IMLebanon

سفير لبنان لدى الفاتيكان: الكلام عن استدعاء حتّي إساءة كبيرة

اعتبر سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان فريد الياس الخازن أن “زيارة وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي الى إيطاليا كانت مهمة جدا، وكانت نتيجة للتواصل بين السفارة البابوية في لبنان وسفارة لبنان لدى الكرسي الرسولي كما جرت العادة”.

وأضاف، في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام”: “أريد التأكيد على أهمية التواصل الذي يحصل بشكل يومي مع المسؤولين في الفاتيكان، بفعل أن الكرسي الرسولي والبابا بالذات لديهما اهتمام خاص بلبنان، لذا لا تكفي متابعتي اليومية للعلاقات الثنائية بل يتوجب على المسؤولين ووزير خارجيتنا المتابعة الرسمية المتواصلة، نظرا لحجم العلاقات مع الكرسي الرسولي والعدد الكبير جدا من مؤسساته”.

وتابع: “أجواء لقاءات وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي أمس الأول، كانت إيجابية للغاية مع رئيس تجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري ومع وزير الخارجية الكاردينال غالاغر. وخلال عشاء العمل الذي دعت إليه السفارة لدى الكرسي الرسولي، حضر كل من أمين سر الدولة (بمثابة رئيس الحكومة في الفاتيكان) الكاردينال بيترو بارولين والمونسنيور ساندري ووزير الخارجية الكاردينال غالاغار. ولا داعي للتذكير هنا أن الحبر الأعظم لديه دائما اهتمام خاص بلبنان ويذكره دائما دائما، وخير دليل على ذلك تبرعه أخيرا بمنح دراسية. من خلال عملي اليومي ومتابعتي أدرك تماما الاهتمام الذي يوليه الفاتيكان للبنان على مختلف الصعد، لدور لبنان في المنطقة ويهتم بالكنائس وعلاقاتها مع الطوائف اللبنانية الأخرى، بالإضافة إلى اهتمام الفاتيكان بالعالم الإسلامي بشكل عام ما أدى إلى إبرام اتفاقية الأخوة الإنسانية التي أبرمت من قبل قداسة البابا وسماحة شيخ الأزهر في شباط 2019”.

وأردف: “لكن هذه المرة كان التركيز قويا على الوضع الاقتصادي ومختلف الأزمات التي يعاني منها لبنان، لأن ركيزة الاستقرار الاقتصادي والمالي في لبنان هو استقرار البلد بأكمله والوضع المعيشي للناس. هذه النقطة بالذات ركز عليها الفاتيكان، لأن جل اهتماماته عادة التعليم والتربية وقضايا الأجيال الجديدة والموضوع الاجتماعي والمعيشي بشكل عام، ولهذه الأسباب بالذات وجه الفاتيكان الدعوة لوزير الخارجية ناصيف حتي لينقاش كيفية مساعدة لبنان”.

وعبر الخازن عن استيائه من “تعاطي بعض الصحف بشكل سطحي مع موضوع زيارة حتي الى إيطاليا ما ساهم في تضليل الرأي العام”، وقال: “تفاجأت فعلا لكلام صدر في إحدى الصحف عشية الزيارة وهو كلام جاء في مقال لم يوقع ومصادره مجهولة، يتحدث عن مصدر أوروبي من دون أن يذكره، يفيد أن الفاتيكان استدعى وزير الخارجية! هل يوجد دولة في العالم تستدعي وزير خارجية بلد آخر؟ في التلفيق إساءة لي كسفير يتواصل يوميا مع الكرسي الرسولي وأتابع يوميا الأمور. كما هناك إساءة لوزير الخارجية اللبناني وإساءة للفاتيكان، أي إساءة لثلاثة أطراف في آن واحد ومن مصدر مجهول. إنه تشويش مقصود، لا يصب في مصلحة لبنان ومصلحة العلاقة بين لبنان والكرسي الرسولي”.

وقال: “هناك اهتمام أكيد بلبنان الذي عانى منذ 15 سنة من الحروب و15 سنة من الحروب ومن الوصاية كي يعود اليوم ليعاني من أزمة اقتصادية- مالية. رغم تعاطف المجتع الدولي معنا، علينا أن نعلم أن دول العالم لا يمكنها أن تستنفر أجهزتها ليلا ونهارا من أجلنا خصوصا في زمن الكورونا التي اجتاحت العالم والأزمة الاقتصادية المتفاقمة في جميع دول العالم. لذا علينا كلبنانيين اتخاذ المبادرة ونقوم بواجباتنا تجاه نفسنا قبل كل شيء وليس تجاه العالم، والعمل على حث المجتمع الدولي على أن يتفاعل معنا أكثر. يجب علينا أن نستمر باتصالاتنا، لأننا بحاجة الى الدول. وعلى الدولة اللبنانية القيام بإجراءات مقنعة حتى تتجاوب الدول معنا. في لبنان للأسف يوجد منحى يعتقد ان الدول ستهتم بنا في الوقت الذي نريده نحن، بمعزل عما يجب أن نقوم به تجاه بلدنا. إنه حديث غير واقعي. في الماضي كانت الدول تساعدنا ولا تسألنا ماذا فعلنا. اليوم تغيرت الأمور: الجميع يطالبنا بالقيام بإصلاحات مقابل الدعم. الوضع تغير وهناك مساءلة”.

ولفت إلى أنه “بما يخص الفاتيكان، يمكن القول إنه الطرف الأكثر تساهلا معنا. وهو قد يكون الطرف الوحيد الذي يقدم المساعدة للبنان من دون شروط. يقدم الدعم السياسي والمعنوي دون أن يطلب بالمقابل شيئا. قد يكون اهتمام إيطاليا الزائد على سبيل المثال، بسبب وجود قواتها في جنوب لبنان، لكن الفاتيكان كل ما يهمه التعايش السلمي والاستقرار في لبنان. لكن ذلك يتطلب متابعة دائمة مع الكرسي الرسولي أي عمل ديبلوماسي دائم وهذا ما أقوم به. يجب المتابعة مع عدد كبير من مؤسسات الكرسي الرسولي التي ضمن اهتمامها لبنان مثل لجنة الحوار الديني، أو مجمع الكنائس الشرقية وعدد كبير من المؤسسات”.

وختم: “إن التصريحات التي سمعناها أثناء زيارة الوزير حتي خصوصا من قبل نائب رئيس البرلمان الأوروبي ماسيمو كاستالدي تدل بصدق على قلق المؤسسات الدولية على لبنان وأن الوضع بلبنان كان يتدهور بسرعة كبيرة”.