IMLebanon

جعجع: “القوات” لن تحمل السلاح مجدداً إلّا إذا انهار الجيش

كتبت مرلين وهبة في “الجمهورية”:

يؤكّد رئيس حزب «القوات اللبنانية»، أنّ حلف حزب رئيس الجمهورية مع «حزب الله» هو من اوصل البلاد الى ما وصلت اليه. والحل هو في انتخابات نيابية مبكرة تبدّل الأكثرية النيابية. ويعلن الدكتور سمير جعجع أنّ أمنيته القصوى، ان يستفيق ويجد كتلاً نيابية مستقيلة من مجلس النواب مع «القوات»، للذهاب الى انتخابات مبكرة، مؤكّداً أنّ «القوات» لن تحمل السلاح مجدداً الّا في حالة واحدة، اذا انهار الجيش وقوى الامن الداخلي. ويؤكّد انّ الصواريخ التي يمتلكها «حزب الله» هي صواريخ ايرانية، وموجودة لخدمة مشروع ايراني، بدليل التصريح الذي سمعناه على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني. مستغرباً كلامه انّه مستعد لمساعدة كل من يعمل لمواجهة اسرائيل، فيما السؤال، لماذا يريدون مساعدة الجميع في مواجهة اسرائيل، ولماذا لا يواجهونها هم وبالمباشر، اي لماذا لا يواجه الحرس الثوري اسرائيل بالمباشر، خصوصاً اذا كان يملك صواريخ دقيقة يوزعها على غزة وعلى «حزب الله» في لبنان او على مجموعات في سوريا، وخصوصاً اذا كانوا يمتلكون صواريخ كبيرة ودقيقة كفاية. ورداً على قول السيد نصرالله بأنّ إيران وسوريا هما أهم داعم للمقاومة في لبنان، يقول جعجع: «صحيح، وأكبر دليل الوضع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم في لبنان». ويقرّ انّ وباء كورونا كان مصيبة حلّت على لبنان عام 2020، ولكنه يرى انّ الحل قريب مع وصول اللقاح، وانّ الانتهاء من الوباء سيكون في مطلع الصيف المقبل، فيما يعتبر انّ الحكمة هي في اعلان اقفال البلد فوراً في الوقت الراهن…

هل تؤمن انّ الحرب الوبائية قد تكون اليوم اكثر فتكاً من الحروب العسكرية وبإمكانها ابادة شعوب بأكملها؟ وما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها في بلد موبوء اقتصادياً مثل لبنان، لمواجهة وباء كورونا المتمدد؟ وهل من تقصير رسمي برأيكم في المواجهة المطلوبة؟

– لا شك انّ وباء كورونا مصيبة كبرى حلّت على لبنان عام 2020، انما هي ليست بحجم مصائب اكبر منها، ونذكر الحمى الاسبانية عام 1919 التي انتهت بوفاة 50 مليون نسمة، وبالتالي مرّت على البشرية موجات وبائية قاتلة وقاسية واقوى من كورونا، وهذا لا يمنع من انّ هذا الوباء قاسٍ، مع العلم انّ عدد ضحاياه كبير، انما بالنسبة للمآسي السابقة في العالم هو نسبياً مقبول، والضرر الاكبر كان على المستوى الاقتصادي في العالم اجمع، والشيء الجيد أنّ امده لم يطل. اليوم وبعد تأمين 4 او 5 لقاحات في الاسواق، وبدأت بعض الدول في استعمال اللقاحات، آمل خلال شهرين ان تنحصر هذه الموجة لتصبح من الماضي مع بدء الموسم الصيفي بإذن الله.

