IMLebanon

في لبنان: “بدّك أوكسجين؟”… إدفع 250 ألف ليرة في الليلة!

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

يرخي “كورونا” بثقله على القرى، بعدما حوّل معظمها مدن أشباح، أما الأخرى فالحياة تسير على طبيعتها، وحدهم تجّار الخضار واللحوم والمواد الغذائية ينشطون على خط الازمة، يستفيدون من الاقفال في رفع الاسعار، وشكاوى عدّة وردت حول تفاوت الاسعار بين محلّ وآخر و”دليفري” وآخر. بصوت أجشّ تبكي سكينة حالها، تشكو غلاء الاوكسيجين والادوية، “يا ريت منموت بـ”كورونا” أشرف من عيشة الذلّ”، بحثت كثيراً عن أوكسيجين لإبنة اختها حتى عثرت على “شويّة نفس” مدّها بجرعة حياة، كما قالت. ليس هذا ما يقضّ مضجعها بل خسارتها لوالدها، “أكيد مات بنقص اوكسيجين” تقول مردفة “شو صعبة هالصورة بيك مات واهلك كلّن بالحجر وإنت ما قادر تعمل شي”، تحاول أن تشفي نار غليلها من مأساتها، خسرت والدها بسبب “كورونا”، وحُرمت رؤيته ووداعه، فالعائلة كلها مصابة بالوباء اللعين وحال بعضهم سيئة، فالنفس بات صعباً، الكلّ يبحث عن نفس إصطناعي، هذا النفس الذي بات مرهوناً لتجّار السوق السوداء.

“بدك اوكسيجين؟ اجرة المكنة بـ 250 الف ليرة بالليلة، وهناك من يجد صعوبة في تأمين الف ليرة، فكيف بـ 250 الفاً؟ تقول يمنى “نموت أفضل لأن عايشين بغابة إسما أكل لحوم البشر”. يطوي الاقفال الصحّي إسبوعاً كاملاً، لم تنخفض معه الإصابات، بل تضاعفت نتيجة تذاكي اللبناني “الحربوق”، فهناك مطاعم تعمل سرّاً وإكسبرس تفتح أيضاً، إلا القهوة ممنوع المسّ بها يقول أحدهم وهو يرتشف قهوته من إكسبرس يعمل “بالمخفي”، ومثله كثر. ربمّا هي لقمة العيش الصعبة وحاجة الناس، وربما هو اللاوعي الذي زاد الإصابات، ما حدا بمستشفى راغب حرب الجامعي الى زيادة 30 سريراً الى قسم “كورونا” لإستيعاب الاعداد الكبيرة، في حين تستقبل مستشفى نبيه بري الجامعي الاصابات في قسم الطوارئ. لا يخفي مصدر طبّي في وزارة الصحّة خطورة الوضع، ولا ينكر أن هناك عبئاً كبيراً على المستشفيات، ويؤكّد أنّ الكلّ يستقبل المصاب في قسم “كورونا” ويقدّم له العلاج، ولكنّ الاعداد كبيرة وهذا يضعنا امام عبء إضافي، إن لم يتعاون المواطن ويتحمّل مسؤوليته لمحاربة الوباء.

ويجزم بأنّ الإقفال لن يؤتي النتيجة المطلوبة فيما لو ظلّ المواطن يتذاكى ويقيم جلسات السهر والنرجيلة، وهذه قمة الخطر”. الجلسات “الكورونية” ماشي حالها، وإن بالسرّ، فالإقفال لم يمنع كثر من ممارسة حياتهم كالمعتاد غير آبهين بأوجاع المصابين. فالميكانيكي والبنشرجي والدهّان والحدّاد، كلّه يعمل “دليفري”، ينشطون على خطّ تصليح الأعطال الطارئة لسيارات لم تهدأ حركتها منذ بداية الاقفال، وعلى حدّ قول أحد رجال الأمن “كلّ الناس معها تصريح خروج، فلشو الاقفال”؟ وهذا ما تعكسه حركة الشارع حيث يتحرّك المارة والسيارات في خط مواز مع “كورونا” الذي اصاب عائلات معظمها بسبب اصابة واحدة، كحال عزاء أقيم في إحدى البلدات حصد قرابة الـ80 اصابة أكثر من 10 حالات أُدخلت المستشفى، ومع ذلك أخذ أحد الاشخاص تصريحاً لاقامة عرسه العائلي في زمن الاقفال الصحّي، كيف ومن أعطى الإذن؟ “بالواسطة”.

استياء كبير من الاقفال ومروحة المعترضين تتوسّع، فالكلّ ينظر الى مصلحته امام الصحّة المجتمعية وسرعة تفشّي الوباء لا تنال اهتمام سوى 10 بالمئة من السكان، وغيرهم “كورونا” آخر اهتماماتهم”.