IMLebanon

135 شهيداً و5000 جريح… إنقاذ طفلة من تحت الركام

هول الكارثة في اليوم الثاني من الانفجار كان فظيعاً. حجم الأضرار يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار، بحسبما أكّد محافظ بيروت مروان عبود. وسط أزمة اقتصادية خانقة لم يشهد لها لبنان مثيلاً في الحقبة الحديثة، ونقمة شعبية على كل الطبقة السياسية التي يتهمها المواطنون بالعجز والفساد.

نُكس العلم اللبناني عند مدخل قصر بعبدا والسرايا الحكومية، حداداً على شهداء الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت. الكارثة غير مسبوقة وكبيرة جداً. 135 شهيداً أحصوا حتى الآن وأكثر من 5000 جريح، من بينهم، 11 جريحاً من «اليونيفيل» كانوا على متن سفينة تابعة للامم المتحدة، بالاضافة الى 300 ألف مشرّد، فيما يواصل رجال الإنقاذ محاولات العثور على ضحايا وسط الركام في مرفأ بيروت والمباني المدمّرة، حيث انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو يوثّق عملية انقاذ طفلة لا زالت على قيد الحياة من بين الحطام والدمار.

المشهد فظيع، الشوارع تشهد مأساة كبيرة. وهذا ما دفع العديد من الشبان والشابات إلى المبادرة فردياً إلى النزول إلى ساحة الشهداء وشوارع بيروت، حيث عملوا على تقديم المساعدة في الاغاثة والانقاذ وتنظيف الشوارع وتقديم المعونة للمواطنين.

تحذير

نالت المستشفيات نصيبها من الدمار الهائل، وعلى رغم ذلك، أكملت عملها متحدّية المصاعب. واستقبل قسم الطوارئ في مستشفى رفيق الحريري الجامعي مساء امس الأول، بحسب بيان له، 198 إصابة، إثر الإنفجار الضخم في مرفأ بيروت، ومن بين هذه الإصابات توجد 11 حالة حرجة احتاجت إلى دخول قسم العناية الفائقة وقسم العناية القلبية
.وكان قسم الطوارئ في المستشفى قد استقبل عدداً من الإصابات تمّ تحويلها من مستشفيات أخرى، منها مستشفى الروم ومار يوسف والمستشفى العسكري والكرنتينا.

وقد سُجّل في طوارئ المستشفى 17 حالة وفاة من ضحايا الانفجار، من ضمنها 4 ضحايا مجهولة الهوية. فيما تعمل الإدارة على زيادة القدرة الاستيعابية لجميع الأقسام استعداداً لاستقبال المزيد من الجرحى.

واستقبل قسم الطوارئ في مستشفى «قلب يسوع»، أعداداً هائلة من الجرحى وقد تمّ إسعافهم على الفور. وتعمل الفرق الطبية والتمريضية منذ أمس الأول، على توفير الرعاية الكاملة لكل من أصيب بانفجار بيروت.

وتوجّه نقيب الأطباء شرف ابو شرف في بيان، بالتعزية للشهداء، وشكر الطاقم الطبي الاستشفائي الذي ساعد آلاف الجرحى، وقال: «انّ مستشفيات بيروت امتلأت والجميع تأهّب للمساعدة، وتبقى العلاجات الطويلة الامد، والكارثة لا توصف». وتمنّى «وضع خطة طوارئ صحية وايجاد مستشفيات ميدانية».

ولفت إلى أنّ «هناك حاجة للمعدات الطبية للعمليات، بالإضافة الى ادوية للامراض التي تُلفت بسبب الحادث في الكرنتينا كالادوية السرطانية»، وامل في «الحصول عليها من المساعدات التي ستأتي في القريب العاجل».

