IMLebanon

مشاورات عون بين تليين المواقف ومساندة أديب

برزت مبادرة رئيس الجمهورية الى اجراء مشاورات مع الكتل النيابية، حيث باشر بها بعد ظهر الاثنين، وشملت النائب فريد الخازن ممثلاً «التكتل الوطني»، رئيس «الكتلة القومية الاجتماعية» النائب أسعد حردان، النائب فيصل كرامي ممثلاً «اللقاء التشاوري»، رئيس تكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل، النائب سمير الجسر ممثلاً كتلة «المستقبل».. على أن يستكمل اليوم لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية للغاية عينها.

ووصفت مصادر معنية بهذا الامر هذه المشاورات، بأنّها تعويضية عن المشاورات التي لم يجرها الرئيس المكلّف، والذي بدا في عملية تأليف حكومته، أنّه كسر القاعدة المعتمدة بالتأليف وذهب الى حكومة من دون التشاور مع القوى السياسية.

وفيما ادرجت مصادر متابعة لهذا الملف مبادرة رئيس الجمهورية الى اجراء مشاورات مع القوى النيابية والسياسية، في سياق تليين مواقف هذه القوى، اكّدت مصادر مطلعة على خلفية الموقف الرئاسي، انّ “خطوة عون هي لمساندة الرئيس المكلّف في حلحلة نقاط لها علاقة بالملف الحكومي ككل وليس بالتشكيل، لأن هناك نقاطاً عُلّقت وخصوصا التمثيل الشيعي، المداورة وآلية تسمية الوزراء”.

ولفتت المصادر، الى أنّ “الغاية الاساس منها هي الاستماع الى آراء تلك القوى، وفي ضوء مواقفها يبني موقفه لجهة القبول بالمسودة التي سيطرحها عليه اديب او رفضها”.

وأشارت المصادر الى انّ “قرار رئيس الجمهورية بإجراء المشاورات هو سابق للقائه مع الرئيس المكلّف أمس، وحتى ولو انّه قد تسلّم منه مسودة للحكومة، فسيبادر فوراً الى ان يطلب منه التريث لإجراء المشاورات على اساسها، بحيث يعرضها على الاطراف التي سيتشاور معها والوقوف على موقفها مباشرة، لجهة انّها مقبولة ويمكن لها ان تقلع، او العكس. وطالما انّ رئيس الجمهورية لم يتسلّم المسودة، فإنّ مشاوراته مع الكتل ستأتي على قاعدة انّ الرئيس المكلّف حدّد مبادئ معينة لتشكيل الحكومة؛ اي حكومة اختصاصيين يسمّي وزراءها مع إجراء مداورة في كل الحقائب. وبالتالي الاستماع الى موقف الكتل”.

بحسب المصادر، فإنّ رئيس الجمهورية، الذي يميل الى تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن، سيبلغ قراره النهائي الى اديب في لقائهما المقبل بناء على مواقف تلك القوى.

واشارت مصادر لـ«الجمهورية» الى انّ رئيس الجمهورية يميل الى ان يليّن الثنائي الشيعي موقفهما، وسألت: «لنفرض انّ الثنائي اخذ ما يريده وسقطت المبادرة الفرنسية فماذا لديهما ليقدماه كبديل؟».

وتمنّت المصادر ان يتعاطى الثنائي مع ملف التأليف بالشكل الذي تعاطى فيه عون، «فالأساس بالنسبة الى رئيس الجمهورية هو الّا تضيع الفرصة الفرنسية، ذلك انّ سقوط المبادرة سيأخذ البلد الى تداعيات خطيرة وكبيرة جداً. ومن هنا، رئيس الجمهورية لا يتعاطى مع هذه المسألة من منطلق سياسي تقليدي وصلاحيات وما الى ذلك، بل يتعاطى معها كوضع استثنائي وحكومة استثنائية وفرصة انقاذية، على المستوى الذي أتيح عبر المبادرة الفرنسية. فالآن المرحلة هي مرحلة اقتصادية مالية ولا مرحلة اعراف ولا مرحلة دستور، فلنتجاوز كل شيء ولنعتبر الحكومة ارادياً حكومة انتقالية محدودة الوقت والمهمات».

على أنّ اهم ما تلفت اليه المصادر الانتباه في هذا المجال، هو انّ «السنوات الاربع من عمر العهد يمكن اعتبارها سنوات عجاف لم يتحقق منها شيء، ورئيس الجمهورية يريد ان يكمّل عهده بالحدّ الاعلى من الفاعلية، وهو تبعاً لذلك، في هذه المرحلة فإنّ اي اعتبار، حتى ولو كان متعلّقاً بـ”حزب الله” او غيره، لا يعلو لدى رئيس الجمهورية، على اعتبار انقاذ العهد، فهو يريد ان تنطلق حكومة فاعلة وانقاذية واصلاحية، ولا يمكن ان يقبل بشكل من الاشكال ان يكمّل عهده بحكومة تصريف اعمال، والبلد مفلس ولا يوجد معنا ليرة».