يفهمها أولئك الشباب، لا بل وأكثر من ذلك، فإنّ فخامة الرئيس يتصرف وكأنه ينتمي إلى عهد مضى، أي إلى ما قبل اتفاق الطائف لأن الدستور تعدلت نصوصه بعد اتفاق الطائف وأصبحت مختلفة عما كانت عليه قبل الطائف”.

واعلن ان “لبنان يعاني أزمة خانقة، وهي ليست وليدة السنوات الثلاث الماضية وان كانت قد تفاقمت كثيرا خلال هذه السنوات الثلاث. في الواقع هي وليدة استعصاء طويل مارسته القوى الحزبية المسيطرة في لبنان والتي هي، في معظمها، أحزاب طائفية ومذهبية وميليشيوية مارست الامتناع عن الموافقة على القيام بالإصلاحات الضرورية واللازمة من أجل استنهاض الاقتصاد اللبناني”.

ولفت الى انه “بسبب امتناع الرئيس عن إجراء الاستشارات، هذا الامر أصبح يتعدى الأمور الدستورية ويصل إلى المس بالاستقرار المعيشي للبنانيين بسبب دقة الأوضاع الاقتصادية والمالية وحراجتها”.

وعن الإنتفاضة الشعبية، أشار الى أن “هذه الانتفاضة في لبنان قد حققت إنجازا أساسيا بقيامها بازالة التزوير الذي حصل على اللبنانيين بأن صوَّرهم وجعلهم قبائل كل فريق منهم في مربعه الطائفي أو المذهبي. إلا أنهم جميعا، وبعد هذه الانتفاضة، ظهروا على حقيقتهم يجمعهم العيش المشترك وأنهم متشاركون في الوجع وفي الآمال وهم يطالبون الآن أن تكون لديهم دولة مدنية تستطيع ان تدير شؤونهم العامة بكفاية وجدارة وبحوكمة صحيحة. لذلك فهم ثاروا على تلك الممارسات التي تقوم بها المجموعات الحزبية والتي فرقت وباعدت بين اللبنانيين ووضعتهم في ساحات منفصلة ومتخاصمة وأدت إلى هدر الطاقات والأموال وبالتالي أساءت إليهم من خلال إساءة إدارة الشأن العام.”

وقال: “ولقد قدم الرئيس سعد الحريري استقالة حكومته تجاوبا مع مطالب المتظاهرين الذين طالبوا باستقالتها وتأليف حكومة جديدة. ولقد تشاور الحريري قبل ذلك وحاول مع فخامة الرئيس ان يتفاهم وإياه، وكذلك مع رئيس مجلس النواب لكي يتوصلوا إلى تفاهم في شأن طبيعة الحكومة الجديدة التي تلبي ما يطلبه المتظاهرون وهي ان تتألَّف حكومة غير حزبية مستقلة وغير منصاعة لضغوط الأحزاب وان يتمتع أعضاؤها بالكفاية والجدارة والمسؤولية والخبرة والنزاهة. هذا الأمر لم يتحقق قبل استقالة الرئيس الحريري، وهو للأسف أيضا لم يتحقق بعد بالرغم انه قد مضى الآن أسبوعان على استقالة الحكومة. وهذا أمر مقلق لأن لبنان تتولى أمره الآن حكومة تصريف الأعمال غير مسؤولة واستمرار الحال على ما هي عليه الآن يؤدي إلى مضاعفة المشكلات والقلق لدى اللبنانيين.”