IMLebanon

أسامة سعد: إننا أمام مؤشرات خطيرة لانفجار اجتماعي

أشار النائب أسامة سعد إلى أن “الشوارع والساحات والبيوت تشهد غضبًا شعبيًا عارمًا ضد الأوضاع، التي وصل إليها البلد، وضد الانهيارات المالية والاقتصادية، هذا الغضب الشعبي المكبوت تفجر في 17 تشرين الأول، وهو لا يزال مستمرًا منذ 4 أشهر حتى اليوم، والأساس فيه هم الشباب اللبنانيون، الذين يعبرون عن رفضهم لهذا الواقع، انتفضوا وثاروا مطالبين بمحاسبة كل من أوصل البلد إلى ما وصل إليه، من انهيارات سياسية واقتصادية ومالية”، معتبرًا أننا “أمام مؤشرات خطيرة لانفجار اجتماعي، وخطورة هذا الانفجار، أن لا قواعد له، وهو فوضوي وعشوائي، وبالتالي أي انفجار اجتماعي يؤدي إلى انهيارات على المستوى الأمني، وعلى قوى السلطة مجتمعة أن تتحمل مسؤولية هذا الانهيار، الناس لا يتحملون مسؤولية هذه الانهيارات، ولا كلفة معالجة هذه الانهيارات، الناس، وبخاصة الشباب، نزلوا إلى الشوارع يطالبون بالمحاسبة، ويطالبون بحقوقهم الأساسية؛ من صحة، وتعليم، وفرص عمل، وضمانات اجتماعية، ومسكن، وبالخدمات من كهرباء ومياه، وبالعيش الكريم وبالحرية، الشباب الذين نتكلم عنهم، همشوا بسبب هذا النظام، ولا يزالون مهمشين منذ سنوات وسنوات حتى يومنا هذا، ولا يوجد من ينظر إلى تطلعاتهم ويستمع لآمالهم وأحلامهم”.

وأكد، خلال عقد اللجنة المركزية لـ”التنظيم الشعبي الناصري” اجتماعًا تحضيريًا لـ”إحياء الذكرى 45 لاستشهاد المناضل معروف سعد”، في “مركز معروف سعد الثقافي” في صيدا، أن “هذا الغضب العارم الذي عبر عنه الشباب، هو غضب مشروع ومحق، فهم يطالبون بحقوقهم بعد أن دفعوا للبطالة والعوز والهجرة والتهميش، هم يطالبون بمستقبل لهم، كما يريدون بناء وطنهم والعيش فيه، لذا كفاكم سرقة ونهب وتفريط بحقوق الناس، الشباب يطالبون بالتغيير والمحاسبة وهذا حقهم، من حق الشباب أن ينتقلوا إلى واقع سياسي واجتماعي واقتصادي وثقافي وفكري جديد، لأن هذه الدولة التي نعيش فيها، لا تشبه الشباب بشيء، وهي خارج العصر وبعيدة عن تطلعات وأحلام الشباب”.

وقال: “كل المعاني التي نتكلم عنها، لا تغيب أبدًا عن المسيرة النضالية للشهيد معروف سعد، فهو كان دائما يطالب بالحقوق وبالتغيير، هذه المناسبة تطل في ظل هذه الأوضاع المتردية في لبنان، وفي ظل انتفاضة شعبية مشتعلة في الشارع، بالتأكيد نحن منذ اللحظة الأولى، كنا منحازين تماما إلى جانب هذه الانتفاضة، وإلى جانب ثورة الشباب، وهذا يعبر عن نهجنا الوطني والسياسي والاجتماعي المتواصل لسنوات وسنوات، تيارنا، تيار معروف سعد، وتنظيمنا، يجدون أنفسهم في هذا المكان، وهذا هو مكانهم الصحيح”.

وأضاف: “المناسبة هذه السنة، تعبر عن هذا التوجه وبقوة، لذلك التحضير لإحياء الذكرى والمسيرة، يجب أن يكون على قدم وساق، ويجب أن نرسل رسالة قوية، من خلالها نقول فيها إن هذا التيار مستمر في المواجهة من أجل التغيير. نحن لسنا بصدد إحياء ذكرى استشهاد معروف سعد فقط، بل نحن بصدد توجيه رسالة، مفادها أن هذا التيار مستمر بكل تصميم وقوة وعزيمة، حتى تحقيق الغايات الأساسية، وإحداث تغيير حقيقي في البلد، وهذا الخيار ليس صعبًا”.