شهداء الجسم الطبي

نقابة الممرضات والممرضين نعت «شهداء الواجب المهني الذين سقطوا أثناء أدائهم مهامهم في المستشفيات ومراكز الإسعاف، وهن الممرضات: «لينا أبو حمدان، جيسي قهوجي داوود، جيسيكا بازدجيان، ميراي جرمانوس وجاكلين جبرين»، معتبرة انّها ضريبة الدم تدفعها مهنة التمريض من جديد وتقدّم خيرة شاباتها وشبابها فداء عن الإنسان والمجتمع والصحة».

مسح الأضرار

وفي حين، يستمر الجيش في عملية البحث والمسح في المرفأ، أشرف الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير على اعمال رفع الانقاض وتفقّد الاضرار في منطقة الجميزة مار مخايل وشركة الكهرباء، تمهيداً لإعادة بناء ما تدمّر، وكانت مكاتب الهيئة العليا للاغاثة اصيبت بأضرار كبيرة.

وقال: «ننسق مع مجلس وزراء ومجلس الدفاع وقيادة الجيش وسيكون مسحاً سريعاً لإرجاع الناس الى منازلهم بخير وسلامة، وبدأنا المسح من ساحة الشهداء الى خط الرينغ للاشرفية وخط الجميزة للدورة والكرنتينا ومحيطها. وسيكون هناك ثلاثون لجنة موجودة على الارض وسيكون هناك كشف مادي وتقني، الذي كُلّفت فيه شركة «خطيب وعلمي». واشار إلى أنه ستُرسل بعد ثلاثة ايام باخرة قمح تحمل حوالى 300 الف طن.

قضائياً

سطّر النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات إستنابة قضائية الى الأجهزة الأمنية كافة، كلّفهم فيها «القيام بالإستقصاءات والتحرّيات وبإجراء التحقيقات الفورية لمعرفة كافة المعلومات والملابسات المتعلقة بالإنفجار الحاصل بتاريخ 4/8/2020 في مرفأ مدينة بيروت، والذي أدّى الى وقوع عدد كبير من الشهداء والجرحى وحصول دمار هائل وأضرار مادية جسيمة في الممتلكات العامة والخاصة.

 

وطلب إيداعه كل التقارير المتوافرة لدى الأجهزة المعنية وأية مراسلات متعلقة بتخزين المواد المتفجرة في المستودع، حيث وقع الإنفجار، وتحديد أسماء المسؤولين عن حفظها وحمايتها والقائمين بأعمال الصيانة في المستودع، وبيان كل ما من شأنه إنارة التحقيق ومخابرته تباعاً بالنتيجة وذلك بالسرعة القصوى.

وكلّف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة القاضي فادي عقيقي، مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وإدارة الجمارك والشرطة العسكرية، بإجراء كل الاستقصاءات والتحريات، وكشف ملابسات التفجير الذي وقع في مرفأ بيروت، وطلب ايداعه التقارير المتوفرة حول تخزين كميات من «نيترات الأمونيوم» وغيرها من المواد في مرفأ بيروت، تمهيداً لتحديد المسؤوليات، واتخاذ الإجراءات القضائية المناسبة بهذا الشأن.

من جهته، اكّد مجلس القضاء الأعلى أنّه يتابع مع النائب العام التمييزي مسار التحقيقات التي باشر بها، ويعاهد الشعب اللبناني، ومن منطلق دوره في السهر على حسن سير القضاء، العمل من دون هوادة، على أن تنجز هذه التحقيقات للوصول الى تحديد المسؤوليات وإنزال العقوبات الملائمة بحق المرتكبين.

من جهته، أعلن نقيب المحامين في طرابس والشمال محمد المراد، أنّ النقابة ستتقدّم بشكوى تأخذ الصفة الشخصية للكشف ومحاسبة المرتكبين عمّا حصل في بيروت.

اتصالات دعم

وفيما يصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان اليوم «للقاء الأفرقاء السياسيين» ناقلاً رسالة دعم للبنان، جمعت حكومة فرنسا أمس وزراءها لتنسيق إرسال مساعدات ومواد إغاثة الى بيروت، حيث تمّ إرسال 3 طائرات محمّلة بالمساعدات الطبية.

