IMLebanon

نتائج مسح الأضرار: مليارا دولار و3 سنوات لإعادة الإعمار

كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:

بعد مرور حوالى 20 يوماً على انفجار مرفأ بيروت الذي غيّر معالم العاصمة وقضى على أحيائها ومبانيها ماذا كشف المسح عن حجم الأضرار؟ وعن كلفة إعادة الإعمار؟ وكم من الوقت سيستغرق الترميم وإعادة البناء لتشبه بيروت مجدداً ما كانت عليه قبل 4 آب؟

يتكشّف يومياً حجم الاضرار والخسائر التي خلّفها انفجار بيروت على المباني السكنية والتراثية والابراج والمستشفيات والمدارس والقطاع المطعمي والمؤسسات والشركات والمحلات التجارية. وفي آخر مستجدات الأرقام، يكشف رئيس نقابة مقاولي الأشغال العامة والبناء مارون الحلو لـ«الجمهورية» انه كلما تقدمت أعمال المسح كلما ارتفع حجم الاضرار، ففي بيروت هناك على الأقل 20 ألف مبنى مدمّر، ومن غير المستبعد ان يتضاعف هذا الرقم في الأيام المقبلة ليصل الى ما بين 39 و40 ألفاً، مؤكداً انّ عدد المباني البالغة الاضرار هو 800 مبنى.

وأشار الى انه من ضمن هذه المباني هناك حوالى 200 الف وحدة تتوزّع ما بين مكاتب ومحلات تجارية ومساكن. ويقدّر الحلو مجموع كلفة الاضرار في المساكن والمباني بما بين المليار ونصف والملياري دولار، على انّ هذه الكلفة تختلف باختلاف الضرر اللاحق بكل شقة، لكنه لفت الى انّ معدل الكلفة التقديرية المتوسطة لكل شقة متضررة يتراوح ما بين 70 الى 100 ألف دولار

وكشف انّ كلفة إصلاح الاضرار في مؤسسة كهرباء لبنان تقدّر بنحو 20 مليون دولار، امّا كلفة إصلاح الاضرار في الأبراج السكنية في الاشرفية وبيروت، والتي يصل عددها الى 30 برجاً، فتقدّر بما لا يقل عن 500 مليون دولار ما بين تصليح المصاعد وتلبيس المباني وواجهات الزجاج والالمينيوم.

أما الاضرار في المستشفيات، والتي طاولت مستشفى الروم والوردية واوتيل ديو ورزق، فلا تقل كلفة ترميمها عن 150 مليون دولار. وفي ما خصّ المدارس، فلم تنته عمليات المسح بعد لكن الأكيد انّ مدرسة القلب الاقدس في الجميزة تضررت كثيراً الى جانب غيرها من المدارس.

وعن وضع المباني التراثية، كشف الحلو انّ هناك نحو 85 مبنى تراثياً تضرر جرّاء الانفجار بشكل كامل ما يستوجب تدعيمها، أما عملية إصلاحها فمُكلفة جداً لأنها تحتاج الى عمل معماري دقيق والى يد عاملة متخصّصة والى مواد بناء غير متوفرة في لبنان، وبالتالي يجب استيرادها من الخارج. ولفت الى انّ إعادة ترميم وتدعيم هذه المباني التراثية يحتاج الى فترة لا تقل عن السنة ونصف السنة الى السنتين او حتى الثلاث سنوات.