وتابع: “يقولون إن النظام الطائفي في لبنان، من الصعب إسقاطه، ونحن نقول: لا شيء صعبًا أمام الإرادة الشعبية، هذه الانتفاضة عبرت عن هويتنا الوطنية، التي كنا دائما نتمسك بها، والناس نزلوا إلى الشوارع وشددوا على الهوية الوطنية، لا طائفية ولا فئوية ولا مذهبية ولا مناطقية، ذلك يعني أنهم يقفون على أرض صلبة تؤسس لتغيير حقيقي في البلد، التغيير الحقيقي في ظل هذه الظروف، ينطلق من أرض وطنية صلبة، وعلى قدر تمسكنا بوطنيتنا، نمضي على طريق التغيير، وعلى قدر الانحياز لحقوق الناس ومطالبهم، نعبر عن الإرادة الشعبية”.

وأردف: “هذه الذكرى هي مناسبة لرفع هذه المعاني وصولًا إلى تحقيق الأهداف وحلم التغيير، الذي رفعه الشهيد معروف سعد منذ الستينيات، وما قبل، عندما تأسست أول نقابة لعمال البساتين عام 1949. وعلى الرغم من التعثر في هذا المسار، إلا أننا اليوم، أمام فرصة تاريخية ليستعيد الشعب اللبناني حقه في دولة مدنية عصرية ديمقراطية منيعة مقاومة وعادلة”.

وتطرق سعد إلى التطورات الأخيرة، التي حصلت في لبنان، فقال: “لقد شهد لبنان تطورات مؤخرًا، وعلى أساسها تم تشكيل حكومة، لم نعطها الثقة لأسباب كنا قد ذكرناها مسبقًا. وقلنا إن هذه الحكومة لا تعبر عن إرادة التغيير، ولا رؤية لها في ما يتعلق بالملفات الاستراتيجية والمهمة، بالنسبة للشعب اللبناني، وهي ملفات يجب أن تعالج باعتماد مفاهيم وطنية، لا مفاهيم طائفية ومذهبية، ولا وفق إرادات ومطالب الأقوياء الإقليميين والدوليين، ومنها: الاستراتيجية الدفاعية والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، العلاقات اللبنانية السورية، أوضاع الإخوة النازحين في لبنان والإخوة اللاجئين الفلسطينيين وصفقة القرن ومشاريع تصفية القضية، ترسيم الحدود والغاز والنفط، هذه الملفات الحساسة التي لها أبعاد إقليمية، نحن قادرون على معالجتها وفق قواعد ومفاهيم وطنية، ونستطيع الوصول إلى حلول لها لمصلحة الاستقرار ومنعة لبنان، في مواجهة كل التحديات وأشكال التبعية والالتحاق بالقوى الإقليمية. هذه الحكومة بالنص الدستوري هي سلطة سياسية، ولكنها لا تمتلك قرارها في ملفات وطنية على هذه الدرجة من الحساسية، وفي حال حصل تطور بشأن هذه الملفات فمن يأخذ القرار؟ لقد حصل انهيار في التفاهمات، كما حصل صراع سياسي أخد أبعادا طائفية، وعلى ما يبدو أن هذه الحكومة ستكون جزءا من ذلك، ولا يمكن لها أن تكون عامل ضبط لأي تطور، أو أي نزاع سياسي قد يقع، وله أبعاد وخلفيات طائفية ومذهبية”.

ورأى أن “هناك أولويات لدى اللبنانيين، بما يخص الانهيار المالي والاقتصادي وتداعيات ذلك على المواطن، وأول خطوة قامت بها هذه الحكومة لدى مجيئها، هو طلب المساعدة التقنية من صندوق النقد الدولي، ومن المستغرب إقدامها على ذلك، في الوقت الذي يعرف الوزراء عن أنفسهم، بكونهم خبراء واختصاصيين، فلماذا يتوجهون إلى خبراء؟ من الواضح أن هذه الحكومة قد جاءت ببرنامج محضر لها سلفا، وقد تبنت موازنة لم تقم هي بتجهيزها، الناس في الشوراع والانتفاضة رفضت هذه الموازنة، كما رفضت الورقة المسماة إصلاحية، ورفضت “سيدر” وغيرها من الأمور، هذه الحكومة يجب أن تقوم بتحضير سياسات جديدة، لا أن تتبنى سياسات مقررة سلفا، ومخاطر هذه المعالجات المقترحة تزداد، لأنها ستعالج على حساب ضحايا الأزمات وهم الناس، وهنا تكمن الخطورة في ذهاب البلد باتجاه توترات وانفجارات اجتماعية، قد تؤدي إلى توترات أمنية وحوادث، والخطير أيضا، ما نسمعه اليوم على لسان كثيرين حول الأمن الغذائي، فماذا يعني الأمن الغذائي؟ يريدون إعادتنا إلى فكرة الكانتونات السخيفة والفاشلة، التي من شأنها أن تدمر البلاد، هناك كيانات كبيرة لا تستطيع حل أزماتها والعيش، فكيف لكانتونات أن تنجح بحل الأزمات؟”.

وفي الختام، دار حوار بين الحاضرين بخصوص فعاليات الذكرى، تخلله طرح عدد من الاقتراحات، ومن بينها تشكيل لجان عمل من أجل التحضير لإحيائها.