IMLebanon

جورج عون لأهالي الحدت: بادروا إلى مد يد الخير

وجه رئيس بلدية الحدت جورج ادوار عون نداء الى المواطنين، وقال: “من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه” من (سفر الأمثال 19:17)، “يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فإن الله به عليم” من (سورة البقرة 2 الآية 215).

أهلي وأحبائي.. أبناء الحدت الغالية وجميع الأعزاء المقيمين فيها. هي كارثة بشرية رهيبة وغير مسبوقة في تاريخنا البشري الحديث. دول العالم التي تباهت في تقدمها وتطورها الإجتماعي والعلمي والتكنولوجي وجدت نفسها شبه عاجزة أمام فيروس غير مرئي. الإصابات بمئات الآلاف والضحايا بعشرات الآلاف. مليارات من البشر لزموا بيوتهم وأخلوا الشوارع والمصانع والمطارات والمتاجر الكبرى وكأن العالم قد أطفأ محركاته”.

وأضاف: “ليس لبنان والحدت الغالية بإستثناء أو بمنأى عما يصيب العالم بأسره. التعبئة العامة والحجر الطوعي والإقفال وتوقف الأنشطة ومظاهر الحياة صارت واقعنا اليومي. الإلتزام بتدابير الوقاية، وإن كان سلاحنا الأقوى والأمضى في مواجهة الفيروس القاتل والإنتصار عليه، فإن لهذا الإلتزام نتائج وعواقب كارثية على العائلات الأكثر فقرا وعلى ذوي الدخل المحدود والمرضى وكل إنسان يعتمد على العمل اليومي لتحصيل لقمة عيشه، وهو ما أضيف الى حالة الإنهيار الإقتصادي والإجتماعي العام الذي سبق تفشي الفيروس وزاد في الفقر فقرا وفي العوز عوزا”.

وتابع: “رسالتي وندائي الى أهلي وأحبائي الحدتيين والأعزاء المقيمين. عدا عن أن سلامة وإنقاذ الأرواح تحظى بالأولوية، فإن التضامن الإجتماعي والإنساني هو وسيلتنا الأفعل في تحصين الإلتزام الجماعي. كيف لنا أن نطلب أو نفرض على فقير جائع أن يبقى في منزله ما لم ننهض ونبادر للمساعدة؟ كيف لإنسانيتنا وأخلاقنا وتعاليمنا الإلهية “مسيحيين ومسلمين” أن يسمحوا لنا بإشاحة نظرنا وضمائرنا عن الجائع والأرملة والمريض المحتاج ورب العائلة الحائر في تدبير لقمة عيش أطفاله؟ بلديتكم تقوم بما يمليه عليها الواجب والضمير، قدرها الله وكان في عونها لتلبية ما تستطيعه من حاجات في بلدة يتجاوز عدد سكانها الـ 120 ألفا. يبقى أن أملي في إنسانيتكم كبير. رجائي فيكم أن يكون البطل فيكم أكثر بطولة والكريم أكثر كرما والمحسن أكثر إحسانا والشفوق أكثر إشفاقا والرحوم أكثر رحمة والمتصدق أكثر تصدقا. الأخ أكثر أخوة لأخيه والجار أفضل جيرة لجاره والطيب الفاضل أكثر طيبة وفضلا. إنني أستصرخ ضمائركم، فكل مقتدر بينكم يعرف بحكم الجيرة واحدة من العائلات أو الأفراد المحتاجين. بادروا الى مد يد الخير والعطاء”.

وأردف: “أصحاب السوبرماركت ومحلات بيع المواد الغذائية، الصيدليات، أصحاب مولدات الكهرباء، الأطباء، مقدمو الخدمات وأصحاب الأبنية المؤجرة، أنتم أكثر إقتدارا من سواكم أناشدكم مناشدة خاصة أن تضحوا لأجل أحبائكم ومجتمعكم الأوسع، ليس أكثر ولا أقل مما يرضي ضمائركم، فلا تتأخروا في تقديم ما أنتم قادرون عليه، فهو عند الله فعل يحسبه لكم. الأثرياء وعلى قلتهم بيننا. هو الوقت قد حان لتقرضوا السماء، فلا تفوتوا الفرصة. أعطوا من مالكم مباشرة للمحتاجين. تبرعوا للجمعيات الخيرية التي تثقون بها. الكنيسة والكاهن والجامع والشيخ لو شئتم”.

وختم: “صلاتي ودعائي أضمهما الى صلاة ودعاء كل فرد منكم لأجل أن تكون أيام محنتنا معدودة، فينتهي هذا الكابوس ونعود الى حياتنا والى أن تحين هذه اللحظة، أعود وأرجوكم وأستحلفكم أن تلتزموا منازلكم وتتقيدوا قواعد التباعد الإجتماعي. غير ذلك فإننا نستنزف أبطالنا ومغاويرنا في الأطقم الطبية وفرق الإسعاف والقوى الأمنية والجهاز البلدي من شرطة وحراس، فكل مخالفة هي سكين في قلب هؤلاء. حماكم الله أفرادا وعائلات من كل شر ومكروه وأرانا وجوهكم الطيبة قريبا وقد زالت عنا هذه الغيمة السوداء”.