IMLebanon

“الحزب” يفقد حلفاءه

تركت المستجدات السياسية والشعبية والمعيشية التي شهدتها ولا تزال الساحة المحلية، منذ انفجار 17 تشرين الى اليوم، تداعيات سلبية على العلاقات بين القوى المحلية كلّها. باستثناء الحلف بين الثنائي الشيعي حزب الله – امل، التحالفات كلّها تصدّعت وتزعزعت. حتى ان أهمّها، وعنينا التسوية الرئاسية بين الفريقين الازرق والبرتقالي من جهة، وتحالف مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة ثانية، لم يصمد بعد ان تحركت الرمال تحتها بقوة، واهتزت تحت اقدام الناس في الشارع وتحت وطأة الازمات القاتلة اقتصاديا وماليا.

مصادر سياسية مطّلعة، تتوقّف عبر “المركزية” عند ما اصاب الضاحية جراء هذه الموجة. فتوضح انها تعرّضت، كسواها من الاطراف، لخضّات وازنة، تتخذ بعدا مضاعفا في الميزان السياسي، كون الحزب يعتبر قائد فريق 8 آذار…  في الاسابيع الماضية، خرج الى العلن تباين بينه والتيار الوطني الحر الذي طالب علنا بضرورة مراجعة تفاهم مار مخايل لانه لم ينجح في بناء الدولة. وقد قال الفريق البرتقالي في ذكرى توقيع الوثيقة ان “التفاهم جنّب لبنان شرور الانقسام، ولكنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون”، معتبراً أنّ “الذكرى السنوية للتوقيع تعتبر مناسبة للتمعن في هذا التفاهم”. الكلام من فوق السطوح لم يرُق للحزب، تتابع المصادر، الذي فضّل بحسب ما اعلن منذ ايام امينه العام السيد حسن نصرالله ان النقاش يُستحسن ان يحصل خلف الكواليس. وقد قال في السياق ” لا نوافق على خروج بعض الملاحظات السلبية حول تفاهم مار مخايل في بيان التيار الوطني، فهي تعطي مادة للمتربصين”، مضيفا “هناك قناعة بتطوير تفاهم مار مخايل”، مؤكداً على “متانة العلاقة مع التيار الوطني الحر”.

بحسب المصادر، ثمة اتصالات تدور اليوم خلف الكواليس بين الجانبين لترميم العلاقات، ظهرت نتائجها في الخطاب الاخير لرئيس التيار جبران باسيل الاحد الماضي. على اي حال، وفي وقت يقال ان جزءا كبيرا من تصعيد “البرتقالي” في وجه “الاصفر”، هو لدفع الاخير الى الوقوف الى جانبه بقوة في مطالبه الحكومية، تلفت المصادر الى ان ثمة قوى اخرى كانت محسوبة على الفريق الممانع وتدور في فلكه، فترت علاقتها به في الآونة الاخيرة، خاصة بعد اغتيال الناشط المعارض لقمان سليم. من هؤلاء، تذكر المصادر التنظيم الشعبي الناصري برئاسة النائب اسامة سعد وعددا من الصحافيين والاعلاميين. فبعد ان أبدوا رفضهم للجريمة وطالبوا بمحاسبة الفاعلين، تم تخوينهم من قبل الجمهور الممانع.

وكان التنظيم دان في بيان “جريمة اغتيال سليم”، معزياً “عائلته وأصدقاءه ومحبيه”، مؤكداً “رفض الاغتيال السياسي والإرهاب والتهديد والتخوين ومواجهة نهج القمع والهيمنة والإقصاء”، داعياً إلى “التنوع الفكري والسياسي وحماية الحريات العامة”، معتبراً أن “الحرية والتنوع هما من الشروط الأساسية للديموقراطية، أما الإقصاء وقمع الرأي الآخر فيقودان إلى الاستبداد والتصحر السياسي”، محذراً من “خطر أساليب العنف والقمع والاغتيال على الأمن والاستقرار والتفلت الأمني وغياب حكم القانون على وحدة لبنان”.

وهنا، تقول المصادر ان اتصالات تدور بعيدا من الاضواء لرأب الصدع بين الحزب والتنظيم. هي قد تنجح في وقف التصعيد، الا ان الهوة باتت كبيرة بين الجانبين تتابع المصادر، خاصة وان سعد بات بوضوح في صف الثورة التي ترفع شعار كلن يعني كلن، وجمهوره يشارك بقوة في مختلف تحرّكاتها…