IMLebanon

الراعي أزاح الستارة عن نصب تذكاري للبطريرك المكرم الياس الحويك

دشن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في مناسبة اختتام المئوية الأولى “لدولة لبنان الكبير 1920-2020″، النصب التذكاري للبطريرك المكرم مار الياس بطرس الحويك الذي قدمته الرابطة المارونية، في باحة مزار سيدة لبنان في حريصا، في حضور السفير البابوي جوزف سبيتيري، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله ابي نصر، نقيب المحررين جوزف القصيفي، نائب رئيس الرابطة الدكتور خليل كرم، مدير الرابطة العميد بيار ابي نصر، رئيس جمعية المرسلين الاب مارون مبارك، الرئيسة العامة لجمعية راهبات العائلة المقدسة المارونية الاخت ماري انطوانيت سعادة، واعضاء المجلس التنفيذي في الرابطة وآباء وراهبات.

بداية، كلمة ترحيب لرئيس لجنة الانشطة في الرابطة فادي رزق، ثم تحدث رئيس مزار سيدة لبنان الأب فادي تابت عن “لبنان البطريرك الحويك، لبنان الحرية والمواطنة والعيش المشترك”، وقال: “بدل ان نحتفل بالمئوية الأولى للبنان الكبير، ترانا نتخبط في بلدنا المنقسم على ذاته وتعود بنا الذاكرة الى مقولة الحكم العثماني “فرق تسد”، فلكل منا لبنانه ومن يحميه وللأسف، اما لبنان الكبير فيبقى في قلب الكبير البطريرك المكرم الياس الحويك مؤسس هذا المزار ومكرسه تحت شفاعة مريم سيدة لبنان، ذاك الوطن الذي حلم به وناضل من اجله”.

واضاف: “ها هو اليوم من خلال النصب يعود البطريرك المكرم الى حضن العذراء وهو يمثل البطريرك المصلي الذي يوحي الثقة بالله والعذراء مريم وقد عبر عن حبه لأم الله بأجمل انشودة “يا مريم سلطانة الجبال والبحار”.

وختم شاكرا “الرابطة المارونية على تقديمها هذا النصب وكل من شارك في هذا الاحتفال”.

وألقى الاب مبارك كلمة رأى فيها انه “ليس عجيبا على من انشد للعذراء ان يشيد لها مقاما لتحرس لبنان وابناءه”، وقال: ” لقاؤنا اليوم وقفة وفاء للبطريرك المكرم الحويك صديق مؤسس جمعيتنا المطران يوحنا حبيب ووقفة تقدير لما جمعهما من حب للوطن وغيرة رسولية، وهو فسحة رجاء في مناسبة الاعياد المجيدة ينعش الفرح ويستنهض الهمم”.

وأضاف: “ان لقاءنا اليوم هو وقفة وجدانية نستلهم فيها مسيرتهما لنشكر الرب على عطاياه فيهما: بطريرك قائد حكيم ومطران قاض نزيه وفيها نرى ما يحتاج اليه بلدنا اليوم: الحكمة في القيادة والنزاهة في القضاء حتى تستقيم حالنا في حماية سيدة لبنان”.

بدوره، القى ابي نصر كلمة اكد فيها “ان الرابطة المارونية التي قدمت هذا المجسم للبطريرك الحويك عربون وفاء لبطريرك جمع الحكمة إلى الشجاعة، والتواضع إلى الأنفة وعزة النفس”، مؤكدا وقوفها إلى “جانبكم في الدفاع عن لبنان وهويته، عن كيانه التاريخي المميز في نوعيته، في ديموقراطيته التعددية التوافقية الخاصة، وفي تحصينه بالحياد الإيجابي، وفي وجوب الإسراع في تأليف حكومة حياد تتمتع بالكفاية والنزاهة لإنقاذ لبنان مما يتخبط فيه ومكافحة الفساد والفاسدين والمفسدين”.

وتابع: “نحن لسنا في أزمة تأليف حكومة فحسب، نحن أيضا في أزمة حكم ونظام، جعل من رئيس الحكومة، الحاكم الفعلي الأول، يفاوض، ويخطط منفردا بإسم لبنان مع الدول، ويقرر في مستقبل الوطن، غير آبه بإستعادة التوازن والتكافؤ والشراكة في آلية الحكم والمؤسسات العامة وإحياء الممارسة الديموقراطية السليمة في شتى الميادين السياسية والإجتماعية، لكي يستعيد لبنان سيادته واستقلاله وعافيته ودوره الرائد في الشرق العربي والعالم فيصبح فعلا لا قولا، بلدا حرا ومستقلا”.

وقال: “ان الرابطة المارونية سبق لها أن وقفت وستقف، في وجه سياسات التلاعب بديموغرافية لبنان وجغرافيته، التي اعتمدتها بعض حكومات ما بعد الطائف عن طريق التجنيس المخالف للقانون وللدستور، والتوطين، والتهجير، والهجرة وعدم معالجة أسبابها، والإمعان في بيع الأرض من غير اللبنانيين في العاصمة ومناطق جبل لبنان وغيرها. ووقفت في وجه سياسة التمييز والمفاضلة بين منطقة وأخرى إنمائيا، وبين مواطن وآخر في إدارات الدولة ومراكز القرار، وكل ذلك لمصلحة طائفة على حساب أخرى. علما أنه لا يمكن أي طائفة مهما كثر عددها وعظم شأنها وكبرت إمكاناتها أن تستأثر بالحكم في لبنان، ولنا من تجارب الماضي العبر”.

وختم : “لا يمكن أن يرتاح لبنان ما دام المسيحيون عموما والموارنة المؤسسون لهذا الكيان خصوصا، مغيبين مبعدين عن مراكز القرار في لبنان وطنهم الأول والأخير”.

والقى البطريرك الراعي كلمة تحدث فيها عن “العلاقة التي كانت تربط المكرم بالقصادة الرسولية آنذاك وبجمعية المرسلين اللبنانيين وجمعية راهبات العائلة المقدسة التي أسسها الحويك لخدمة الوطن، والتي نحن في حاجة اليوم إلى أمثالها”. وشكر الرابطة المارونية “المتبرعة بالتمثال”، وأشاد بـ”هذا العمل الفني للنحات باسكال القاضي”.

وفي الختام، منح البطريرك بركته الرسولية للرابطة المارونية تعبيرا عن الشكر والتقدير لتقديمها تمثال البطريرك المكرم مؤسس مزار سيدة لبنان.