IMLebanon

روكز: لم أر اقتراح قانون واحد تم اقراره يخدم الشعب اللبناني

أشار النائب شامل روكز الى أن: “الدخول الى عالم السياسة لم يكن سهلا، ولكن كان مبنيا على الأسس والمبادئ نفسها التي تربيت وخدمت على أساسها في الجيش، فكان البرنامج السياسي واضحا، جذوره الوطنية ممتدة من الحياة العسكرية. أما اليوم، وبعد مرور عامين على دخولي المعترك السياسي، فبات واضحا عدم انتمائي إلى هذه الحياة التي يطغى عليها اليوم منطق التعطيل لا التشريع، او التشريع لمصلحة المنتفعين والمتمولين على حساب الشعب، وضبضبة كل اقتراح او مشروع قانون يصب في مصلحة الشعب في ادراج اللجان.

وأضاف روكز خلال إطلاق لقاء “لبنان وطني”: لم أر اقتراح او مشروع قانون واحد تم اقراره يخدم الشعب اللبناني، وفي حال تم اقرار أي قانون، فكان يفتقد المراسيم التطبيقية او حتى النية الفعلية والحقيقية لتطبيقه. فتأكدت حقيقة أن لا وجود لأي نية في الأفق لاعتماد اي سياسة مكافحة فساد صحيحة، ولا اي استراتيجية مالية اقتصادية اجتماعية انقاذية حقيقية لمعالجة الأزمة التي يعاني منها الشعب اللبناني”.

وتابع: “ان الواقع والعمل السياسي لا يشبهني ولا يشبه لا البرنامج ولا التاريخ الذي انتميت اليه، والذي خدمت لبنان على أساسه، ولا العقلية التي أتمتع بها، فلذلك قررت الابتعاد عن الوسط الذي لا يحاكي برنامجي ولا أفكاري ولا واقع الشعب ولا حتى الناس التي انتخبتني. انطلاقا من هنا، قررت أن أتخذ خطوة الى الوراء لمراجعة نفسي ومراجعة البرنامج والمبادئ التي انتخبت وفقها، لتحقيق الرؤية الفعلية التي أؤمن بها، لأن الهروب من المواجهة ليست من شيمي”.

وسأل “هل قامت الحكومة في لبنان على مدى العقود الثلاثة السابقة بتلبية الارادة العامة؟ هل نجحت ببناء نظام يتساوى أمامه جميع المواطنين؟ هل بنت وطنا أو احتفظت بالغابة تحت راية وطن مزيفة؟ هل قامت الدولة بأبسط ما يمكن للمواطن أن يطلبه؟ هل أمنت له الكهرباء؟ هل وفرت له رعاية صحية وضمانا اجتماعيا؟ هل احتفظت بودائعه في المصارف؟ هل نظفت الشوراع من النفايات؟ هل بنت بنى تحتية ملائمة؟ هل أنارت الطرقات؟ هل وفرت الوظائف؟ واللائحة تطول وتطول”.

وتوجه الى الزعماء قائلا: “أيها الزعماء الفاشلون، بناء الوطن لا يتم على أيدي ميليشيات كانت السبب في دخول الوطن لحرب أهلية دامية ما زال لبنان ينزف جراحها حتى اليوم. بناء الوطن لا يتم بتفصيل الادارات والمؤسسات على قياس الطائفة والزعيم. بناء الوطن هو بناء نظام حكم عصري وحديث يقوم على احترام الدستور، على فصل السلطات واستقلاليتها، على بناء مؤسسات شفافة. بناء الوطن يقوم على دولة ومنظومة قوية، تحكم المواطن والمسؤول، وليس العكس. فلا تقوم ديمومة هذه الدولة واستمرارية هذا النظام على شخص الرئيس أو المسؤول أو النائب أو الوزير أو المدير العام، بل جذور الدولة مرسخة تحت سقف القانون، بغض النظر عمن هو في المنصب. بناء الوطن يقوم على احترام هيبة الدولة وسيادتها وشرعيتها، فتتنافس الأحزاب السياسية بحسب برنامجها على العمل الديمقراطي في البلاد، لا على الحقن الطائفي والمذهبي والمناطقي”.

ولفت الى أن: الفرصة اليوم بين أيدينا، اما أن نترك الوطن بعهدة من خان الأرض والشعب، واما أن نسترجع الوطن والأرض والقرار. كل ما يلزمنا هو القرار والعزيمة لمواجهة دينصورات هذه الدولة الغنية المنهوبة. الانتصار الذي حققتموه في الانتخابات الطلابية في الجامعات هو خير دليل على فشل هذه السلطة التي تشعر اليوم أكثر من أي وقت مضى بالخطر على ديمومتها. فلأول مرة منذ سنوات عديدة، برهن الشباب والشابات المستقلون أي دولة يريدون، وهذه هي الثورة الحقيقية. هذه هي ثورة 17 تشرين التي انطلقت قبل عام. هذه هي الثورة التي طالما ناديت بها منذ العام 2016. هذه هي روح التمرد والعنفوان والكرامة التي كنت أشعر بها مع رفاق السلاح بينما كنا في ساحة المعركة ندافع عن أرضنا المقدسة، أشعر بها اليوم عندما أنظر في عيون كل شاب وشابة من هذه المجموعات الطلابية الذين لم يفقدوا الأمل، بل يدركون أنهم هم الأمل والمستقبل والحياة. أضعنا فرصا عديدة لبناء وطن مشترك لكل أبنائه بكل انتماءاتهم الحزبية والطائفية، ولم يبق أمامنا غير بصيص أمل صغير. أنتم الأمل، شباب وصبايا لبنان”.

وختم: أتعهد أمامكم بأنني لن أتنازل عن المبادئ التي تربيت عليها في المؤسسة العسكرية وأن أبقى لبنانيا سيدا حرا مستقلا أولا وآخرا، وأجدد القسم اليوم أمامكم ومعكم: أقسم بالله العظيم أن أقوم بواجبي كاملا، حفاظا على علم بلادي وذودا عن وطني لبنان. سيبقى لبنان وطني أولا وآخرا، سيبقى لبنان وطني دائما وأبدا”.