 

وتلقّى رئيس مجلس الوزراء حسان دياب اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو شدّد خلاله على دعم الولايات المتحدة للبنان واستعدادها لتقديم المساعدات العاجلة له.

 

وأطلع رئيس الحكومة بومبيو على حجم الخسائر الأولية، وأكّد له أنّ «التحقيقات قد بدأت وستتمّ محاسبة جميع المسؤولين».

وتلقى دياب اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، أكّد خلاله دعم بلاده للبنان. كما تلقّى اتصالاً من وزيرة خارجية إندونيسيا رتنو مرسودي التي أبدت استعداد بلادها لإرسال مساعدات عاجلة للبنان. وتلقى اتصالاً من وزير الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي.

وأعلن المكتب الاعلامي لسفارة فلسطين، في بيان، انّ رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أعلن يوم امس الأول الحداد وتنكيس الاعلام، ليوم واحد تضامناً مع الشعب اللبناني الشقيق.

المساعدات

وبناءً على توجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ارسلت دولة الإمارات مساعدات طبية عاجلة إلى الشعب اللبناني تشمل أدوية وإمدادات طبية.

وتأتي هذه المساعدات، ممثلة بوزارة الصحة ووقاية المجتمع ومن منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، في إطار الاستجابة للتخفيف من آثار الحادث الأليم، وتعزيز جهود الكوادر الطبية في إنقاذ الجرحى، حيث تمّ ارسال نحو 30 طناً من الإمدادات الطبية والتي تمّ شحنها من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي.

 

وأكّدت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي أنّ «هذا التحرّك الفوري يعكس حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على الوقوف إلى جانب الأشقاء في مختلف المواقف الصعبة، ومد يد العون لكل محتاج».

 

الى ذلك، وصلت أمس طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية تحمل مساعدات وامدادات طبية ومستشفيين ميدانيين مجهزين بالكامل، يضمّ كل منهما 500 سرير لعلاج المصابين.

كذلك، وصلت الى مطار رفيق الحريري الدولي طائرة مساعدات يونانية. ووصلت طائرتا هليكوبتر قبرصية وعلى متنهما فرق انقاذ وبحث. كما وصلت مساعدات من الكويت.

وستصل الى القاعدة الجوية لاحقاً طائرات عدة تحمل مساعدات طبية من دول: بولندا، إيران، فرنسا، سويسرا، روسيا، لمساعدة لبنان.

ووصلت مساء امس طائرة عراقية على متنها عدد من الكوادر الطبية والجراحية التخصصية العراقية بالاضافة الى مواد طبية مخصصة لمعالجة حالات الطوارئ، مع وفد حكومي عراقي، لإعلان التضامن والوقوف الى جانب لبنان.

وفي الاطار، الرئيس التونسي قيس سعيد طلب «إرسال طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لدعم الشعب اللبناني والمساهمة في إسعاف الجرحى والمصابين. كما طلب جلب 100 جريح من المصابين جراء الانفجار إلى تونس التي ستتكفل برعايتهم وسيتمّ علاجهم في كل من المستشفى العسكري وباقي المستشفيات التونسية.

وقدّم خلف الحبتور، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور في الإمارات العربية المتحدة، مساعدات طارئة للبنانيين.

وفيما أعلن المطارنة الموارنة وضع كل إمكانياتهم بتصرّف المتأذين من الانفجار، وضعت رابطة كاريتاس لبنان نفسها في جهوزية تامة بكل أقسامها وأقاليمها، وأطلقت النداء لتأمين: الغذاء، الادوية، الثياب، مرافقة العائلات»، مشيرة الى انّ «شبيبة كاريتاس ستكون متأهّبة وتقوم بجولة على المنازل المتضررة للمساعدة وإجلاء العائلات».

واطلقت النداء طالبة الدعم والمساعدة من كل الجهات العالمية والوطنية على كل الأصعدة.