IMLebanon

تخفيض موازنة “اللبنانية” بشكل كبير.. وصرخة للأساتذة: لن نقبل بالاذلال

أكد رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر “أننا نعتصم ونضرب اليوم للمرة الألف منذ بداية مسيرة هذه الجامعة للدفاع عنها والمحافظة عليها. فهي أمانة في أعناقنا ولن نفرط بها كما فرط المسؤولون بالوطن. إن أعمدة لبنان الحقيقية هي الجامعة الوطنية والتعليم والجيش والقوى الأمنية والقضاء النزيه، لا مؤتمراتكم وأخاديعكم وترقيعاتكم.

أضاف في كلمة ألقاها في الاعتصام الذي نظمته الهيئة أمام الادارة المركزية: نعتصم اليوم لنوجه أسئلة محددة وصريحة وخطيرة إلى كل المسؤولين.

١- لماذا لم تنشأ خلية أزمة من أجل استقبال آلاف الطلاب الجدد في مطلع العام القادم. لن ينتقل هؤلاء إلى الجامعة اللبنانية حبا بها، إنما، وقبل ذلك، لأنكم رميتموهم في جحيم الفقر والعوز. هل جهزتم لاستيعابهم القاعات والأبنية والمختبرات والساحات الخضراء؟ هل رصدتم مساعدات للطلاب الأشد فقرا ومنعتم التسرب الجامعي؟ هل وفرتم الإنترنيت الواسع والسريع لضرورات البحث والتعليم عن بعد في ظل الأزمة الصحية؟ هل شعرتم بأولئك الطلاب الذين لم يتمكنوا لفقرهم من التعلم عن بعد؟ أتريدون خلق جيل من الشباب غير المتعلم وتدفعونه إلى البطالة أو الهجرة أو التطرف؟ هل هيئتم الأساتذة بالعدد الكافي ملاكا وتفرغا و تعاقدا وفق الكفاءة والشروط القانونية والشفافية؟

٢- هل لاحظتم بأن موازنة الجامعة، التي ما زالت نفسها منذ عدة سنوات بالليرة اللبنانية، قد انخفضت بسبب أزمتكم من ٢٨٠ مليون دولار إلى ٥٠ مليون دولار. ما يساوي أقل من تهرب ضريبي واحد. حتى الورق والمحابر باتت خارج المستطاع. لماذا تحصل كل المؤسسات التعليمية على المساعدات وتستثنى الجامعة الوطنية؟

٣- إلى متى سيبقى الأساتذة المتعاقدون الذين استوفوا الشروط ينتظرون التفرغ؟ لن نقبل باستمرار اضطهادهم وإذلالهم. لا نعرف أين أصبحت ملفاتهم وقد تعفنت من كثرة تنقلها. هل ستبقى رهينة المحاصصات والتدخلات السياسية والخلافات. لن نقبل بإقصاء أي مستحق كفوء لا ظهر له. لن نقبل بتوظيف أحد من خارج الجامعة أو خارج المعايير المعتمدة. لن نقبل بضرب الحق بالتفرغ لكل الزملاء الذين أتوا من خارج ملاك الجامعة، وقد اجتهدوا على أنفسهم وحصلوا شهاداتِهم و استوفوا الشروط.

٤- أين أصبح ملف الدخول إلى الملاك الذي يوفر بالمباشر أموالا على الخزينة؟ نريد فعلا أن نصدق بأنه قد ينتهي في غضون أيام. وبالمناسبة نطالب فورا الحكومة بإدخال المتفرغين المتقاعدين إلى الملاك. لن نرضى بأن يعامل كبارنا هكذا، بدون معاش تقاعدي ولا أمان صحي. كما نطالب باستعادة العمل بالآلية التي كانت تقضي بإدخال المتفرغ تلقائيا إلى الملاك عند تقاعده.

٥- لماذا تهملون الضمانات الاجتماعية لكل الناس؟ نحن من جهتنا، لن نقبل بالمس بصندوق التعاضد، لا بدمجه ولا بتقديماته وموازنته. لا بل نطالب السلطة بزيادة موازنته لتغطية جميع المتفرغين الجدد ومهما كان عددهم انطلاقا من الحاجة إليهم. لن نقبل بتخفيض العدد المطلوب بحجة ضعف موازنة صندوق التعاضد. وأيضا نطالب بدفع منح التعليم كاملة كما كانت.

٦- أين أصبح مجلس الجامعة الذي ما زلنا نرفض تغييبه ونطالب بعودته واستعادة صلاحياته واستقلاليته، على أن يتحمل أعضاؤه جميعا مسؤولياتهم في الحضور والمشاركة لحسن سير عمل الجامعة؟ نطالب بأن يطوى الخلاف حول آلية تعيين العمداء ضمن القوانين والحقوق. وأن يتم التعيين  سريعا.

٧- أين أصبحت الدرجات الثلاث لأجل عدالة الرواتب والتي اعترف المسؤولون مرارا بأحقيتها؟ لن نقول بأن مبلغها بات زهيدا لأنها حق سنبقى نناضل من أجله إلى أن يتحقق. و كذلك الخمس السنوات التي أقرها مجلس النواب ونطالبه بتثبيتها. إلى متى الحرمان من درجات الدكتوراه للذين تفرغوا بعد العام ١٩٩٨”.

وتابع: “جئنا اليوم لنقول للسلطة بأن الحكم استمرارية وعليها أن تنفذ الاتفاق الذي عقد مع الرابطة منذ أكثر من سنة. كفى مماطلة وتسويفا ووضع العراقيل ورمي المسؤوليات. كما نحذر بأن العام الجامعي القادم قد لا يبدأ طبيعيا لأن الجامعة اللبنانية خط أحمر وحل الأزمة يبدأ بتعزيزها؛ كما أن الأساتذة سئموا الوعود والتأجيل، وهم مستعدون للإضراب المفتوح حتى تحقيق التفرغ والملاك ومجلس الجامعة. وكل ذلك طبعا بالتزامن مع عدم المس بصندوق التعاضد و بالرواتب و بالمعاش التقاعدي”.

وختم: “إن معظم مطالبنا هذه هي من أجل الحفاظ على الجامعة الوطنية ومن خلالها على جيل الشباب وعلى الوطن. هذه المطالب هي كذلك من ضمن مطالب الشعب اللبناني بالعيش الكريم. لذلك نرى أنفسنا في قلب انتفاضته. وسنتقدم قريبا بمشروع سلسلة جديد وبتعويضات غلاء معيشة. وسنكون مع الناس ضد الغلاء والجوع ومع الحقوق البديهية كحرية التعبير والتعلم والطبابة والعمل وغيرها. لن نقبل بالأمر الواقع الذي فرضوه على الناس من جراء الأزمة التي سببوها. لن نقبل بأن ينتحر الفقراء أو يبحثوا في القمامة عن لقمة عيشهم. والنضال طويل ولن نستكين”.