IMLebanon

“أحد الشهداء” يستنهض المنتفضين

شهد وسط بيروت في ساحتي الشهداء ورياض الصلح في اليوم الـ32 لانطلاق ثورة 17 تشرين الأول تظاهرة حاشدة دعا إليها الثوار تحت عنوان «أحد الشهداء»، في مشهد عابر للطوائف والمناطق، وموحّد للساحات، ومتمسّك بمطلب رحيل الطبقة السياسية بلا استثناء، وتكريماً لـ«شهداء الثورة».

لبّى الآلاف النداء، حاملين العلم اللبناني، ومردّدين الهتافات التي تدعو إلى محاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة، وإلى تشكيل حكومة تعبّرعن رؤيتهم، وهي حكومة اختصاصيين مستقلة وكفيّة، تكون أولى مهماتها إعادة الثقة لدى المجتمعين المحلي والدولي، والتحضير لانتخابات نيابية مبكرة.

شهدت الساحتان توافداً كبيراً للثوار من المناطق اللبنانية كافة، رافضين كل الادّعاءات والتحذيرات التي تُروّج على مواقع التواصل و«الواتساب» عن وجود شيء يُحضّر لضرب الحراك في بيروت.

ويعتبر الثوار أنّه بعد مرور شهر كامل على الانتفاضة الشعبية وفشل كل مساعي السلطة للالتفاف على مطالب المتظاهرين، هناك مرحلة جديدة من التحدّيات، والوضع في حاجة إلى حنكة وحذر شديدين.

هذا، ورفع بعض المحتجين العلم الفلسطيني تحيّة إلى غزة التي تعرّضت لقصف اسرائيلي.

وكانت نُظّمت خلال النهار مسيرات جابت شوارع بيروت، وتجمعات حيث رسم ناشطون لوحات تعبيرية، وأقيمت حفلات موسيقية.

وفي «الزيتونة باي» تجمّع عدد من المحتجين وقاموا بأنشطة عدة.

ومن أمام حديقة مبنى «الاسكوا»، نظّمت لجنة أهالي المفقودين تحرّكاً للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهم، ولتشكيل هيئة وطنية مستقلة تتولّى الكشف عن مصير المفقودين قسراً وتطبيق القانون الذي يتعلق بهذا الأمر.

وفي بعبدا، وقفة من نوع آخر، نفّذها العسكريون المتقاعدون والعسكريون الجرحى أمام سراي بعبدا، تضامناً مع الجيش، واستنكاراً لما تعرّض له في عدد من المناطق.

جونية

تحوّل ملعب فؤاد شهاب إلى نقطة مركزية تجمع الزوق وجبيل وكسروان على غرار «ساحة النور» في طرابلس. وشهدت توافد الكثير من المواطنين.

الشمال

تتواصل في «عروس الثورة» – طرابلس، التحرّكات الشعبية، كذلك المسيرات الشعبية والطالبية. وتجمّع المحتجون في «ساحة النور» للتعبير عن مواقفهم السياسية وعن أوضاعهم الإقتصادية، وللمشاركة في الفعاليات المسائية التي تقيمها الجمعيات الأهلية والمنتديات الثقافية والهيئات النقابية في الخيم المنتشرة على جوانب الساحة.

وتمحورت مطالب المشاركين وهتافاتهم على تأليف «حكومة انتقالية تواكب مطالب التحرّك الشعبي وتمنع التدهور المتفاقم على المستوى السياسي والإقتصادي». وقد ضاعف الجيش اجراءاته وانتشار عناصره في محيط الساحة وعلى المسارب المؤدية إليها.

أمّا الطرق فهي سالكة باستثناء الاوتوستراد الدولي عند نقطة البالما ومسارب «ساحة النور» وطريق البحصاص التي اقفلها المتظاهرون، مقابل سعي متواصل لعناصر الجيش لفتحها.

الجنوب

مرج بسري أخذ جزءاً من المشهد الثوروي، حيث تجمّع عدد من الناشطين البيئيين وابناء منطقتي جزين والشوف، بعدما نجحوا في ازالة الابواب التي اقامها المتعهدون وكرّروا رفضهم إنشاء السد. وطالبوا بأن يكون مرج بسري محمية طبيعية، ودعوا المتعهد الى إخراج معداته فوراً.

والتزمت صيدا تلبية نداء «أحد الشهداء» فشهدت تجمع الآلاف في «ساحة ايليا» يهتفون بالوفاء لدماء «شهداء الثورة» الذين سقطوا وكل الذين تعرّضوا للاعتقال والتعذيب، متمسّكين برحيل السلطة السياسية «كلن يعني كلّن». ولم يُسجل أي قطع للطرق.

وفي النبطية، نظّم حراك كفررمان، مسيرة نسائية انطلقت من خيمة الإعتصام تقدّمها عدد من النسوة اللواتي طالبن بضمانات اجتماعية وصحية وضمان الأمومة والطفولة والشيخوخة.

وفي حاصبيا، تجمّع عدد كبير من أبناء بلدة حاصبيا والمنطقة، عند نقطة سوق الخان لمناسبة مرور شهر على انطلاق الحراك الشعبي، تحت عنوان «لا ملل لا كلل لأجل لبنان العظيم».

البقاع

اطلقت سعدنايل وتعلبايا صرختمها الثورية في حفل وطني شعبي احتضن الآلاف من البقاعيين في سعدنايل، دعماً للجيش اللبناني.

وكانت مدينة زحلة شاركت في الوقفة الثورية الداعمة للجيش، حيث توافد الى ساحتها المئات من الزحليين الذين تجمعوا عند المستديرة وانطلقوا الى ساحة الاحتفال. وعادت الحياة الى طبيعتها في مدينة زحلة وقرى القضاء بعد أن أُعيد فتح الطرق.

وفي بعلبك، انطلقت المسيرات من ساحة الفاكهة، الى «ساحة الحرية» في الزيتون، حيث وصل «قطار الثورة» ورافقه المنتفضون في البلدات سيراً على الاقدام.

الاغتراب

وكانت للاغتراب وقفة تضامنية مع الانتفاضة، إذ أقام آل أبو فخر في لبنان والمهجر ورفاقه وأصدقاؤه والرابطة الدرزية في سيدني، وقفة تأبينية لروحه في بيت الرابطة الدرزية في غليفررد غرب سيدني.

وانتشرت على «الواتساب» دعوات لبدء تنفيذ خطة «صفر موارد للسلطة» كوسيلة للضغط والتصعيد، وتتلخص بالامتناع عن دفع أي مبالغ مالية تعود الى خزينة الدولة، وقطع الطرق الحيوية، وإقفال المدراس والجامعات والمرافق العامة والمؤسسات الحكومية، ومحلات الصيرفة والمصارف، وذلك ابتداء من اليوم.