IMLebanon

الأحدب: لم يعد مقبولا ان يفاوض “الحزب” بإسمنا

أكد النائب السابق مصباح الاحدب انه “لم يعد مقبولا ان يفاوض حزب الله باسمنا سلطة سياسية عملها ادعاء تمثيلنا، ثم التنازل باسمنا لقراراته وخياراته”.

وتابع: “هؤلاء ليسوا ممثلين لنا ولا يمثلون اي طائفة، لذلك لا بد من اعادة النظر في موازين القوى التي لا يجوز ان تبقى نفسها متحكمة بالبلد فيما غالبية الشعب تريدهم في السجن”.

وشدد على ان “هؤلاء لم يعد لديهم اي شرعية تمثيلية وما يريده اللبنانيون اليوم هو تمثيل قائم على المواطنة لا على الطائفية، والا فالنتيجة الحتمية ستكون بوضع حزب الله يده على كل لبنان”.

واعتبر الأحدب أن “سياسة المهل مفضوحة منذ عام 2005 اي منذ انطلاقة “ثورة الارز”، سياسة تنازل تبعه تنازل أوصلتنا الى هنا، فلا مجال لأي لبنان الا لبنان الحيادي الذي يتحدث عنه البطريرك الراعي، ونتمنى على الرئيس ماكرون أن يجد صيغة للكلام مع هذه الفئة التي ترغب في السيطرة على كل البلد، وفي المقابل يفرضون علينا خياراتهم بسطو السلاح بالقول: “يا اما بتمشوا معنا، او منحتلكم بخمس دقائق”.

من جهة أخرى، تقدم الأحدب بالعزاء من “اللبنانيين جميعا بابن طرابلس شادي رمضان وكل شاب او طفل من المدينة قضى غرقا في البحر”.

وأمل، في مؤتمر صحافي عقده في دارته في طرابلس، في أن “نسمع أي خبر يطمئننا عن المفقودين الثلاثة الذين ذهبوا في البحر كملاذ أخير، هربا من الظلم والقهر والحرمان والقمع وكل ممارسات الظلم التي باتت جزءا من يوميات المواطنين في لبنان عموما وفي طرابلس خصوصا منذ فترة طويلة”.

وقال: “عندما نتقبل مبدأ أن تستباح حقوق المواطن في أي منطقة لبنانية من اي طائفة من طوائف لبنان، فاننا بذلك نقبل أن يكون هذا المبدأ ساريا على الجميع”.

وأضاف: “حتى اليوم لم تعرف، وللأسف، حيثيات انفجار بيروت، ولم يعرف احد من المسبب ومن المشارك بهذه الجريمة النكراء التي دمرت العاصمة وبقيت جريمة من جملة الأعمال الارهابية التي لن تمحى من تاريخ ووجدان الشعب اللبناني الذي يخشى اليوم أن تمر من دون عقاب”.

وتابع: “لقد انتفض الشعب في 17 تشرين ووقف ضد الظلم واستباحة المواطنين، لكن مع الأسف كل ما فعلته الدولة حتى اليوم، وبعد مرور عام، هو القضاء على الثورة وقمع المعترضين والتغلغل بين الثوار باستخدام الطوابير الخامسة والمسيرين مخابراتيا والمؤتمرين بتعليمات الأجهزة، ووضعت الأجندات الطائفية التي أوصلت الناس الى اليأس حتى باتت الهجرة حلم كل مواطن، فلو كان هنالك من دولة فعلية ومسؤولين فعليين لعملوا على معالجة هذا الوضع الكارثي المتبلور بالانهيار الاقتصادي والفلتان الأمني وبقية الآفات الوطنية التي يطالب الناس بوضع حد لها”.

وقال: “بعد انفجار بيروت، وفي ظل غياب الدولة والمسؤولين، تحرك المجتمع الدولي عبر فرنسا والرئيس (ايمانويل) ماكرون الذي لا بد من شكره لان الوضع في البلاد بات يتطلب اهتماما فعلا، لكنه، بكل أسف، ما زال ينسق مع الطبقة السياسية نفسها بحجة الغطاء السني ولا زال يتفاوض مع رؤساء الحكومة السابقين بينما المطلوب ليس غطاءً لأي طائفة انما حماية اللبنانيين من كل الطوائف، فلبنان التعددي الذي تأسس منذ مئة عام هو مساحة لكل الطوائف لتنارس حرياتها الدينية دون اي قمع او اضطهاد أو إلغاء”.