أما في ما يتعلق بلبنان، فلا يمكن الحكم بشكل دقيق على الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اللبنانية، لأني لا املك معطيات كاملة لأحكم على عملها بشكل دقيق، وما اذا كانت تدابير وزارة الصحة او الحكومة بمحلها او كان بالإمكان فعل المزيد. أما الذي يمكن قوله في هذا السياق، انّ تفشي الوباء في هذين الاسبوعين بشكل كبير يتطلب حكمة، ولذلك من الحكمة اليوم قبل الغد ان تعلن الحكومة الإقفال الكلي للبلاد على الاقل لمدة ثلاثة اسابيع، لأنّ الضرر الاقتصادي يكون اقل وطأة في هذه الفترة، وكذلك المستشفيات تستعيد انفاسها، ونكون بذلك نحدّ من انتشار الوباء، بانتظار ان يصل من بعدها اللقاح الى لبنان بعد شهر تقريباً.ما هو تعليقك على تصريح قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني؟ وما تعليقك على ردّ رئيس الجمهورية، وهل ترى انّ تغريدته كانت كافية ووافية؟

– اولاً، بالنسبة لـ»القوات اللبنانية» تحديداً، فالبعض يعيب علينا موقفنا الواضح والحاسم من «حزب الله». فنحن نؤمن انّ الصواريخ التي يمتلكها الحزب هي صواريخ ايرانية، صنع ايران، وهي موجودة لخدمة مشروع ايراني. طبعاً البعض يدّعي انّها للمقاومة وللدفاع عن لبنان، وهذه حجة، لأنّ هذه الصواريخ هي محض ايرانية، اي نوعيتها ايرانية واهدافها ايرانية ايضاً، بدليل التصريح الذي سمعناه على لسان قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الايراني، اي «شهد شاهد من اهلهم». انما الذي استغربته شخصياً من كلامه قوله انّه مستعد لمساعدة كل من يعمل لمواجهة اسرائيل! والسؤال، لماذا يريدون مساعدة الجميع في مواجهة اسرائيل، ولماذا لا يواجهونها هم وبالمباشر، اي لماذا لا يواجه الحرس الثوري اسرائيل بالمباشر، خصوصاً اذا كان يملك صواريخ دقيقة يوزعها على غزة وعلى «حزب الله» في لبنان او على مجموعات في سوريا، وخصوصاً اذا كانوا يمتلكون صواريخ كبيرة ودقيقة كفاية؟ وبالتالي، نرى في هذه النقطة انّ هناك استعمالاً للبلدان المحيطة بإسرائيل، في الوقت الذي يجعل ايران بمنأى عن كل ما يجري.

لذلك، دفع لبنان وما زال يدفع اثماناً كبيرة في هذا المجال، فلا يحاول احد ان يخرج علينا بنظريات المقاومة للدفاع عن لبنان، لأننا نعلم كيف ندافع عنه، وليست المرة الاولى التي ندافع فيها عن لبنان ووجوده، فهو موجود منذ زمن ودفاعنا عنه ثابت ايضاً ومنذ زمن، وفي حال حاول اي كان الاعتداء عليه او احتلاله كنا نعيده الى بلاده، مثلما حصل مع اسرائيل وسوريا. واذكّر الجميع كيف كانت وضعية لبنان سنة 1948 – 1965، ولماذا لم تعتدِ اسرائيل وقتها على لبنان؟ وهل كان هناك مقاومة في لبنان؟ في الوقت الذي يُلحق وجود «حزب الله» في الشكل الحالي ضرراً كبيراً على لبنان واللبنانيين وخصوصاً في النواحي الاقتصادية والمالية.

أما في ما يتعلق بتغريدة الرئيس عون، اكتفي بالمثل اللبناني القائل «بدل ما تقلها كش كسرلها اجرها». أي انّ حزب فخامة الرئيس هو الداعم الاول والاساسي الذي من دونه لم يكن «حزب الله» يصل الى ما وصل اليه في لبنان، لولا تحالف الرئيس الوثيق معه منذ 14 عاماً حتى اليوم.

ماذا عن قول السيد نصرالله بأنّ إيران وسوريا هما أهم داعم للمقاومة في لبنان؟

– صحيح، وأكبر دليل الوضع الذي يعيشه اللبنانيون اليوم في لبنان.

