IMLebanon

هل وجدنا دواء – بل أدويةً – لكورونا؟

كتبت ماريانا معضاد في صحيفة “الجمهورية”:

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في بداية الأسبوع إنّ وتيرة انتشار جائحة كورونا تتسارَع. وأوضح أنّ العالم «قادر على تغيير مسار وباء كورونا»، مشدداً على أنه في حال «لم نعط الأولوية للطواقم الطبية فسيموت الكثير من الناس». وبما أنّ كورونا ينتشر كل يوم، فإنّ آخر اكتشاف هو علاج جديد لكورونا في هذا البلد، وبدء تجارب على دواء قديم في ذاك، وتحسّن وضع عدد من المرضى بعد أخذ دواء ما في ذلك البلد. تعرَّفوا معنا الى أهم الأدوية قيد التجربة والاستعمال حالياً لمعالجة فيروس كوفيد 19 في مختلف الدول والمختبرات.

أجرت جريدة «الجمهورية» مقابلة مع د. سهى كنج، البروفيسورة في الأمراض الجرثومية، ورئيسة قسم الأمراض الجرثومية ورئيسة برنامج مكافحة العدوى في الـAUB، التي قالت: «في علاج مرضى كوفيد ١٩، لا يحتاج الجميع إلى علاج بالأدوية، ويكتفي بعض المرضى بالباراسيتامول للتخفيف من ارتفاع الحرارة. أمّا في الحالات الأصعب، فيحتاج مرضى كوفيد 19، الذين يعانون عوارض أشد (متوسطة إلى شديدة)، إلى أدوية لمكافحة هذا المرض. والأدوية صنفان: صنف يعمل على الفيروس، وصنف يعمل على مناعة الجسم، أي كيفية تجاوب الجسم مع الفيروس، كما على تخفيف الالتهابات غير الجرثومية الناتجة عنه».

أ‌ – الأدوية التي تعمل على الفيروس:

  • دواء لمعالجة نقص المناعة المكتسبة:

أُجرِيَت دراسة على هذا الدواء نُشِرت في مجلة علمية مرموقة، وأظهرت أنه فعّال. لكنّ العلاج في هذه الدراسة بدأ في وقت متأخر، بمعدّل ١٢ يوماً بعد ظهور العوارض». وبرأي د. كنج «لمعرفة حقيقة فعالية هذا الدواء يجب إجراء دراسة يبدأ فيها العلاج في وقت أبكَر».

  • الكلوروكين: دواء يُستعمل لعلاج الملاريا وبعض أمراض الروماتيزم وبعض البكتيريا:

أجريت عدة دراسات على هذه المادة، منها دراسات في المختبر، أظهرت أنّ الكلوروكين يخفّف من تكاثر فيروس سارس، أي النسخة القديمة لفيروس كورونا الذي تفشّى في العام 2003. لذلك، تحمّس العلماء لاستعماله. تمّ جَمعه بأدوية أخرى في المختبر، وتبيّن أنّ المزيج فعّال جداً.

وشملت الدراسة، التي سمعنا بها جميعاً، إعطاء المرضى مادة الكلوروكين مع دواء آخر هو مضاد حيوي. وتجاوب المرضى 100 % مع المزيج». وبحسب د. كنج «يجب قراءة هذه الدراسة بالكثير من الدقة. فعدد المرضى فيها قليل جداً. كما لم يكن هناك مجموعة ضابطة، أي (control group). إذاً، تظهر الدراسة نتائج واعدة، ولكن ما يزال من المبكر جداً استباق النتائج».

ولفتت كنج الى أنّ «للدواء آثاراً جانبية. في الواقع، بدأت الآثار الجانبية تظهر على بعض المرضى الذين أخذوه من دون استشارة طبيب القلب، فعانوا خللاً في دقات القلب. ما يعني أنّ هذا الدواء قد لا يتحمّله جميع المرضى».

* ملاحظة: «كوفيد 19 هو فيروس، و90% من المرضى المصابين بفيروس ما تتحسّن حالتهم من دون أي علاج. لذا، يصعب التأكد من مدى فعالية الدواء. وأفضل طريقة لذلك هي إجراء دراسة على نطاق واسع مع مجموعة ضابطة.

  • Remdesivir: «أجريت دراسات في السابق بهدف علاج مرض الإيبولا، والسارس:

أجريت عليه دراسات مخبرية ودراسات صغيرة. وحالياً، يجري العلماء دراسات كبيرة للكشف عن احتمال فعاليته لمعالجة فيروس كوفيد 19».

  • favipiravir: «النتائج الأولية واعدة، ولكن لا يمكننا الاستعجال في الاستنتاجات بعد».
  • interferon: «يجري الأطباء تجارب حيث يمزجون interferon مع أدوية أخرى. وما زال من المبكر تأكيد أي نتائج إيجابية أو سلبية».

ب‌ – الأدوية التي تعمل على تجاوب الجسم مع الفيروس:

  • كورتيزول: لا فعالية.
  • (Tocilizumab (actemra: «يخفف الالتهابات الناتجة عن الفيروس. وتظهر الدراسات الصغيرة الأولية فعالية واعدة، علماً أنه أجريت دراسة على ٢١ مريضاً في حالة دقيقة، تحسّن وضعهم (عالج الدواء ارتفاع الحرارة، وخفّف حاجة المرضى إلى أوكسيجين)».
  • أوكسيد النيتريك: «إستُعمل لمعالجة مرض السارس في السابق. ويختبر العلماء فعاليته حالياً، ويبدو أنه واعد».
  • Colchicine: «هناك دراسات تجري في كندا، ولكن لم تستخلص النتائج بعد».
  • Passive immunization أي التحصين السلبي: «هي تقنية يأخذ فيها الأخصائيّون مصلاً من مريض سبق أن أُصيب بكورونا وشُفِي، ويعطونه للمريض الذي يُعالَج، فيكون في المصل مضادات حيوية ضد كورونا. وهذه التقنية قيد الدراسة حالياً».

وفي هذا السياق، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أنّ استخدام أدوية لم تخضع لتجارب كافية لعلاج الفيروس قد يُنعش «الآمال الكاذبة».