وأضاف: “كلنا نعلم أن لكل المشكلات التي ذكرناها أساس واضح، وبات واضحا أن لدى ايران خطة استراتيجية واضحة بكل المنطقة. وكلنا شهدنا الاحداث في سوريا، لكن اللافت ما يجري في لبنان واستمرار تنفيذ المخطط الايراني في البلد يقتضي التعامل مع السياسيين، فـ”حزب الله” قرر ألا يتعامل في لبنان إلا مع الطبقة الفاسدة التي توفر له ما يرغب من مصالح، واليوم بات الحزب يتكلم عن أعراف وكأن لا دستور للبنان، وهذه الأعراف ما كانت لتتكرس أساسا لولا تنازلات السياسيين الذين كل ما ارادوه هو الحفاظ على مصالحهم وقد باتت العملية مفضوحة، فحزب الله نفسه وبالتعاون مع المنظومة الفاسدة غير عملية الانتخابات الديموقراطية وجعلها عملية قمعية فانتجت المشهد كما هو في كل المنطقة”.

واعتبر ان “من حق الشعب اللبناني ان يخاف وأن يثور وأنا على ثقة بأنه هلى رغم كل الانهيار الذي أصاب البلد، لا زال كثير من اللبنانيين مصرين على البقاء في وطنهم، والدفاع عن التركيبة الفريدة للبنان التعددي التي تشكل على أساسها لبنان حيث تعايشنا جميعا منذ مئة عام، وصيغة العيش مقبولة ومتفق عليها بين كل طوائف لبنان، فلا يجوز بأي شكل ان تبقى رهينة بوتقة من الفاسدين الظلمة الذين باعوها ويدعون اليوم ان همهم اصلاحها، فمن حقنا ان نقرر مستقبلنا ومستقبل أبنائنا”.

وقال: “ما نراه اليوم هو تعطيل للبلد برمته من اجل بقاء وزارة المال بيد الممانعة، وقد قال الدكتور سعود المولى في مقال أن وزارة المال باتت مسيطرة على قرارات تمليك مشاعات الدولة، وان كثير منها ولا سيما تلك التي في البقاع اللبناني باتت في عهدة “حزب الله” وخصوصا تلك قرب القصير والمناطق التي افرغها “حزب الله” من أهلها بحجة الدفاع عن لبنان ضد “العدو التكفيري”، وما هذه العملية الا استكمال لمخطط التغيير الديموغرافي في المنطقة ضمن سياسة النفوذ الايراني”.

وتوجه الى “الفريقين، الفرنسي والايراني: نحن في لبنان لسنا في صدد أن نكون وسيلة للقتال مع أي طرف دولي، نحن مع تحييد لبنان لأننا بتنا لا نملك أي مقومات ومن يرغب بالكلام عن مقومات عسكرية للمقاومة عليه ان يدرك انها مقومات ايرانية، لكن المضحك هو توجه الممانعة لترسيم الحدود مع اسرائيل، فيما ينتظر الايرانيون الانتخابات الاميركية لانجاز اتفاق وتفاوض مع الأميركيين”.

وأضاف: “نحن كنا ولا زلنا دائما مع الحياد الحقيقي للبنان ومع ابقاء تعدديته التي هي صيغة لبنان الكبير الذي تحدث عنه المؤرخ كمال صليبي الذي يرى أن تعددية لبنان الكبير ونشأته هي انتصار للمارونية السياسية. ونحن قبلنا بهذا الانتصار لكونه ضمن حقوقنا جميعا كلبنانيين، لكن المعيب هو وضع البعض يده على هذه الصيغة وضربها بحجة حقوق طائفته التي يتلطى خلفها ليسيطر على كل مقومات البلد، نحن نرفض هذه التصرفات وندعو الى عودة المساحة التي سمحت للجميع أن يكون فيها مهما اختلفت الانتماءات الدينية ويستطيع العيش بأمان وأن يكون محمي”.

واختتم: “ما نراه اليوم من اعادة تفعيل للتطرف و”داعش” انما هو بسبب تعثر المفاوضات مع الفرنسيين، وهو أمر مفضوح جدا وما هو الا محاولة للضغط على المجتمع الدولي لقلب مجرى الأحداث وأخذ تعاطفه ضد الارهاب، وتجدر الإشارة الى أن اخر الخلايا التي اشتبك معها الجيش كانت في شمال لبنان، فلا يجوز للجهة المستفيدة وهي معروفة أن تضع اليد على كل لبنان بحجة وجود “داعش”، نحن متمسكون بمؤسسة الجيش ومؤسسات الدولة عليها ان تحمي المواطن كي لا يهاجر من البلد.”