IMLebanon

المواقف انكشفت… ماذا تحمل الساعات المقبلة؟

كتب رولان خاطر في صحيفة “الجمهورية”:

ليس واضحاً أنّ مستجدات الساعات الأخيرة قد تحمل حكومة جديدة للبنان، فعلى ما يبدو أنّ أطراف السلطة يغرّدون خارج سياق الأحداث، ويفاوضون ويشكلون وكأنّ لا انتفاضة حصلت، ولا شعباً يريد تغيير رموز الفساد، الذين قد يطلّون بوجوه جديدة.

وفي وقت ينتظر المراقبون إسقاط أي حكومة لا تلبّي مطالب انتفاضة 17 تشرين في الشارع، طرح كلام الرئيس سعد الحريري علامات استفهام، وكذلك كلام جبران باسيل الى وليد جنبلاط.

فالحريري أعلن تغطية سمير الخطيب لرئاسة الحكومة سُنياً، بموافقته الايجابية على ترؤسه الحكومة الجديدة، وهو أمر يرضي «حزب الله». وفي انتظار عملية التأليف والأسماء التي قد تطرح لتكون في قلب التشكيلة، حيث هناك حذر ممّا سمّي «مناورة سياسية» يعتمدها الحريري، طرح «التيار» ما سمّاها «شروط النجاح» لأي حكومة مقبلة، وكأنه ينتظر الأسماء ليتخذ الموقف المناسب من الحكومة الجديدة.

وفيما قرأ البعض في كلام رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط تسمية النخبة من الطائفة الدرزية لأيّ حكومة على أنه مشاركة غير مباشرة في الحكومة، وبالتالي، وكأنه ناقضَ قراره السابق الذي أعلن عدم المشاركة في أي حكومة جديدة، أكدت مصادر الاشتراكي لصحيفة «الجمهورية» أنّ الحزب يعتبر أنه ما دامت هناك حصة للدروز في أي حكومة، فهناك مروحة من الأسماء الكفوءة من هذه الطائفة الكريمة وتمتلك كفاءات علمية معروفة يمكن الاختيار منها».

واضافت المصادر: «لو أردنا المشاركة الفعلية والمباشرة لكنّا طرحنا أسماء محددة، لكن لا تمثيل مباشراً، والصيغة تختلف، وستكون هناك خيارات متنوعة يمكن الاختيار منها. وفي انتظار الاتفاق على سمير الخطيب أم لا وفي ضوء الدعوة الى الاستشارات، يحدد الموقف النهائي».

من جهتها، حذرت مصادر «القوات اللبنانية» من تشكيل حكومة تكنو-سياسية لأنها ستقود لبنان نحو الانهيار الشامل، وقالت: «حذّرنا سابقاً اننا في حاجة الى حكومة اختصاصيين مستقلين في 2 ايلول، ولو تم الأخذ بما طرحناه لَما وصلت الأمور الى ما وصلت اليه. وبالتالي، «القوات» غير معنية بتشكيل أي حكومة خارج إطار حكومة اختصاصيين مستقلين، ومن يريد ان يشكّل حكومة تكنو-سياسية عليه ان يتحمل مسؤولية انزلاق لبنان نحو الانهيار الشامل».

وأضافت: «أي حكومة تقليدية تساهم بتسريع الكارثة التي نحن فيها. وبالنسبة لنا المرحلة الحالية لا تحتمل الّا خريطة طريق واحدة، وهي تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين. ونحن متمسكون بهذا الموقف لأنه لا يمكن إنقاذ الواقع المالي الاقتصادي الكارثي الذي يمر به لبنان الّا من خلال هكذا حكومة».

وتابعت: «خارج هذا الكلام يعني انّ الأطراف السياسية ما زالت لم تستوعب حجم الازمة الاقتصادية الموجودة في البلد، وما زالت تبحث عن امور خارج اللحظة، وخارج سياق اللحظة التاريخية، وتبدّي دورها داخل السلطة ومشاركتها على حساب اللحظة القائمة، والتي لا يمكن ان تكون إلّا من خلال حكومة إنقاذية تتجاوب وتطلعات الشعب اللبناني من أجل أن يخرج من الشارع، وتشكّل مدخلاً لإعادة الثقة بالداخل والخارج، وتستجلب ايرادات سريعة لتنشل الواقع المالي من الكارثة».

مصادر «التيار الوطني الحرّ» قالت لـ«الجمهورية إنّ كلام باسيل كان واضحاً لجهة تسهيل ولادة الحكومة، وعدم اتهام «التيار» بأنه يضع شروطاً للعرقلة، خصوصاً انّ الجميع يشعرون بحجم الخطر الذي يُحدق بالوضع المالي والاقتصادي، وضرورة تأمين مطالب الناس وخصوصاً من نزلوا الى الشوارع، وفي طليعة هذه المطالب مكافحة الفساد.

ورأت المصادر أنه يمكن لحكومة أن تنجح من دون مشاركة «التيار» فيها اذا لبّت الشروط التي وضعها لجهة مكافحة الفساد، ووضع الخطط الانقاذية اللازمة.

واشارت إلى أنه «في حال الاتفاق على سمير الخطيب لتولّي رئاسة الحكومة، فـ»التيار» سيراقب الأسماء التي ستكون مطروحة ضمن التشكيلة، فإذا كانت هناك أسماء مستفزّة يعتبرها «التيار» على أنها تشكل عنواناً للفساد، فعندها لن يسكت». لكنّ المصادر قالت: «ما تقول فول الّا ليصير بالمكيول»، ونحن في الانتظار».

وفق هذه المعطيات، يترقّب الوسط السياسي توقيع رئيس الجمهورية أي تشكيلة حكومية مرتقبة، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، يترقّب ردة فعل الشارع من طرح حكومة أفضل أحوالها انها ستكون تكنو-سياسية، خصوصاً أنه بات له الكلمة الفصل في أيّ قرارات سياسية في البلد.