مرحلة إعادة الاعمار

أما عن مرحلة الاعمار والتحديات التي يواجهونها، يقول الحلو: بعد انفجار المرفأ تهافت المتطوّعون الى تكنيس الشوارع وإزالة الركام ورفع الانقاض، لكن اليوم يمكن القول لقد بدأ الجد، فلقد انتقلنا الى مرحلة إعادة البناء والترميم، والسؤال المطروح من اين لنا ان نبني؟ كيف سنبني؟ ومن اين نبدأ؟

إنطلاقاً من ذلك، أطلقنا هيئة التنسيق الوطنية والتي تهدف الى المساعدة وتأمين التنسيق وتوزيع العمل بين كل المؤسسات غير الحكومية والمساعدات المتأتية من الخارج والتي يستلمها الجيش اللبناني. الّا انّ كيفية توزيعها وعملية إعطائها للمتضررين من اجل ترميم منازلهم يحتاج الى تنظيم، لذلك قامت بلدية بيروت بالاشتراك مع شركات التعهدات بوضع مجسّم لكل منطقة على أن تستلم الجمعيات غير الحكومية إمّا منطقة محددة وإمّا شارعاً في المنطقة، وتؤمّن الإغاثة للسكان من ضمنها ترميم المنازل. أمّا نحن كمقاولون فنعمل بالتنسيق مع الجمعيات غير الحكومية على تجميع مواد البناء التي تصل الى لبنان على شكل هِبات من الخارج او من الافراد ونوزّعها، بالتنسيق مع هذه الجمعيات على المناطق وفق حاجة كل منها.

تابع: لا شك انّ هذه العملية ضخمة وتحتاج الى الكثير من الجهود من اجل إنجاحها، وصحيح اننا تلقّينا مساعدات من الدول، لكننا لا نزال بحاجة الى الكثير من الأموال والمواد كما لا زلنا في انتظار ما ستقوم به الدولة في هذا الخصوص.

وشرحَ، رداً على سؤال، انّ عملية إعادة الاعمار مقسومة الى شقين: فمن جهة يهمّنا إجراء التصليحات الأساسية ليعود المتضررون الى منازلهم قبل بدء فصل الشتاء حتى لو لم تصلح المنازل بالكامل، على ان تتضح الأمور في المرحلة المقبلة ويصلنا المزيد من التمويل والمساعدات من الخارج لنساهم في إصلاح بقية المنازل المتضررة. وعن عدد المنازل التي يمكن الانتهاء من إصلاحها قبل فصل الشتاء، قال: لا يمكن تقدير ذلك فبعض الشوارع أعيدت الى ما كانت عليه، الّا اننا نحتاج الى مزيد من الوقت والجهد لإعادة ترميم المنازل لتعود قابلة للسكن، فهذه العملية طويلة المدى وستستغرق أقله 6 اشهر، علماً انّ بعض المباني يحتاج الى سنة والبعض الآخر الى سنتين وثلاث، فالوضع ليس سهلاً البتة لأنّ الضرر كبير جداً.

أمّا في مسألة توفّر المواد التي تدخل في عملية إعادة البناء، مثل الاسمنت والزجاج والخشب والالمنيوم، فأوضح الحلو: من المتوقع ان تصلنا هذه المواد على شكل هِبات من الخارج، ووفق ما أبلغنا الجيش اللبناني فإنّ مساعدات كثيرة ستصل محمّلة بالاسمنت والحجر المقطع الخاص بالبناء، وحجر الخفان. لذا، نحن نناشد الدول التي تريد مساعدتنا وتريد تأمين هذه المواد أن تُسرع في إرسالها، لأنّ المتضررين بحاجة الى الانتهاء من ترميم منازلهم في أسرع وقت ممكن قبل بدء فصل الشتاء.

عمليات البيع

وفي شأن ما تردّد في الآونة الأخيرة عن هجمة السماسرة في مناطق الاشرفية والرميل لشراء العقارات، يقول الحلو: جرت أكثر من محاولة لشراء الأراضي، لكنّ كل المواطنين تصدّوا لهذه الحملة، ولم يقبل احد من الأهالي ببيع منزله، كما أجمعت النقابات وهيئة الآثار وبلدية بيروت على التصدّي لعمليات بيع العقارات والأراضي. لذا، برأيي انّ الموضوع ما عاد مطروحاً، لا سيما انّ المجتمع المدني والنقابات مستنفرة للتصدّي للسماسرة لأننا ضد تغيير هوية بيروت ومعالمها.