IMLebanon

لبنان ليس متروكًا ولكن!

يؤكد مطلعون على ما حمله الوزير القطري الى بيروت، انها في شكلها ومضمونها ومستوى الحضور القطري فيها، اشارة واضحة الى انّ لبنان ليس متروكاً، وانّ زيارته ليست آتية من فراغ، فهي قطرية في الشكل إنما هي عربية خليجية في الجوهر، وواشنطن وباريس تحديداً ليستا بعيدتين عن هذه الزيارة، التي تعكس في دلالاتها الرغبة في الوقوف الى جانب لبنان، ولكن شرط أن يقف مع نفسه اولاً. والبداية مع تشكيل حكومة من دون اي ذرائع وعراقيل، خصوصاً انّ وضع لبنان صعب ومهدد بأن يكون أصعب.

وما أكده الوزير القطري للمسؤولين اللبنانيين عكسَ هذه الرغبة بكل وضوح في مساعدة لبنان، الا انّ الشرط الاساس لذلك هو ان تتوافر هذه الرغبة لدى القيادات اللبنانية، حيث قيل للمسؤولين ما مفاده “انّ المطلوب تشكيل حكومة سريعاً، تَشرع في تنفيذ خريطة الانقاذ التي رسمها المجتمع الدولي لفتح باب المساعدات لى لبنان، وكذلك باب مساعدات الاستثمارات العربية فيه، عبر الشروع فوراً في تطبيق برنامج الاصلاحات المطلوبة. وثمّة فرصة متاحة الآن عبر المبادرة الفرنسية”. وقد أكد الوزير القطري على هذا الامر بتصريحه علناً بأنّ “برنامج الدعم الاقتصادي للبنان يتطلّب وجود حكومة، تتألف على قاعدة تغليب الفرقاء اللبنانيين المصلحة الوطنية على المصلحة الفردية السياسية والحزبية”، رامياً كرة التوافق والتعجيل بهذه الحكومة في ملعب الشريكين في تأليف الحكومة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف.

على انّ الملاحظة الاساس التي يلفت اليها هؤلاء المطلعون، هي اختيار الوزير القطري منبر رئاسة الجمهورية ليوجّه من خلاله الرسالة التي يحملها، لجهة دعوة اللبنانيين الى التخلي عن مصالحهم الخاصة، وفي رأي هؤلاء انّ الوزير القطري قال ما قاله عبر منبر رئاسة الجمهورية ليسمع “القريب” قبل البعيد.