بشير الجميل كان يملك مشروعاً سياسياً كبيراً، «حزب الله» يملك مشروعاً كبيراً ايضاً، الا تملك «القوات» مشروعاً لإنقاذ لبنان، واستراتيجية واضحة لتنفيذه؟

– «القوات اللبنانية» هي المشروع في حدّ ذاته. اما مشروعنا الكبير هو بناء الدولة الفعلية التي من دونها لا قيام للبنان، في الوقت الحاضر هذا المشروع لا يتحقق بوجود السلطة الحاكمة الحالية، ويجب الذهاب فوراً الى انتخابات نيابية مبكرة. مشروع «القوات اللبنانية» الحالي لتجديد لبنان، هو في الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة، وغير ذلك كله مضيعة للوقت. واكبر دليل على ما حصل منذ 17 تشرين حتى اليوم، لو عملنا في اليوم التالي اي في 18 تشرين، للتحضير لانتخابات نيابية مبكرة كنا اليوم اي بعد سنة نعدّ لحكومة جدّية ورئيس جدّي واصلاحات جدّية، وبالتالي كان خرج لبنان من كبوته. إلا اننا اضعنا المزيد من الوقت.

طالبت بلجنة تقصّي حقائق دولية، ولكن ما هي الآلية للحصول عليها في غياب قرار رسمي واستقالة الحكومة، وكيف السبيل للوصول إليها؟

– يمكن لحكومة تصريف اعمال المطالبة بها، إلّا انّها لا تريد ذلك. وهنا اطرح السؤال، ماذا يمنع الرئيس او الحكومة المستقيلة البدء بطلب لجنة تقصّي حقائق دولية، وما هو السبب لعدم قيامهم بذلك في ظلّ عرقلة التحقيق؟ أما الآلية فهي سهلة، لأنّ لجنة تقصّي الحقائق الدولية ليست مثل المحكمة الدولية، وليست بحاجة الى قرار من مجلس الامن، بل يمكن للامين العام للامم المتحدة ان يشكّلها بمفرده بطلب من احدى الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي يمكن لفرنسا او لبريطانيا او لأميركا او لروسيا او الولايات المتحدة الاميركية المطالبة بها بشكل فردي.

على هذا الصعيد، وبغياب الرغبة الحكومية والرئاسية، تكلمنا مع اصدقائنا، وبعثت شخصياً رسالة الى الرئيس ماكرون، وقلت له انّ التحقيق في جريمة المرفأ من المستحيل ان يصل الى مكان، انطلاقاً من انّ المسؤولية عنه تقع على اكثرية ادارات الدولة اللبنانية، وبالتالي لن يصل التحقيق الى مكان لأنّهم لن يدينوا انفسهم…

ولذلك تمنيت على الرئيس ماكرون الطلب من امين عام الامم المتحدة تشكيل لجنة تقصّي حقائق دولية، وكذلك طلبت من السفير الروسي عندما زارني، والامر نفسه طلبته من السفيرة الاميركية عندما زارتني أخيراً، وكل سفير غربي التقي به اكرّر الطلب نفسه، خصوصاً السفراء دائمي العضوية في مجلس الامن، بهدف الضغط في هذا الاتجاه.

أظهرت نتائج الانتخابات الطلابية نقمة بنسبة مرتفعة على كافة الأحزاب، في وقت ارتفعت نسبة الأصوات المؤيّدة للمجتمع المدني، هل تخاف «القوات اللبنانية» اليوم من تراجع تمثيلها في الانتخابات النيابية المقبلة؟

– ابداً. واكبر دليل اننا ندعو يومياً الى انتخابات نيابية مبكرة، وابداً لسنا متخوفين من شعبية او قدرة «القوات اللبنانية» المستقبلية. والذي حصل في بعض الجامعات لم يحصل مثله في جامعات اخرى. مثلاً في الـ lau لم يحصل كما حصل في اليسوعية. وغداً اذا حصلت انتخابات في الـ NDU او جامعات خاصة اخرى، ستكون ايضاً النتائج مختلفة. ليس هناك شك من «انو الناس طالع دينا من كل شي»، انما هذا لا يعني «إنو طالع دينا من كل حدا». في النهاية كلنا مجتمع مدني باستثناء الجيش والقوى الامنية. وبكافة الاحوال «القوات اللبنانية» كانت الحزب الاول المؤيّد للمجتمع المدني عندما انطلق في ثورته في 17 تشرين، لا بل «القوات» استمرت اكثر بكثير من اي مجموعات اخرى مما يُعرف بالمجتمع المدني، وبالتالي انا لا اعتبر انّ التصويت الطلابي كان ضدّ «القوات» بل اني مسرور به. «القوات» اخذت نصيبها مثلما كانت تأخذ عادة لا اكثر ولا اقل، انما الذين ربحوا من المجتمع المدني لديهم نفس رغبة التغيير التي لدى «القوات اللبنانية»، وبالتالي سيضيفون دعماً للجهود التي تبذلها «القوات للتغيير» على مستوى الانتخابات الطلابية او حتى في ما بعد على مستوى الانتخابات النيابية، ولذلك «على الميلتين مش خسارة».

