IMLebanon

عبد الساتر في ذكرى حبيقة: اختار الحقيقة ولم يخش الاستشهاد

ترأس راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر وعدد من كهنة الأبرشية والرعية، قداسا في الذكرى الثامنة عشرة لاستشهاد الوزير والنائب السابق إيلي حبيقة ورفاقه فارس سويدان، ديمتري عجرم ووليد زين، في كنيسة مارت تقلا-الحازمية، في حضور عائلات الشهداء وأصدقاء الراحل وعدد من الشخصيات.

وألقى عبد الساتر عظة قال فيها: “ماتت أجسادهم ووضعت في قبر ولكن قصتهم لم تنته. ظن بعضهم أنه يستطيع تغييبهم بانفجار جبان لا يزال صداه يتردد في داخلنا حتى اليوم. ولكنه في الحقيقة أسهم، ومن حيث لا يدري، في طبع صورة شهدائنا في قلوب العديدين وتثبيت أصواتهم في مسامعهم وترسيخ قناعاتهم الوطنية في أفكارهم. ظن بعض الجهلة أنهم بالاغتيال يستطيعون إخفاء الحقيقة، وتزوير التاريخ” .

واضاف:”كيف أصف الياس حبيقة بكلمات قليلة؟ سأصفه بالرجل الذي عرف أن يقرأ علامات زمانه والتحولات في عالمه… هو الذي كان مقاتلا شرسا في زمن الحرب، عرف كيف يصير رجل سلام ويفاوض من كانوا أعداء ليصل وإياهم إلى اتفاق اعتقده سيوقف الموت عمن ائتمنوه على ذواتهم ومستقبلهم، ويحفظ لهم كرامتهم. هو الذي واجه ورفاقه الموت مرات ومرات عرف متى يتوقف عن القتال حقنا لدماء الإخوة. تحول من رجل حزبي يعمل لأجل حزبه إلى نائب ووزير في الدولة اللبنانية يعمل لأجل الجميع من دون تمييز ولأجل إنماء كل المناطق. الياس حبيقة كانت عنده الشجاعة ليتبدل ويتطور فيصير رجل دولة مسؤولا في زمانه، فنال ثقة ومحبة الكثيرين. الياس حبيقه كانت عنده البصيرة السياسية لينبه إلى بعض ما يصيبنا اليوم. الياس حبيقة اختار أن يقول الحقيقة ليدافع عمن اتهموا زورا. كان بإمكانه التراجع ليحفظ ذاته، ولكنه اختار التقدم في المواجهة ولم يخش الاستشهاد.”