وهل تعتقد انّ هناك انتخابات نيابية مقبلة في ضوء الحديث عن زوال لبنان ونظامه ؟

– مهما حاول البعض لن يستطيع ايقاف مسار التاريخ ومسيرته، ولا احد يستطيع ايقاف الحياة في مكان ما. فأولا او آخراً ستكون هناك انتخابات نيابية، وسنحاول قدر الإمكان ان نجعلها مبكرة لإيقاف عذاب لبنان وشعبه، فالانتخابات ستحدث في اسوأ الحالات لأنّ لا خلاص إلّا بها.

هل تؤيّد المطالب الشعبية الداعية الى رحيل السلطة الحاكمة عام 2021، وهل تعتبر نفسك من ضمنها؟

– موضوعياً لا يمكن ان اعتبر نفسي في السلطة الحاكمة. فالسلطة الحاكمة هي الاغلبية النيابية، وعامودها الفقري «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» وحلفاؤه، وهي التي توصل الرئيس وتؤلف الحكومة او تُسقطها. وبالتالي هذه هي المجموعة الحاكمة، ونحن قبل الناس نطالب بتغييرها. واذكر انّه في 2 ايلول عام 2019، اي قبل شهر ونصف من الثورة، كنا في بعبدا في اجتماع الطوارئ الاقتصادي، وطالبنا برحيل الحكومة وبحكومة اخصائيين مستقلين، اي انه كان مطلبنا نحن في الاساس، اي رحيل السلطة الحاكمة، لأنّها فشلت فشلاً ذريعاً، والنتائج بين ايدينا اليوم ونعيشها يومياً.

من هم حلفاء سمير جعجع اليوم، وهل هم كُثر أم العكس؟

– في هذه الايام لا احد لديه حليف باستثناء «حزب الله»، فلديه حليفه «التيار الوطني الحر»، وهو حلف له اليد الطولى في ايصال لبنان الى ما وصل اليه، أما ما تبقّى فأنا اسأل مَن حليف مَن؟ أما من جهة ثانية، فليس وارداً أن نتحالف مع قوى المجموعة الحاكمة، انطلاقاً من النتائج التي حققوها في السلطة والحكم. وحاولنا التحالف مع بعض اصدقائنا القدامى، اي تيار «المستقبل» او «الحزب الاشتراكي»، لكن لم نستطع الاتفاق على تصور مشترك، وفضّل هؤلاء الاستمرار في هذه المرحلة، ونحن بدورنا فضّلنا الذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة. أما من هم حلفاؤنا، فالجواب هو اكثرية اللبنانيين حلفاء «القوات اللبنانية».

ولا يمكن عدم الانتباه الى موازين القوى التي تتغيّر وبالتالي، لا يمكن قياس التحالفات كالسابق والقول مَن حليف مَن؟ لأنّ تكتلات جديدة تنشأ وايضاً موازين قوى جديدة.

لو كنت رئيس الجمهورية في العام 2020 ما هو القرار الذي كنت اتخذته لمنع الانهيار المالي، الصحي والأمني؟

– كنت اخذت فوراً قراراً بانتخابات نيابية مبكرة، لأنّه وبوجود المجموعة الحاكمة الحالية لا خلاص ولا امل بأي شيء، والدليل في ايدينا، فإعلان الازمة بدأ منذ سنة وثلاثة اشهر، فيما وقفت المجموعة الحاكمة عاجزة ولم تفعل اي شيء، في وقت الانتخابات النيابية المبكرة ستؤدي الى اكثرية نيابية مختلفة ورئيس مختلف وحكومة مختلفة، وبالتالي ستؤدي الى نتائج مختلفة .

هل الانتخابات النيابية المبكرة ستبدّل برأيك بالنتائج بنسب تغييرية لواقعها الحالي؟

– انا برأيي، ستتبدّل بما يكفي لتغيير طبيعة الاكثرية الحالية الحاكمة… من الممكن ان لا يكون الفارق بـ60 نائباً، انما ستتبدّل بما يكفي لتغيير الاكثرية النيابية الحالية الحاكمة، وهذا يكفينا لأنّه يبدل كل شيء.

هل توافق على مقولة إنّ التسوية الأميركية-الإيرانية في العام الجديد ستكون على حساب لبنان، ام انّها ستكون على حساب «حزب الله» وفق ما يحلل البعض؟

– اغلب الظن وعلى الاقل خلال عام 2021 سوف يستمر الوضع الاميركي – الايراني على ما هو عليه في الوقت الحاضر، بانتظار ما يمكن ان يستجد. ولا اعتقد انّ الوضع من هذه الناحية سيئ على قدر ما يعتقد البعض، وبكل بساطة ممكن العودة الى الوضعية التي كانت قائمة قبل ترامب.

هل اضعفت الثورة في مكان «القوات اللبنانية» برأيك ؟

– لن اعطيك رأيي بل سأعطيك وقائع. كل التحاليل في الشهرين الماضيين وتحديداً خلال الاعياد، تدل على الاطلاق الى انّ حزب «القوات اللبنانية» وبعدما كان ثاني قوة مسيحية اصبح اول قوة مسيحية. فكيف تكون الثورة قد أضعفت «القوات»؟

وهذا بشهادة اغلب التحاليل، وطبعاً كل المراجع الاستطلاعية، وبالتالي موضوعياً تؤكّد كل المعطيات التي بين ايدينا انّ «القوات اللبنانية» هي القوة المسيحية الرقم الواحد اليوم في لبنان.

ما هي أمنيتك القصوى في السنة الجديدة؟

– امنيتي انّ استفيق غداً وأجد كتلاً نيابية مستقيلة معنا من مجلس النواب للذهاب الى انتخابات نيابية مبكرة.

متى ستحمل «القوات اللبنانية» البندقية مجدداً؟

– لن تحمل «القوات» البندقية مجدداً إلّا في حالة واحدة استثنائية، اذا انهار الجيش وقوى الامن الداخلي لا سمح الله.

البعض يرى انّه من الصعب لا بل من المستحيل وصول سمير جعجع الى قصر بعبدا، فماذا ترى انت وما هو تعليقك؟

– جوابي هو التالي، وسأكون واضحاً: كل القوى السياسية الموجودة يتمحور المناخ بداخلها حول شيء ما، مثلاً منذ تأسيس الجنرال عون لحركته تمحورت حول وصوله الى الرئاسة، وحركة قوى اخرى تمحورت حول اهداف اخرى او شيء ما، إنما نحن كقوات لبنانية لم نكن يوماً هكذا. صحيح اننا أوصلنا رئيس جمهورية هو الشيخ بشير الجميل إنما ولا لحظة عند تأسيس «القوات» كان هذا مناخها او هدفها. فنحن عند وصول اي شخصية من «القوات اللبنانية» الى رئاسة الجمهورية يكون في سياق الحركة السياسية انما ليس هو هاجس «القوات»، بل هاجسنا البقاء أمناء لمبادئنا وقناعاتنا، وهنا يكمن هاجسنا الفعلي. أما وخلال تطبيقنا لهذه المبادئ والقناعات، اذا كُلّفنا ان نكون رؤساء او وزراء او نواباً، فليكن. وإذا في سياق ممارستنا لقناعاتنا اصبحنا نواباً او وزراء كما اصبحنا فليكن. واذا اصبحنا في السياق نفسه رؤساء فلن نتأخر.

وهنا الفرق، البعض يعتبر انّ رئاسة الجمهورية هي الهدف وكل الباقي متحرك. اما نحن فالهدف هو مبادئنا وقناعاتنا، وكل الباقي متحرك حولها ومن بينها رئاسة الجمهورية.